حرب غزة: “كيف سينظر أطفال غزة الناجون من هذا الهجوم العنيف إلى من سمحوا بارتكابه؟” – الغارديان
واصلت الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء، في نسخها الورقية والرقمية، تغطية الحرب في قطاع غزة، وعلى رأسها صحيفة الغارديان، التي نشرت مقالا لسايمون تيسدال بعنوان “كيف سينظر أطفال غزة الناجون من الهجوم العنيف إلى من سمحوا بارتكابه؟”.
يقول تيسدال: “من الصعب سماع صرخات أطفال غزة بين أصوات الحرب الدائرة، لذلك من المفترض أن نستمع إلى مأساتهم، لأن ما يجري أمر بالغ الصعوبة”.
ويضيف أنه ولفترة طويلة بعد انتهاء الحرب، سيتم تذكر صور جثث 1750 طفلاً على الأقل، وتذكر هذا “الخطأ الكارثي من جانب الحس الإنساني الذي سيدفع الثمن، طال الزمان أو قصر”.
ويواصل الكاتب: أن “الخلل في أداء الساسة، والمسؤولين الأمنيين، والقانون الدولي، بعد هجوم حماس المأساوى في السابع من الشهر الجاري، والذي خلف 1400 قتيل على الأقل من الإسرائيليين، بينهم عدد من الأطفال، وكذلك الأحداث التي لا تزال جارية في غزة، وتعكس الخلل الأخلاقي العميق في النظام، والجميع شركاء فيه”.
ويعرج تيسدال على مطالبات عدد من الدول الغربية باحترام القانون الدولي، وحماية المدنيين، وهو ما لا يحدث، متسائلاً: “كيف سيصبح الناجون من بين أطفال غزة، في المستقبل؟، ومن يمكنه أن يحكم على تصرفاتهم؟”.
ويستعرض تيسدال بعض “الأرقام الصادمة” التي اقتبسها عن منظمة أنقذوا الأطفال الخيرية، والتي تقول إن “طفلاً واحداً من أطفال غزة يُقتل بسبب القصف الإسرائيلي كل ربع ساعة تقريباً”، مضيفا أن مؤسسة “يورو ميد” الخيرية لحقوق الإنسان، تقدر العدد اليومي للقتلي بين الأطفال والرضع في غزة بحوالي 200 طفل.
ويختم تيسدال بالقول إن “المضاعفات بعيدة الأمد لهذا الإرهاب البشع والتضحية الصادمة بالأطفال في غزة، ستدفع الناجين من بينهم للإحساس بالغضب والخوف مستقبلاً، والسعي للانتقام”، ولن يملك أحد أي إجابة لأي سؤال سيوجهونه.
“أزمة إنسانية مستفحلة”
نشرت صحيفة الإندبندنت تقريراً لمراسلها في لوس أنجليس، مايك بديغان، بعنوان “أوباما يحذر من أن تصرفات إسرائيل يمكن أن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة”.
يقول بديغان إن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما – ورغم تحذيره – إلا أنه حرص على إظهار دعمه الكامل للرئيس جو بايدن، وموقفه الداعم بشكل قوي للحليف الاستراتيجي إسرائيل، وسعيه لتفكيك حركة حماس.
ويوضح التقرير أن تحذير أوباما يأتي في الوقت الذي لقي فيه ما لا يقل عن 5100 فلسطيني مصرعهم، بسبب الغارات الإسرائيلية، بينما لقي نحو 1500 إسرائيلي مصرعهم بسبب هجمات حماس، بحسب الصحيفة.
وينقل التقرير تدوينة لأوباما على الإنترنت قال فيها: “العالم يراقب تطور الأحداث في المنطقة، وأي خطط للجيش الإسرائيلي تتجاهل الخسائر البشرية، يمكن أن تنقلب على أهدافها”.
وطالب أوباما إسرائيل بالمزيد من الخطوات الإيجابية لرفع المعاناة عن المدنيين في غزة، خاصة بعد خطوة السماح بدخول شاحنات الإغاثة من مصر عبر معبر رفح، والتي رآها خطوة إيجابية “لكن غير كافية”.
ويضيف التقرير أن أوباما حذر من “الانسياق وراء وسائل التواصل الاجتماعي”، وما ينتشر عليها من معلومات “مغلوطة ومضللة”، مشيراً إلى ضرورة العمل على “تشكيل العالم الذي نرغب حقاً في أن نتركه لأولادنا وأحفادنا، والأجيال القادمة”.
“إعادة صياغة مستقبل غزة”
أما صحيفة التايمز فنشرت مقالاً لوزير الخارجية البريطاني السابق، وليام هيغ، بعنوان “الدول العربية يجب أن تشارك في إعادة صياغة مستقبل غزة”.
يقول هيغ إنه كان في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل 10 سنوات، عندما تم التأكيد على موقف بريطانيا طويل الأمد، من ملف السلام في الشرق الأوسط، والذي يتمثل في دعم مبدأ حل الدولتين، مشيراً إلى أن نتنياهو يعتبر أن هذا الأمر غير واقعي بسبب “الانقسامات والتطرف في الجانب الفلسطيني”.
ويضيف هيغ “افتراض أن السلام خيار غير ممكن في حد ذاته، يعدّ أمراً خطيراً، لأنه يتحول مع الوقت إلى اعتقاد، ثم ما يليه من أن إسرائيل يجب أن تقلب كل فصيل فلسطيني على الفصائل الأخرى، وضرب أي شرعية قانونية للقيادة الفلسطينية، كما حدث بالفعل”.
ويواصل هيغ القول إن هذا السيناريو “يدعم المتطرفين على الجانب الآخر، ويوفر لحماس وحزب الله المزيد من المتطوعين للحرب التالية”، وهو ما يؤكد للجميع: أنه طالما ظن الطرفان أن السلام خيار غير ممكن فإن البديل الوحيد هو الحرب على غرار ما نشهده منذ أسابيع.
ويشير هيغ إلى المؤتمر الاقتصادي الدولي، الذي تعقده المملكة العربية السعودية في الرياض، في إطار فعاليات عدة تدشن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
ويوضح هيغ أن السياسات الجديدة للسعودية، تكشف عن أن الرياض ستواصل التحالف مع الغرب لكنها في الوقت نفسه ستنفتح على الصين، وتسوي الخلافات مع قطر، وتتبادل السفارات مع إيران، وهي سياسات يمكنها أن تغير شكل المنطقة، “لكنها لن توفر أبداً الأمل لدى الشعوب”، على الرغم من أنها توفر الديناميكية للمشاركة في الاقتصاد العالمي.
ويقول هيغ: “الشرق الأوسط الجديد المطلوب، يقتضي تدمير الافتراضات القديمة والتمسك بالفرصة، وتجنب العداوات التاريخية والخلافات التي لا يمكن حلها بين الأجيال”.
ويختم هيغ بالقول: إن ما يجب طرحه في الرياض هو مدى إمكانية وجود وقت إضافي، ومشاركة الدول العربية في اتخاذ القرارات بالنسبة لغزة، لأن حل المشكلة لم يعد ممكنا للغرب بمفرده، والعالم العربي الآن يمر بفترة تغيرات كبرى، تمكنه من القيام بدور أكبر في حل القضية الفلسطينية.