آخر خبر

حرب غزة: تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية


  • جويل غونتر
  • بي بي سي نيوز – الضفة الغربية

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

شهد الأسبوعان التاليان لهجوم حماس زيادة حادة في عنف المستوطنين في الضفة الغربية

كان عابد وادي يرتدي ملابسه استعداداً للجنازة عندما وصلته الرسالة.كانت صورة أرسلها إليه أحد الأصدقاء لمجموعة من الرجال الملثمين وهم يحملون فؤوسًا وصفيحة بنزين ومنشارًا، مع نص مطبوع على الصورة باللغتين العبرية والعربية.وجاء في النص: “إلى كل الجرذان في مجاري قرية قصرة، نحن في انتظاركم ولن نحزن عليكم، يوم الانتقام قادم”.

قصرة هي قرية وادي، في الجزء الشمالي من الضفة الغربية بالقرب من نابلس. وكانت الجنازة في ذلك اليوم لأربعة فلسطينيين من القرية. كان ثلاثة قد قُتلوا في اليوم السابق – الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول – بعد أن دخل المستوطنون الإسرائيليون إلى قصرة وهاجموا منزل عائلة فلسطينية.وقُتل الرابع بالرصاص في مواجهات مع جنود إسرائيليين عقب ذلك.وفي اليوم التالي، كان أهالي قصرة يستعدون للتوجه إلى المستشفى الذي يبعد نصف ساعة والعودة بجثث القتلى. وللقيام بذلك، يتعين عليهم السفر عبر الأراضي التي تنتشر فيها المستوطنات الإسرائيلية، حيث ارتفع خطر العنف بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين منذ أن دخلت إسرائيل في الحرب مع حماس.وضع وادي هاتفه جانباً واستمر في ارتداء ملابسه. كان هناك أربعة رجال في ثلاجات المستشفى ويحتاجون إلى إعادتهم إلى القرية لدفنهم وأضاف أنه لن يردعه أي تهديد عن القيام بذلك.لم يكن وادي يعرف أنه في غضون ساعات قليلة سيتصدى المستوطنون الإسرائيليون المتشددون لموكب الجنازة وسيُقتل شقيقه وابن أخيه الصغير بالرصاص.”لو تأخرنا يومًا أو حتى يومين، ما الفائدة من ذلك؟” قال وادي وهو جالس في الفناء المظلل لمنزل عائلته في قصرة.”هل تعتقد أن المستوطنين كانوا سيغادرون هذا المكان في اليوم التالي؟”.

عابد وادي على سطح منزله في قصرة. وقال: "أردنا الأمل لأطفالنا، لكنه ذهب"
التعليق على الصورة،

عابد وادي على سطح منزله في قصرة. وقال: “أردنا الأمل لأطفالنا، لكنه ذهب”

وفقًا لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، كان الأسبوع الذي أعقب هجوم حماس هو الأسبوع الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن بدأ الإبلاغ عن القتلى في عام 2005، حيث قُتل ما لا يقل عن 75 فلسطينيًا على يد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين، وارتفعت حوادث عنف المستوطنين من ثلاثة في اليوم إلى ثمانية في المتوسط.وقال مسؤولون فلسطينيون إنه في غارة واحدة على مخيم للاجئين الفلسطينيين، وغارة جوية نادرة في المنطقة، يوم الخميس 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 12 شخصًا، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن ضابطًا واحدًا قُتل.وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن هناك “خطرا حقيقيا” لخروج الأراضي المحتلة عن نطاق السيطرة.ويقول السكان الفلسطينيون في الضفة الغربية إنه بينما يركز العالم انظاره على الكارثة التي تتكشف في غزة، فإن المستوطنين الإسرائيليين يستغلون ذلك بدخول القرى وطرد المدنيين الفلسطينيين، بل وحتى قتلهم.وفي ثلاث حالات على الأقل، بحسب لقطات فيديو أو شهادات شهود عيان من القرويين، كان المستوطنون يرتدون الزي العسكري أو يرافقهم الجيش الإسرائيلي في هجماتهم.وقال عدد من السكان لبي بي سي إن الرجال الثلاثة الأوائل الذين لقوا حتفهم في قصرة ذهبوا للدفاع عن عائلة في منزل على مشارف القرية، بعد أن اقترب المستوطنون من المنزل وبدأوا في رشقه بالحجارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى