دعوة لوقف الحرب في غزة، وعائلات رهائن تنتقد السماح بوصول مساعدات – في صحف إسرائيلية
تناولت الصحف الإسرائيلية عددا من الموضوعات المرتبطة بالحرب في غزة، من بينها دعوة لوقف الحرب “فورا”، وتساؤلات عن الاستعدادات لتوغل عسكريّ بريّ محتمل في القطاع، بالإضافة إلى انتقاد بعض عائلات الرهائن الإسرائيليين للسماح بوصول مساعدات إلى غزة عبر مصر.
ونستهل جولتنا في الصحف بمقالة لغدعون ليفي نشرتها صيحفة هآرتس، تحت عنوان: “الحرب في غزة يجب أن تتوقف فورا”.
ويبدأ الكاتب مقالته داعيا إلى وقف “حمّام الدم”، قائلا: “يمكن الرد على المجازر بمجازر، لكن حتى المذبحة الرهيبة… التي ارتكبت في جنوب إسرائيل، لا يمكن أن تبرر ما يليها… ويجب أن يكون هناك حدود للدمار”.
ويرى ليفي أن الحرب الدائرة في غزة “ليس لها هدف واضح وواقعي، وبالتأكيد ليس لديها إجابة عن هذا السؤال: ماذا سيحدث في اليوم التالي”.
ويتطرق الكاتب إلى “الصور الفظيعة من المستشفى الأهلي في مدينة غزة، عشرات الجثث مصفوفة الواحدة تلو الأخرى، كثير منهم أطفال بأجساد ممزقة وأطراف مفقودة”، ويقول إنه “من المستحيل السكوت عندما تواجه صور الموت والدمار التي حدثت هنا. وقد قُتل مئات الفلسطينيين اليائسين يوم الاثنين بعد محاولتهم العثور على مأوى في الهواء الطلق بالقرب من المستشفى، لاعتقادهم الخاطئ أنهم سيكونون آمنين هناك حتى خلال هذه الحرب اللعينة”.
ويقول: “ليس من الممكن حتى الآن تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الكارثة، لكن الأمر لم يعد مهما بالنسبة للضحايا”.
“كارثة المستشفى يجب أن تكون نقطة تحول”
ويدعو الكاتب إلى أن تكون “كارثة المستشفى نقطة تحول في الحرب”.
وينبه إلى أن التعاطف العالمي مع إسرائيل سيحل محله مطالبة بوقف إطلاق النار نظرا للكوارث التي سببتها الحرب، بعد أن “غيرت مأساة المستشفى المزاج السائد بين بعض مؤيدي إسرائيل”.
ويقول ليفي: “زرت هذا الأسبوع كيبوتس بئيري المدمر، وسأكرر ما قلته حينها: لم أر في حياتي مثل هذه المشاهد الصعبة. ومن المستحيل السماح بذلك دون تصفية الحسابات مع كل المسؤولين”.
ويختتم مقالته بأن “قتل آلاف الأشخاص وتشويه عشرات الآلاف وتركهم بلا شيء لن يخدم أي مصلحة إسرائيلية، حتى لو وضعنا جانبا مسائل القانون والأخلاق. ولن يؤدي ذلك إلا إلى توليد الكراهية والانتقام”.
ويضيف: “ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول هز إسرائيل إلى درجة كبيرة، خاصة اليسار والوسط. لكن حتى في خضم غضبنا وإحباطنا، لا ينبغي لنا أن نفقد ما تبقى من ضميرنا وبوصلتنا الأخلاقية. يجب ألا نسمح لإسرائيل كلها أن تصبح حماس”.
“التوغل البري في غزة ما زال بحاجة إلى وقت”
وفي صحيفة يديعوت أحرنوت، كتب يوسي يهوشوع يقول إن على إسرائيل الآن “اتخاذ القرار بعد انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحصولها على كل ما أرادته وما لم تكن تتخيله، من الدعم الكامل إلى الإمدادات العسكرية”.
لكنه يشير إلى نصيحة بعض المسؤولين العسكريين الذين يقولون: “للحصول على نتائج، هناك حاجة إلى الصبر”، إذ إن الحرب ستطول، وهي ليست مثل جولات القتال السابقة، التي ساهمت في تعزيز مفاهيم خاطئة لدى إسرائيل عن الحرب.
ويضرب يهوشوع مثلا بما حدث في حرب عام 2014 في غزة نفسها، حينما لم يصل الجيش الإسرائيلي بعد قتال استمر 51 يوما إلا إلى ثلاثة كيلومترات فقط داخل القطاع، لإزالة ما سماه بأنفاق الهجوم من الحدود، بحسب ما ذكر.
لكن الخطط في هذه الحرب التي تنفذ الآن، بحسب الكاتب، تهدف إلى إحداث تغيير جوهري في قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم.
وينفي أن نستنتج من هذا أن الخطط ستقضي على من وصفهم بـ”الإرهابيين” في غزة في المستقبل، لكنهم، في رأيه، سوف يتعرضون لضربة شديدة، وستعيد الخطط قوة الردع الإسرائيلية التي فقدتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وينبه مسؤولين إلى أنه “ستكون هناك تكلفة ومشاكل، ويجب على الجمهور الإسرائيلي أن يكون مستعدا لجهد طويل الأمد”.
ولا يعني هذا، كما يضيف الكاتب، وجود أي تردد، إذ يجب السماح للجيش بالاستعداد.
ويقول إن استدعاء 350 ألف جندي احتياطي سيكون له تأثيرات هائلة على الاقتصاد، وإذا طالت فترة التكلفة الاقتصادية، فقد تدعو جماعات الجيش الإسرائيلي إلى تسريح بعض من استدعوا.
ويتحدث الكاتب عن عبء آخر يتمثل في نشر الجيش أعدادا كبيرة من القوات على الحدود الشمالية، وسط ما وصفه باستفزازات حزب الله المستمرة.
ويدعو إلى تقويض البنية التحتية لحماس بواسطة القصف الجوي بحيث يصبح توغل القوات إلى غزة أسهل.
أهالي الرهائن “ينتقدون السماح بإدخال مساعدات” إلى غزة
ونختتم جولتنا بما كتبته إيمي سبيرو في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن انتقادات أقارب الرهائن والأسرى لموافقة الحكومة على السماح لنحو 20 شاحنة من المساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع عبر مصر.
وبحسب المقالة، فإن الأهالي ذكّروا بأن الرهائن، ومن بينهم “أطفال ورضع ونساء وجنود ومسنون يعانون من مشاكل صحية خطيرة، ومن بينهم جرحى ومصابون بالرصاص، ما زالوا محتجزين تحت الأرض مثل الحيوانات دون أي ظروف إنسانية، وحكومة إسرائيل تقدم لهؤلاء القتلة البقلاوة والدواء”.
وأشارت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن مكتب نتنياهو قال إن إسرائيل ستسمح بدخول المساعدات الإنسانية، لكنها ستتدخل إذا وصل أي منها إلى حماس.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق الأربعاء أن هناك حاجة إلى ما يقرب من 100 شاحنة مساعدات يوميا لإعادة تأهيل غزة في أعقاب الهجمات الإسرائيلية.
وبحسب المقالة، فقد هددت عائلات الرهائن بأنه “إذا لم يلغَ هذا القرار الشنيع لمساعدة قتلة غزة، فإن العائلات ستكثف نضالها في المستقبل القريب”، دون أن تحدد الخطوات التي قد تتخذها.
ولفتت إلى أن عائلات الرهائن ومؤيديها نظموا احتجاجات بالقرب من مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، وانتقد العديد من الأقارب نتنياهو والحكومة الحالية بشدة في مقابلات مع وسائل الإعلام.