في ظل تواصل شح التساقطات.. حقينة سدود المغرب تتراجع إلى مستوى “حرج”
الأربعاء 18 أكتوبر 2023 – 03:00
تراجعت حقينة سدود المملكة إلى مستوى حرج خلال الأسبوع الأخير، إذ بلغت نسبة الملء العامة، حسب آخر أرقام المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء، 24.9 في المائة، بينما سجّلت خلال اليوم ذاته من السنة الماضية 25.5 في المائة.
وبلغ احتياطي المياه بسدود المغرب 4016,4 مليون متر مكعب، مسجلا انخفاضا بحوالي مائة مليون متر مكعب مقارنة من الفترة نفسها من السنة الماضية التي بلغ الاحتياطي خلالها 4112,5 مليون متر مكعب.
يأتي ذلك في ظل تواصل شح التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة في العديد من مناطق المغرب، ما يثير التخوفات من تأثير الوضع على منسوب مياه الشرب والري الفلاحي، خاصة في الجهات التي شهدت أكثر الأشهر جفافاً.
وفي قراءة لوضعية سدود المملكة، قال أحمد الهوتي، خبير في الهندسة القروية أحد أعضاء “المجموعة الفرعية للماء” لخريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، إن ما يُلاحظ هو أن “الأحواض المائية لشمال المغرب لا تزال تحتفظ بمخزون استراتيجي مهم نتيجة التساقطات المطرية التي عرفتها هذه المناطق في الأشهر الماضية، لاسيما أحواض اللوكوس وملوية وزيز غريس، ثم بعض أحواض الجنوب الشرقي”.
أما الأحواض المائية التي تشهد وضعية مقلقة، يضيف الهوتي ضمن تصريح لهسبريس، هي “حوض أم الربيع، لاسيما سد المسيرة، ثم أحواض الجنوب الغربي، باستثناء حوض أولوز الذي استفاد بشكل جيد من التساقطات المطرية الأخيرة”.
ومع ذلك، يرى الخبير الزراعي ذاته أن “التوقعات للأشهر المقبلة يمكن أن تكون أقل تشاؤماً، على اعتبار أننا في بداية فصل الشتاء”، مشيراً إلى نشرة إنذارية للمديرية العامة للأرصاد الجوية حول هطول أمطار قوية من الخميس إلى الجمعة في عدد من أقاليم المملكة، يأمل في أن تسهم في تعزيز ملء السدود.
من جانب آخر، أشار عضو “المجموعة الفرعية للماء” لخريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط إلى أن المغرب لم يعد يعتمد بشكل كلي على مواسم الأمطار في عرضه المائي، سواء المخصص للشرب أو للري الفلاحي، حيث انتقل إلى تسريع مشاريع تحلية مياه البحر، إذ أظهرت محطة اشتوكة آيت باها قدرتها على خفض تأثير الجفاف بمنطقة أكادير وما جاورها.