حرب غزة: ما الفرق بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية؟
مع احتدام الصراع بين إسرائيل وغزة، يحاول الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي فهم الفرق بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية.
فماذا تعني هذه المصطلحات؟
- معاداة السامية تعني التحيز ضد الشعب اليهودي، وهذه المعاداة موجودة منذ قرون.
- يمكن تعريف معاداة الصهيونية بشكل عام على أنها معارضة لوجود دولة إسرائيل.
ما هي معاداة السامية؟
لقد واجه الشعب اليهودي التحيز والعداء والاضطهاد لعدة قرون.
خلال الحرب العالمية الثانية، قُتل ستة ملايين يهودي على يد النازيين أو شركائهم، فيما يُعرف بالمحرقة.
وفي العصر الحديث، يمكن أن تتخذ معاداة السامية أشكالاً عدة، بما في ذلك – وعلى سبيل المثال لا الحصر – نظريات المؤامرة حول سيطرة اليهود على النظام المالي العالمي ووسائل الإعلام، والهجمات على المعابد اليهودية، والإساءة اللفظية أو خطاب الكراهية، والصور والرموز التعبيرية المسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي بعض الأحيان، يختلف الأشخاص – ممن لديهم وجهات نظر مختلفة عن إسرائيل – حول ما إذا كانت بعض التعليقات أو الآراء معادية للسامية أم لا. وفي كثير من الأحيان، تتضمن المناقشات إسرائيل ومصطلح “الصهيونية”.
ما هي الصهيونية؟
بدأت الصهيونية كحركة سياسية في أوروبا أواخر القرن التاسع عشر، وسعت الحركة إلى تأسيس دولة للأمة اليهودية في الأرض المعروفة باسم فلسطين – والمعروفة أيضا لليهود باسم أرض إسرائيل القديمة.
أوصت الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، وفي عام 1948 تم إعلان قيام دولة إسرائيل.
ومع ذلك، فإن العديد من السكان العرب ممن كانوا يعيشون في فلسطين والمناطق المحيطة بها عارضوا قيام دولة إسرائيل؛ معتبرين ذلك إنكاراً لحقوق العرب.
وفي الوقت الحاضر، فإن أولئك الأشخاص ممن يُعتبرون جزءاً من الحركة الصهيونية، يؤمنون بأهمية حماية وتطوير دولة إسرائيل باعتبارها الأمة اليهودية.
هناك اختلافات داخل الحركة الصهيونية – على سبيل المثال، يعتقد بعض الصهاينة أن لإسرائيل الحق في بعض المناطق الواقعة خارج أراضيها. ويعارض صهاينة آخرون هذا الاعتقاد.
والغالبية العظمى من الشعب اليهودي هم من الصهاينة، ومع ذلك توجد أقلية تعارض الصهيونية؛ إما لأسباب دينية أو سياسية.
ويمكن أيضا للأشخاص غير اليهود أن يكونوا صهاينة.
ما هي معاداة الصهيونية؟
يمكن تعريف معاداة الصهيونية بشكل عام على أنها معارضة لوجود دولة إسرائيل.
هناك صهاينة ينتقدون سياسات الحكومة الإسرائيلية، مثل احتلال الضفة الغربية، وبناء المستوطنات، ومسار الجدار العازل (الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية وما حولها، وتقول إنه وسيلة أمان ضد المهاجمين الفلسطينيين، على الرغم من أن أنصار الفلسطينيين يرون هذا الجدار كأداة للاستيلاء على الأراضي).
في بعض الحالات، عندما ينتقد أشخاصٌ إسرائيل بشدة، فمن الصعب معرفة ما إذا كان الدافع وراء هذا الانتقاد هو معاداة السامية أم لا.
وقد أدى ذلك الأمر إلى توجيه اتهامات بأن معاداة الصهيونية – أي رفض الدولة اليهودية – هي مجرد شكل حديث من معاداة السامية. يقول التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة إن بعض الادعاءات والاتهامات الموجهة ضد إسرائيل تشكل معاداة للسامية.
ويقول أولئك الذين يرفضون هذه الفكرة، إن هذه الحجة تُستخدم كأداة من قِبل مؤيدي إسرائيل لإسكات الانتقادات ضد إسرائيل، من خلال تصوير هذه الانتقادات على أنها عنصرية.
ويقول البعض إن كلمة “صهيوني” يمكن استخدامها كهجوم مشفر ومبطن على الشعب اليهودي، بينما يقول آخرون إن الحكومة الإسرائيلية ومؤيديها يخلطون عمداً بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية من أجل تجنب الانتقادات.