سياسيا وعسكريا.. كيف دعمت أميركا إسرائيل منذ هجوم حماس؟
وكانت الإشارة الأولى في هذا الصدد من الرئيس جو بايدن، الذي أكد من البداية “دعم إسرائيل بكل ما تحتاجه لرعاية مواطنيها والدفاع عن نفسها والرد على الهجوم”.
ومنذ ذلك الحين تكرر الخطاب من قبل آخرين في الإدارة الأميركية، وعلى رأسهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي سرعان ما أجرى جولة ممتدة بالمنطقة بدأها واختتمها في تل أبيب، إضافة لوزير الدفاع لويد أوستن الذي نفذ تعهده بالدعم العسكري للجيش الإسرائيلي.
وفي ذات السياق، حذر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان من فتح الجبهات الأخرى، إذ قال إن واشنطن أرسلت “تحذيرات واضحة بأن القيام بذلك سيؤدي إلى رد قوي وعواقب من الولايات المتحدة”.
ويعتقد محللون في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن واشنطن تدعم بشكل “قوي وحازم” أن يكون هناك رد إسرائيلي على هجوم حماس، نتيجة الالتزام الأميركي التاريخي بأمن إسرائيل خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، وبالتالي لن تدعو لخفض الصراع قبل تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعمليته العسكرية بشكل كامل.
ويتفق هذا الرأي مع الرسالة المتداولة من الخارجية الأميركية لدبلوماسييها العاملين في القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط، التي وجهتهم للامتناع عن تقديم تصريحات تدعو لـ”خفض العنف أو وقف التصعيد” في غزة في الوقت الراهن.
كيف تحركت أميركا لدعم إسرائيل؟
- عسكريا، عرضت الإدارة الأميركية دعمها الكامل لإسرائيل، حيث قال وزير الدفاع إن البنتاغون لا يضع شروطا على المساعدات العسكرية التي تقدمها لها.
- قررت الولايات المتحدة مساعدة إسرائيل على رفع قدراتها العسكرية في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس، حيث حولت مسار حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد” للإبحار باتجاه إسرائيل بطاقمها المكون من حوالي 5 آلاف فرد، كجزء من إجراءات الردع.
- تعمل واشنطن على إقناع شركات الدفاع الأميركية بتسريع طلبات الأسلحة التي تقدمت بها إسرائيل بالفعل قبل هجوم حماس، وأهمها الحصول على ذخائر لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” بشكل سريع.
- طلب أوستن دعم المزيد من الطائرات المقاتلة “إف 35″، و”إف 15″، و”إف 16″، و”إي 10″، إلى الموجود بالفعل في المنطقة.
- قال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، إن “الولايات المتحدة أرسلت رسائل واضحة خلال الأيام الماضية بأنها مستعدة لاتخاذ إجراء إذا فكر أي طرف معاد لإسرائيل في محاولة تصعيد أو توسيع نطاق هذه الحرب”.
- سياسيا، أجرى وزير الخارجية أنتوني بلينكن جولة موسعة بالمنطقة منذ يوم 11 أكتوبر وحتى الآن، شملت إسرائيل والأردن وقطر والسعودية والإمارات ومصر، ثم العودة مجددا لإسرائيل.
- أشارت شبكة “إيه بي سي” الإخبارية إلى نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، رغم أنها تحتاج إلى توخي الحذر حتى لا تزيد من تصعيد الصراع.
رسائل أميركية
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس رالف كارتر، أن “الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل كل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها”، لكن بايدن طالما كان “حذرا” في إرسال القوات الأميركية إلى ساحات المعركة.
كما يرى الخبير العسكري والاستراتيجي محمود محيي الدين، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “هناك تأييدا مطلق لإسرائيل باعتبار أن الولايات المتحدة ترى في تل أبيب الشريك الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وربطت مصالحها في المنطقة بأمنها”.
وحدد محيي الدين تبعات الدعم الأميركي لإسرائيل في الصراع الراهن في عدد من النقاط، قائلا:
- الجانب الإسرائيلي يحاول الاستفادة من هذا الدعم سواء سياسيا أو عسكريا لتصفية القضية الفلسطينية من ناحية، والقضاء على حزب الله من ناحية أخرى، ومحاولة فك قيد ما يسمى “محور المقاومة” كطوق حول إسرائيل.
- الولايات المتحدة بهذا الدعم ترسل رسالة لكل شركائها في المنطقة أن إسرائيل لديها الآن القدرة على التعايش في المنطقة، وأنها هي مفتاح للعلاقات الأميركية، لدرجة أن وزير الخارجية الأميركي ظل لنحو 5 أيام في جولة موسعة بالمنطقة لحشد الدعم تجاه إسرائيل، وتصرف كأنه “هو وزير الخارجية الإسرائيلي”.
- إسرائيل لديها نقص في أسلحة الدفاع الجوي، وهناك تفوق لحماس وحزب الله مؤخرا في مجال الطائرات المسيّرة، وبالتالي تستغل الدعم الأميركي في الحماية حال تدخل حزب الله في العملية العسكرية، وتوفير دعم إلكتروني، وكذلك حماية للعملية العسكرية التي يقوم بها الجيش في قطاع غزة.
تأييد أميركي
من واشنطن، يرى الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي سكوت مورغان، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الولايات المتحدة تنظر إلى إسرائيل كشريك، كما تعد واحدة من من القضايا القليلة المتبقية التي حظيت بدعم الحزبين على المستوى الوطني.
وأضاف مورغان أن المواطنين في الولايات المتحدة ليسوا سعداء بشكل خاص بالهجوم الذي شنته حماس بشكل عام، وبالتالي كان ذلك مجالا لتأييد لسياسات الحكومة الراهنة في التعامل مع القضية.