حرب غزة: تراجع الدعم لنتنياهو رغم القصف الإسرائيلي العنيف ردا على هجوم حماس – صحف إسرائيلية
مع استمرار الحرب التي أعلنتها إسرائيل في قطاع غزة ردا على هجوم حماس يوم السبت الماضي، يحلل كتاب الصحافة الإسرائيلية أبعاد هذه الحرب انطلاقا من وجهات نظر مختلفة، نرصد لكم بعضا منها.
نبدأ جولتنا بمقال نشره موقع “آي 24” الإخباري كتبه جيف أبراموفيتز بعنوان “استطلاعات الرأي تظهر تراجع الدعم لنتنياهو منذ تفاقم القتال”، وفيه يستهل الكاتب حديثه بالإشارة إلى تزايد الغضب الشعبي من الحكومة الإسرائيلية الحالية، بسبب إخفاقها الأمني، منذ يوم السبت الماضي.
وتحدث الكاتب عن تراجع الدعم لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، منذ الهجمات التي شنتها حماس على جنوبي إسرائيل يوم السبت، مؤكدا أنه إذا أجريت انتخابات اليوم سوف يُنحى ائتلافه الحاكم عن السلطة، حسبما أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف اليومية، يوم الجمعة.
ورأى 29 في المئة من المشاركين في استطلاع الرأي أن نتنياهو يجب أن يظل رئيسا للوزراء، بينما أيد 48 في المئة زعيم حزب الوحدة الوطنية، بيني غانتس، وكانت إجابة 23 في المئة بـ “لا أعرف”.
وأظهر الاستطلاع أن 21 في المئة فقط رأوا، في اليوم التالي للحرب، أن نتنياهو لابد أن يكون رئيسا للوزراء، بينما فضل 66 في المئة تولي “شخص آخر”.
ويقول الكاتب إنه إذا أجريت انتخابات الآن، فسوف يحصد حزب الوحدة الوطنية الذي ينتمي إلى يمين الوسط بزعامة غانتس 41 مقعدا، وهو أكبر عدد من المقاعد لحزب سياسي إسرائيلي منذ عام 1992. ويشغل الحزب حاليا 12 مقعدا فقط في الكنيست.
في حين سينخفض عدد مقاعد حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إلى 19 مقعدا، من أصل 32 مقعد حالي.
كما أظهر الاستطلاع أن الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحالي المؤلف من 64 مقعدا لن تفوز إلا بإجمالي 42 مقعدا، أي أقل بكثير من 61 مقعدا اللازمة لتشكيل ائتلاف الأغلبية.
وكان حزب الوحدة الوطنية قد انضم رسميا، يوم الخميس، إلى ائتلاف حكومة الطوارئ لخوض الحرب ضد حماس، كما انضم غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، إلى وزير الدفاع، يوآف غالانت، ونتنياهو في حكومة حرب صغيرة، إلى جانب اثنين من المراقبين، أحدهما من حزب الليكود والآخر من حزب الوحدة الوطنية.
ويقول الكاتب إن الغضب من الحكومة الإسرائيلية الحالية يزداد بسبب إخفاقها الملحوظ في عدم الاستعداد للحرب، في ظل تفاصيل الهجوم الدامي الذي شنته حماس يوم السبت، الأمر الذي دفع وزيرة البيئة، عيديت سيلمان، إلى مغادرة أحد المستشفيات بسبب توجيه صيحات غضب من إسرائيليين، فيما تعرض وزير الاقتصاد، نير بركات، الذي يُنظر إليه على أنه منافس في المستقبل على زعامة حزب الليكود، إلى صيحات غاضبة في مستشفى آخر.
كما شوهد ديفيد بيتان، عضو الكنيست البارز في حزب الليكود، يتعرض لمضايقات من أحد المارة، وأظهر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع هذا الأسبوع، أحد سكان جنوب إسرائيل وهو يتحدث بغضب على القناة 14 المؤيدة لنتنياهو، داعيا الحكومة والكنيست إلى التنحي، كما جاء في موقع “آي 24”.
“حماس وإسرائيل استهانتا ببعضهما”
ننتقل إلى صحيفة “جيروزاليم بوست” ومقال رأي كتبه آموتز آسا-إيل بعنوان “ربما استهانت إسرائيل بحماس، لكن حماس استهانت بالإسرائيليين”، ويبدأ الكاتب مشيرا إلى أن حماس توقعت انهيار المجتمع الإسرائيلي بعد الهجوم، بيد أن ما حدث هو استدعاء جميع جنود الاحتياط، وعددهم 300 ألف جندي من أجل خوض المعركة.
ويتحدث الكاتب عن حالة من الغضب تسود المجتمع الإسرائيلي، مستشهدا بوزير الدفاع السابق موشيه يعلون الذي دعا المعارضة إلى عدم المشاركة في حكومة طوارئ مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا إن نتنياهو هو المسؤول عن الحرب التي حلت بهم، وهو ما يتعين على المعارضة أن تطالب باستقالته قبل الانضمام إلى حكومة الطوارئ التي تخوض الحرب الدائرة.
ويقول الكاتب إن يعلون محق في اتهامه، مضيفا أن الحرب هي خطأ نتنياهو، وتطرق الكاتب في مقاله إلى أن نتنياهو كان يستبدل وزراء الدفاع بذات سهولة استبدال “الجوارب”، الأمر الذي أدى إلى زعزعة استقرار نظام الدفاع كما حدث في النظام السياسي، والأسوأ من ذلك كله أن نتنياهو قسم المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي دفع العدو إلى الاعتقاد بأنه أصبح جاهزا لشن هجومه، بحسب المقالة.
وتضيف المقالة أن نتنياهو قد لا يفهم أن ما حل بإسرائيل سوف يطيح به في نهاية المطاف، ويؤثر على مسيرته السياسية، لكن الكاتب يقول إنه وعلى الرغم من ذلك فليس هذا الوقت المناسب لمطالبته بتقديم استقالته، ففي هذه المرحلة من الحرب، التي ستكون بالتأكيد حربا طويلة ومؤلمة، ويجب التركيز على نتائجها.
ويقول الكاتب إن الأوليات يجب أن تكون بتعريف العدو، وتقييم نجاحاته وإخفاقاته، ومن ثم الدخول في خنادق إحدى جبهات هذه الحرب المتعددة، إن لم تكن الجبهة العسكرية، فالجبهة الاجتماعية، أو الجبهة العالمية، أو كليهما.
ويضيف الكاتب أن إسرائيل ستتذكر مرتين هجمات حماس باعتبارها علامة بارزة في التاريخ العسكري، أولا، بسبب تكتيكها، الذي يمثل أول انتشار جماعي في الحرب الحديثة لعناصر وصفها الكاتب بأنها “إرهابية”. وثانيا، من حيث نجاحها، إذ تعتبر ضمن الهجمات المفاجئة الكبرى في التاريخ العسكري.
ويقول الكاتب إن حماس فاجأت إسرائيل، على المستويين التكتيكي والإستراتيجي، ولكن هنا ينتهي نجاحها ويبدأ إخفاقها في فهم الحرب، وفهم إسرائيل، وفهم اليهود، وفهم العالم.
وبحسب آموتز آسا-إيل فإن سوء فهم حماس للعقلية والروح في إسرائيل وتوقعها بانهيار المجتمع الإسرائيلي، قوبل باستدعاء جميع جنود الاحتياط، كما تطوع الملايين على الجبهة الداخلية بكل الطرق الممكنة، من بينهم متطوعون لطهي وجبات الطعام للجنود، أو التبرع بالدم لمصابي الحرب، أو إيواء اللاجئين، كما جاء في صحيفة “جيروزاليم بوست”.
“لا تكبحوا جماح إسرائيل وهي تسحق حماس”
ننتقل إلى صحيفة “يدعوت أحرونوت” ومقال كتبه الكولونيل ريتشارد كيمب بعنوان “لتصمد واشنطن: لا تكبحوا جماح إسرائيل وهي تسحق حماس”.
يبدأ الكاتب مقاله بالحديث عن رئيس بلدية سديروت، ألون دافيدي، الذي طلب منه أن ينقل رسالة إلى الشعب البريطاني، وإلى كل فرد في العالم المتحضر: “اتركوا جيش الدفاع الإسرائيلي يتولى الأمر، لا تسعوا إلى الضغط علينا كي نتوقف قبل شن هجوم شديد على الإرهابيين يجعلهم غير قادرين على رفع إصبعهم ضدنا مرة أخرى”.
ويقول الكاتب أنه من المؤكد أن المزيد من المدنيين سيموتون مع العمليات الإسرائيلية، وهذه هي الحتمية المأساوية للحرب التي تجري داخل المناطق المدنية، متهما حماس بأن تكتيكها الأساسي سيزيد من الضحايا بسبب استخدامها دروعا بشرية، بحسب وصفه.
ويضيف ريتشارد كيمب أن السبب الاستراتيجي الذي يدفع حماس لشن هجوم هو إجبار إسرائيل على الرد، الأمر الذي يسفر عن سقوط قتلى في صفوف مدنيين فلسطينيين، وذلك رغبة منهم في عزل إسرائيل وتشويه سمعتها ونزع شرعيتها في المشهد العالمي.
ويقول الكاتب إن هذه الاستراتيجية نجحت معهم جيدا على مدار سنوات، وقد أثارت إدانات لإسرائيل من جانب الاتحاد الأوروبي والعديد من الحكومات الوطنية، وما يطلق عليهم منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الغربية المناهضة لإسرائيل في كثير من الأحيان، فضلا عن حملات التشهير واسعة النطاق في الجامعات في شتى أرجاء العالم، بحسب ريتشارد كيمب.
ويختتم الكاتب مقاله بأن واشنطن لابد أن تظل صامدة مع تطور الحرب، وعلى الرغم من الضغوط الحتمية التي تمارسها حركات مناهضة لإسرائيل، فلا ينبغي التفكير في محاولة كبح جماح العنف اللازم لسحق رغبة حماس في القتال، كما جاء في صحيفة “يدعوت أحرونوت”.