الطلح “ذهب أخضر” يقاوم بحوض المعيدر
الجمعة 13 أكتوبر 2023 – 08:43
تزخر منطقة المعيدر بإقليم زاكورة (جهة درعة تافيلالت) بثروة إيكولوجية ممثلة في أشجار الطلح، التي لها أهمية سوسيو- اقتصادية بالمنطقة، وتعرف بـ”الذهب الأخضر”؛ وهي صامدة أمام كل التغيرات المناخية، ما تتعين معه المحافظة عليها وحمايتها من مظاهر الاستغلال المفرط من قبل الإنسان والحيوان على حد سواء.
وتتعرض هذه الثروة الإيكولوجية الوطنية في جماعات المعيدر بإقليم زاكورة، وخاصة في بعض المناطق، للاجتثاث والقطع لتلبية الحاجيات من الحطب. كما أن الجفاف الذي سجلته هذه المناطق في السنوات الأخيرة ساهم في بداية انقراض هذه الثروة، رغم صمودها لمئات السنين أمام عوامل الطبيعة والإنسان.
وحسب المعلومات المتوفرة لهسبريس فإن المساحة الإجمالية لأشجار الطلح بالمغرب بشكل عام تبلغ أكثر من مليون ونصف المليون هكتار؛ فيما تلعب هذه الثروة الإيكولوجية دورا مهما وأساسيا في تنشيط الحركة الاقتصادية لساكنة المناطق المعنية، من خلال جني وبيع “علك” الطلح الذي يتجاوز ثمن الكيلوغرام منه 120 درهما، الأمر الذي يستدعي من الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان الاعتناء بهذه الثروة، خاصة بمناطق حوض المعيدر التي أصبحت مهددة بالزوال.
لحسن رابح، فاعل جمعوي من حوض المعيدر، قال: “لا يختلف اثنان على أهمية الطلح في حياة الإنسان، وأيضا في تنشيط الحركة الاقتصادية”، مضيفا: “هناك تقصير من الجهات المسؤولة، خاصة بمناطق حوض المعدير، حيث أصبحت هذه الثروة الغابوية التي تعيش في مناخ صحراوي جاف مهددة بالزوال”.
وأضاف رابح، في تصريح لهسبريس، أن “الدولة من خلال مؤسسات المياه والغابات والفلاحة وكل الإدارات المهتمة تدرس إمكانية إعادة غرس أشجار الطلح في مناطق المعدير، وبناء السدود لتوفير المياه لها”، مؤكدا أن “وضعية هذه الثروة اليوم تدمي القلب بسبب الجفاف وتقلبات مناخية وعوامل بشرية”.
من جهته، أكد الحسين أوحساين، فاعل جمعوي بمنطقة تزارين، أن “توسيع مساحة أشجار الطلح يجب أن ترافقه عمليات تحسيس المواطنين بأهميتها للحفاظ عليها، وأن تكون مصدر دخل للعائلات في المنطقة، باعتبارها من الثروات التي لا يعلم الإنسان أهميتها وتعرف بالذهب الأخضر”، وفق تعبيره.
وطالبت عدد من الفعاليات المدنية بمنطقة المعيدر مصالح المديريات الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بكل من زاكورة وتنغير بالتدخل من أجل ضبط المتورطين في اجتثاث هذه الثروة، وتسجيل مخالفات مالية كبيرة في حقهم لرد الاعتبار للطلح، والقيام بدوريات في المنطقة، لحماية الثروة الغابوية، كما هو الشأن لشجر الأرز وغيره.