إصدار جديد ينشر ثقافة التسامح والتعايش
الجمعة 13 أكتوبر 2023 – 04:42
صدر عمل جديد للدكتور عبد النور خراقي، مهدى من لدنه لأطراف الصراع في كل مكان من أجل التسامح والتعايش؛ ويتعلق الأمر بترجمته كتاب “حلية العالم: كيف صنع المسلمون واليهود والمسيحيون ثقافة التسامح في إسبانيا العصور الوسطى”، وهو من تأليف الباحثة الراحلة “ماريا روزا مينوكال”، من أصل كوبي، حيث درست في جامعة يال الأمريكية، وكانت مدرسة بارعة للغتين الإسبانية والبرتغالية، وعرفت بتبنيها مشروعا طموحا يستهدف إعادة قراءة التاريخ الثقافي والاجتماعي والسياسي للأندلس العربية.
هذا الكتاب القيم يعد ثمرة جهود فكرية ونفسية جبارة ومضنية بذلها ثلاثي من جهابذة الترجمة في الوطن العربي، على رأسهم الدكتور عبد النور خراقي، الذي سطع نجمه عالميا إثر تتويجه بجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها العاشرة عام 2022 في مجال العلوم الإنسانية، عن كتابه المترجم من الإنجليزية إلى العربية الموسوم بـ”مدخل إلى التنقيب عن بيانات العلوم الاجتماعية”.
وللتذكير فقد سبق أن صدرت للدكتور ذاته ترجمات عديدة لمؤلفين مرموقين، من قبيل ترجمة كتاب “روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة”، للدبلوماسي الشهير “لاري دايموند”، وفاز عنه بجائزة المغرب للكتاب عام 2015.
وبمناسبة هذا الإصدار الجديد صرح الدكتور عبد النور: “هذا الكتاب أهديه لأطراف الصراع في كل مكان من أجل التعايش والتسامح…لقد نشر للتو في الأردن من قبل خطوط وظلال للنشر والتوزيع، وأنا سعيد جدا؛ انتظرت صدوره بفارغ الصبر، وها هو الآن يأتي صدوره في ظرفية دقيقة من تاريخ الأمة”.
إن كتاب “حلية العالم” يعرض لفترة مزدهرة من تاريخ التعايش الديني والثقافي بين المسلمين واليهود والمسيحيين في الأندلس، الذي عمّر أكثر من سبعة قرون في جو من التسامح الأخوي منقطع النظير؛ ما ساعد على ازدهار الأدب والعلوم والفنون، وعلى الحفاظ على الرياضيات، والقانون، والفلسفة اليونانية القديمة التي كانت عرضة للضياع لولا حرص العرب على ترجمتها إلى العربية ونقلها بعد ذلك إلى اللاتينية. إن هذه الثقافات والديانات الرئيسة التي عاشت معا خلال القرون الوسطى هي التي صنعت الثقافة الغربية وبعثت هويتها من الأنقاض، ما يدحض كل المزاعم المتحيزة التي وسمت هذه الحقبة الذهبية بعصر الظلمات.
وهذا الإصدار يتماهى مع روح الرسالة السامية التي وجهها الملك إلى المشاركين في المؤتمر البرلماني الدولي حول “حوار الأديان”، حيث أبرزت أن ترسيخ مبدأ العيش المشترك باعتباره حصنا ضد التطرف وليس مطية له، إلى جانب احترام الأديان الأخرى، يحتاج إلى جهد بيداغوجي تربوي تضطلع به المدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية وفضاءات النقاش العمومي المسؤول.