من هو محمد الزواري مهندس طائرات حماس المسيّرة؟
عاش محمد الزواري متنقلاً بين عدة بلدان في رحلته ليصبح مهندساً غير اعتيادي. أمضى فترات من حياته بين المطاردة والاعتقال، حتى اغتيل عام 2016.
وأطلقت حركة حماس، يوم الأحد، اسم “الزواري” على طائرات مسيّرة انتحارية استخدمتها خلال الحرب مع إسرائيل في قطاع غزة وغلافها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تختار الحركة اسم الزواري لتطلقه على أسلحة جديدة تكشف عنها.
ففي مايو/أيار عام 2021، أعلنت حماس عن غواصة ذاتية القيادة وطائرة مسيرة تحملان اسم المهندس التونسي.
وقال رضوان الزواري، شقيق محمد، في حديث لصحيفة “العربي الجديد” إن “30 طائرة من الطائرات الخاصة به تستعمل في معركة طوفان الأقصى”.
فمن هو محمد الزواري وما علاقته بحماس؟
ولد الزواري في عائلة مسلمة محافظة، في مدينة صفاقس التونسية أواخر شهر يناير/كانون الثاني 1967، وتلقى تربية دينية إلى جانب المدرسة.
انضم في شبابه إلى حركة النهضة، التي كانت تعرف باسم “الجماعة الإسلامية”، وهي تتبع فكر الإخوان المسلمين.
تسبّب نشاطه الطلابي في الحركة باعتقاله عدة مرات خلال فترة حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وكان الزواري عضواً في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة في مدينة صفاقس.
وفي العام 1991، فرّ إلى ليبيا، وقضى هناك ستة أشهر قبل الانتقال إلى سوريا، وقضى فيها المدة عينها، وتزوج من سورية.
وأقام الزواري ستة أعوام لاجئاً في السودان، ثم انتقل إلى السعودية ليبقى فيها شهراً واحداً، قبل أن يعود إلى سوريا ليعمل في شركة صيانة.
الانضمام إلى حماس
انضم الزواري إلى القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، عام 2006، ليبدأ العمل على مشروع صناعة طائرة من دون طيار، بالتعاون مع ضابط كبير في الجيش العراقي.
وأطلق على الطائرة اسم “إس إم”، نسبة إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واسم الضابط العراقي نفسه.
وبحلول الحرب الإسرائيلية مع غزة عام 2008، كان الزواري قد أنجز 30 طائرة من دون طيار بالتعاون مع فريق متخصص من القسام.
وقضى الزواري بين 2012 و2013 تسعة أشهر في قطاع غزة، ليستكمل هناك مشروعه، وليشرف على طائرة “أبابيل1” التي استخدمتها القسام خلال الحرب مع إسرائيل صيف عام 2014.
وزار الزواري مع فريق من مهندسي القسام إيران، والتقى خبراءً مختصين في مجال صناعة الطائرات من دون طيار.
وعاد إلى تونس بعد سقوط نظام بن علي إثر الثورة التونسية عام 2011، وهناك تخرج من المدرسة الوطنية لمهندسين بصفاقس عام 2013، وكان مشروع تخرجه اختراع طائرة من دون طيار.
وعمل أستاذاً جامعياً بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأسّس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين نادي الطيران النموذجي بالجنوب.
الاغتيال
اغتيل الزواري بوابل من الرصاص أمام منزله في مدينة صفاقس، ظهر يوم 15 أوكتوبر/تشرين أول 2016، لتتبناه حماس وتعلنه أحد قادتها، وتتهم جهاز المخابرات الإسرائيلي، الموساد، باغتياله.
وتبيّن بعد مقتله، أنه كان يحضّر لشهادة الدكتوراه لصناعة غواصة يمكن التحكم بها عن بعد.
وعرف أن منفذي العملية من الجنسية البوسنية، لكن البوسنة رفضت تسليمهما لتونس.