“لا أحد يستطيع مساعدتنا”، صدمة وغضب في مدينة عسقلان الإسرائيلية
كان من المفترض أن يكون يوم الأحد بداية أسبوع العمل والعودة إلى المدارس في مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل، مع نهاية الأعياد اليهودية. ولكن كانت الشوارع فارغة تقريبا.
قبل يوم واحد فقط، كان بعض من مئات المسلحين الفلسطينيين قدموا من غزة وكانوا طليقين هنا، واستمرت الأحداث الصادمة في مكان قريب من هنا.
ويظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي القوات الإسرائيلية وهي تلاحق مسلحين سرقوا سيارة، وقُتلوا في تبادل إطلاق نار دراماتيكي على جانب الطريق.
الحشود الصغيرة الوحيدة التي نواجهها هي بالقرب من مركز برزيلاي الطبي. مسعفون مرهقون يقفون عند مدخل قسم الطوارئ. وقد عالجوا أكثر من 400 مصاب بسبب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس، الجماعة المسلحة التي تحكم غزة.
ويقول البروفيسور هيزي ليفي، المدير العام للمستشفى: “كان الأمر صعباً للغاية، فقد تم نقل الكثير من الضحايا واحداً تلو الآخر، واحداً تلو الآخر بسرعة كبيرة. أنا أملك خبرة كبيرة، لكني لم أر في حياتي مثل هذا السيناريو”.
قابلت رجلاً يبلغ من العمر 30 عاماً كان يدخن سيجارة بتوتر. أخبرني أنه يعمل في القطاع الطبي في تل أبيب ولكنه هنا يعالج بعد إصابته، بعد أن كان في حفلة أقيمت في الحقول القريبة من غزة والتي انتهت بشكل كارثي صباح يوم السبت. طلب مني عدم ذكر اسمه.
أصيب برصاصة في يده، وفقد إصبعه، وأصيب بجروح في رأسه.
يقول الرجل: “في الصباح، بدأ إطلاق الصواريخ. شعر الجميع بالخوف وبدأوا يركضون نحو الطريق للعودة إلى منازلهم. وعندما وصلنا إلى الطريق، بدأ إطلاق النار. كان الأمر صادماً حقاً. لقد قُتل الناس، وكانت هناك حوادث سير”.
ويضيف: “اتصلت بالشرطة. لم يتمكن أحد من مساعدتنا. كنا في قلب المعركة لمدة ساعة ونصف، عاجزين. وفي نهاية المطاف، ركبت السيارة مع بعض الأشخاص. أنا مسعف، لذا حاولت إخلاء اثنين من الجرحى. وصلت إلى تقاطع طرق ورأيت أشخاصاً يرتدون الزي العسكري – لكنهم لم يكونوا عسكريين – بدأوا في إطلاق النار علي”.
لقد أصيب العديد من الإسرائيليين الذين التقيت بهم بالصدمة إزاء مدى إرهاق قواتهم الأمنية القوية بسبب حجم وتعقيد عملية حركة حماس. الآن هناك شكاوى من عدم وجود مساعدة من السلطات الإسرائيلية.
تقوم عائلة غمرها الحزن بإجراء استفساراتهم الخاصة من مستشفى إلى آخر. ولا تعرف العائلة ما إذا كان ابنهم المفقود جريحاً أم ميتاً أم من بين عشرات الرهائن الذين اختطفهم مقاتلون مسلحون وأعادوهم إلى غزة.
تواجه الأم المذهولة راشيل عزرا نائباً في البرلمان يزور المستشفى. تصرخ قائلة: “أريدك أن تساعدني في العثور على ابني أوز وصديقته ناعومي – عمرهما 24 و23 عاماً. أنا لا أعرف ماذا أقول!”.
وتطالب بأشد عمل عسكري ضد غزة رداً على ما حدث، وهي ليست الوحيدة التي تطالب بهذا الأمر.
هرع متطوع إسرائيلي – لا يريد ذكر اسمه – إلى هنا من منزله الواقع على بعد ثلاث ساعات بالسيارة في شمال إسرائيل لمساعدة الطاقم الطبي. ويقول إنه كان يعتني بالعديد من الجنود الجرحى – وسط سفك الدماء “المروع” – وهم مثله يريدون أن يروا حماس تتعرض لضربة قوية.
ويقول: “لقد تحدثت إلى الجنود أيضاً وهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة. إنهم يريدون منا أن نرد بشكل أقوى وأن نكون أقل صواباً من الناحية السياسية عندما يتعلق الأمر بأسلوبنا في الحرب”، مضيفاً أنه يعتقد أن الدبلوماسيين الأجانب “يتفهمون رد فعل إسرائيل”.
وفي الوقت نفسه، يصر الجيش الإسرائيلي على أنه ينفذ حملة حاسمة في قطاع غزة على بعد مسافة قصيرة.
وقال كبير المتحدثين باسمها الأدميرال دانييل هاغاري: “الأيام المقبلة ستكون طويلة وصعبة. لقد دفعنا ثمنا باهظا لكننا سنعيد الأمن لشعب إسرائيل”.
وفي السماء، هناك دوي منتظم حيث يعترض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية الصواريخ التي يطلقها المسلحون الفلسطينيون.
وقد قامت بحماية السكان خلال العديد من جولات القتال السابقة مع حماس. لكن في الوقت الحالي، لا يشعر أحد في عسقلان بالأمان.