حرب غزة: نتنياهو يسعى لتشكيل حكومة طوارئ مع معارضيه استعداداً للمواجهة
على وقع تداعيات هجوم حماس المباغت على إسرائيل، يسعى بنيامين نتنياهو إلى تشكيل حكومة وحدة ائتلافية، للتعامل مع الأزمة.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إنه سيدعم تشكيل حكومة طوارئ، مع رئيس الوزراء الحالي.
وأضاف: “لن أتطرق الآن إلى من يجب أن نلومه أو لماذا فوجئنا بما حدث. هذا ليس الوقت ولا المكان المناسبين لذلك. سنتحد ضد أعدائنا. دولة إسرائيل في حالة حرب”، محذراً من وجود خطر جدّي في تحوّلها إلى حرب متعددة الجبهات.
وأوضح لابيد أنه التقى نتنياهو، وقال: “أخبرته أني على استعداد لوضع خلافاتنا جانباً وتشكيل حكومة طوارئ ضيقة ومهنية معه لإدارة العملية الصعبة والمعقدة التي تنتظرنا”.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يبحث نتنياهو مع لابيد، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني وغانتس، مسألة تشكيل حكومة وحدة، وسط صدمة من العملية العسكرية التي شنتها حركة حماس.
إقالة المتطرفين
وقالت الصحيفة أن يائير لابيد وبيني غانتس أعربا عن استعدادهما للانضمام إلى حكومة نتنياهو، لكن لابيد اشترط إقالة زعماء ووزراء اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وإيتامار بن غفير.
من جهته، وافق غانتس على الانضمام إلى الحكومة حتى في وجود وزراء اليمين.
وقال نتنياهو إنه عرض على الاثنين، الدخول في حكومة طوارئ واسعة، مستشهداً بانضمام زعيم الليكود السابق مناحيم بيغن، إلى حكومة رئيس الوزراء آنذاك ليفي أشكول، عشية حرب عام 1967.
وقال غانتس إنه ينظر بإيجابية للانضمام إلى حكومة تتركز مهامها حول الوضع الأمني.
وأصدر لابيد بياناً أوضح فيه أن نتنياهو كان على علم بأن حكومته “المتطرفة وغير الوظيفية” لا يمكنها إدارة الحرب، وأكد أنه لا يشك أبداً في أن وزير الدفاع السابق بيني غانتس سيشارك أيضاً في مثل هذه الحكومة.
وأضاف أن حكومة الطوارئ “ستوضح لأعدائنا أن الأغلبية الساحقة من المواطنين الإسرائيليين يقفون خلف الجيش الإسرائيلي وهيئات الدفاع”.
من ناحية أخرى، قال حزب غانتس، الوحدة الوطنية، إنه على استعداد للانضمام إلى حكومة طوارئ دون قيد أو شرط.
وقال مصدر قدم نفسه على أنه مسؤول رفيع المستوى في الحزب، لصحيفة هآرتس، إن حزب الوحدة الوطنية يريد “أن يكون قادراً على اتخاذ القرارات الأمنية المناسبة”.
وأضاف: “إذا كان لدينا ما يكفي من السلطة المؤثرة، فسيصبح بن غفير مجرد فرد. لن نحل الحكومة لأن هذه ستكون هدية لحماس. سنفعل أي شيء للفوز في هذه الحرب”.
رفض سابق
وكان لابيد وغانتس قد انتقدا في السابق نتنياهو لتشكيله حكومة مع “متطرفين”، وتجنبا فكرة تشكيل حكومة وحدة تضمهم.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن مفاوضات سرية جرت خلال الأشهر الماضية للتخفيف من الأزمة القضائية في إسرائيل، والصراع على تقسيم السلطة الذي استحوذ على الوعي الوطني الجماعي على مدى الأشهر العشرة الماضية.
وسيجتمع لابيد وغانتس مساء السبت، بعد أن أدلت جميع الأطراف ببياناتها.
ومنذ تشكيل حكومة نتنياهو، رفض الاثنان الانضمام إليها بسبب خطة الحكومة للإصلاح القضائي، حتى عندما عرض عليهما استبدال أعضاء الائتلاف اليمينيين المتطرفين.
وأدت توجهات الحكومة اليمينية إلى غضب شعبي في إسرائيل ومظاهرات ضد الحكومة، كما أججت الخطابات العدائية لبعض أفرادها غضب الفلسطينيين.
وكتبت إفرات رايتن، من حزب العمل، أنها ستدعم الحكومة طوال مدة الحرب. وأضافت، “سأدعم كل عرض سياسي جدي من شأنه أن يساعد في إدارة المواجهة، رغم خلافاتي الشديدة مع هذه الحكومة”.
وأكدت على ضرورة “إزالة العناصر المتطرفة التي فشلت في وظيفتها من الحكومة على الفور، واستبدالها بشخصيات مهنية من أصحاب الخبرة”.
كما دعا عضو الكنيست إيلي دلال، من حزب الليكود إلى تشكيل حكومة وحدة.
وكانت حماس قد شنت هجوماً منسقاً على المستوطنات الإسرائيلية حول قطاع غزة، وأدى لمقتل نحو 300 إسرائيلي وإصابة أكثر من ألف أخرين يوم السبت.