ما هو عيد العُرش أو المظال عند اليهود؟
كثف متشددون يهود دخولهم إلى باحات المسجد الأقصى، خلال فترة الأعياد اليهودية في إسرائيل.
وجددت جماعات الهيكل المتطرفة دعواتها هذا العام لدخول الأقصى طيلة أيام عيد العُرش أو المظال الذي بدأ في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، ويستمرّ حتى 6 أكتوبر/تشرين الأول.
وهذا العيد واحد من أعياد الحج اليهودية الثلاثة بجانب عيد الفصح، وعيد الأسابيع، وفيها يكثف المتدينون اليهود زياراتهم لباحات الأقصى، أو جبل الهيكل كما يسمونه، إذ يعتقدون أنه موقع أنقاض هيكل سليمان.
لكن الحرم القدسي الشريف/المسجد الأقصى هو أيضاً ثالث أقدس مكان في الإسلام، باعتباره موقع صعود النبي محمد إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج.
وخلال الأيام الماضية، شارك عشرات الآلاف من اليهود المتدينين بتلاوة البركات الكهنوتية، عند الحائط الغربي كجزء من الاحتفالات بعيد العُرش.
وتثير الاحتفالات بنفخ البوق خلال عيد الغفران، أو بحمل القرابين النباتية إلى باحات المسجد، غضب الفلسطينيين، إذ يرون في ذلك تصرفاً استفزازياً.
وشهدت الأيام الماضية انتشاراً مكثفاً للشرطة الإسرائيلية حول المسجد، فيما وثقت تسجيلات فيديو اعتداء متطرفين بالضرب على نساء مسلمات.
وجرى تداول مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة من اليهود المتطرّفين، يبصقون على الأرض لدى عبور حجّاج يحملون صليباً.
وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء بـ “عدم التسامح” مع “هجمات على مؤمنين”.
ونتنياهو الذي فاز في الانتخابات التشريعية التي أجريت في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، يرأس حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وتضمّ حكومته الائتلافية أحزاباً من اليمين واليمين المتطرف وتشكيلات يهودية متشددة.
ما هو عيد العُرش؟
بحسب التقاليد الدينية، يعتبر عيد العُرش تذكاراً لتحرير موسى لليهود من عبودية فرعون، وعبورهم الصحراء من مصر نحو الأرض الموعودة، في رحلة استمرّت أربعين عاماً، كانوا يقيمون خلالها داخل خيم أو مظال.
ويرد في سفر اللاويين في التوراة: “تسكنون في المظال سبعة أيام (…) لكي تعلم أجيالكم أنّي في مظالَّ أسكنت بني إسرائيل لمَّا أخرجتهم من أرض مصر”.
وللاحتفاء بتلك الرحلة، يبني اليهود خيماً أو مظالاً تسمّى السكة ويمضون فيها أيام العيد حيث يصلون ويتناولون الطعام، لتكريم تراث أسلافهم.
ويحمل المصلون للاحتفال باقة تضمّ غصن آس، وسعفة نخيل، وغصن صفصاف، إلى جانب ثمرة الترنج أو الليمون الحامض.
ويسمى عيد العرش بالعبرية سوكوت، وهو أشبه بمهرجان حصاد، يعلن نهاية السنة الزراعية، ويكون مناسبة للتعبير عن الفرح والامتنان، ولذلك يسمى “موسم الفرح”.
يتضمن الاحتفال بالعيد صلوات داخل الكنيس، وقراءات من التوراة،، لكن الاحتفال الأبرز يكون بتشييد المظال، وتبدأ الاستعدادات لذلك بعد عيد الغفران.
ويمكن تشييد السكة بواسطة أقمشة طبعت عليها تبريكات وصلوات، على أن يكون السقف من سعف النخيل أو غصون الأشجار، لكي يرى من في داخلها السماء.
وعادة يشيد اليهود حول العالم السكة على شرفات منازلهم، ويزينونها. وبحسب التقاليد الدينية، يفترض بالمحتفلين النوم وتناول الطعام داخل السكة، طول أيام العيد، ولكن تطبيق ذلك يختلف تبعاً لظروف العائلات.