أخبار العالم

الطباعة في الخارج تُضعف النموذج الاقتصادي لصناعة الكتاب المدرسي المغربي



بالرغم من أن قطاع إنتاج الكتاب المدرسي في المغرب يحقق رقم معاملات مُهمًّا، فإن إقدام الناشرين على طبع ما يزيد على نصف الكتب في الخارج، خاصة في أوروبا، وبصفة مستمرة، يعيق تطوير هذا القطاع.

هذه الخلاصة وردت في رأي مجلس المنافسة حول سيْر المنافسة في سوق الكتب المدرسي، حيث أورد أن طباعة قرابة 40 إلى 60 في المائة من الكتاب المدرسي الموجه إلى التلاميذ المغاربة تتم باستمرار في الخارج، لا سيما إسبانيا وإيطاليا ومصر وغيرها.

وقال المجلس إن النموذج الاقتصادي المعتمد حاليا بخصوص الكتاب المدرسي “لم يُتح تطوير صناعةٍ حقيقية لهذا النشاط في المغرب”.

ويقدر حجم إنتاج الكتاب المدرسي سنويا في المغرب، الخاص بجميع المستويات الدراسية والمواد دون استثناء، بما بين 25 إلى 30 مليون كراسة، حسب المعطيات الصادرة عن الجمعية المغربية للناشرين، أي ما بين 3 إلى 4 كتب كمتوسط سنوي لكل تلميذ.

وتتنج هذه الكميات، التي يتم طبعها سنويا وتباع كلها تقريبا، حسب المصدر نفسه، رقم معاملات لسوق الكتاب المدرسي بحوالي 400 مليون درهم، إضافة إلى رقم المعاملات الناتج عن الكتب المدرسية الموازية والثقافية، والذي يبلغ ما مجموعه نحو 800 مليون درهم.

وبالرغم من أن رقم المعاملات الذي تحققه دور النشر التي تطبع الكتاب المدرسي في المغرب يصل إلى 1.2 مليار درهم، فإن مجلس المنافسة أورد، في رأيه، استنادا إلى آراء مهنيين في القطاع، أن قسطا من هذه المكاسب لا تحققه صناعة الطباعة الوطنية، إذا تُنجز نسبة 40 إلى60 في المائة من الإنتاج عبر المناولة في الخارج.

وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد فرضت، في سنة 2021، على الناشرين ضمان طبع الكتاب المدرسي على الصعيد الوطني بسبب الأزمة الاقتصادية المرتبطة بجائحة كورونا.

وفيما لم يتسنّ أخذ رأي رئيس الجمعية المغربية للناشرين في الموضوع، لوجود هاتفه خارج الخدمة، وعدم رد عضو آخر في الجمعية بعد محاولة الاتصال به، كشف رأي مجلس المنافسة، وفق رأي مهنيين في قطاع إنتاج الكتاب المدرسي، أن العرض الضخم للكتاب المدرسي يتم على حساب جودة هذه الكتب، حيث يتم تقليص وزن الكتب وملء الصفحات بشكل زائد، إضافة إلى ضعف جودة صفحات الغلاف… وغيرها.

وعزا مجلس المنافسة إقدام الناشرين على “خفض” جودة الكتب المدرسية خلال الموسم الدراسي 2022-2023 إلى “عجزهم عن عكس الزيادة المستمرة في تكاليف الإنتاج، واستمرار أسعار البيع للعموم على حالها منذ أزيد من 20 سنة”.

ويتولى نشر الكتاب المدرسي في المغرب عدد من دور النشر يبلغ قرابة 60 دارا تُؤسس على شكل شركات مساهمة أو على شكل شركات ذات مسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى