“الريع” يجتاح النقابات .. المناضلون محبطون والتافهون يحتلون الواجهة
وجهت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، انتقادات لاذعة إلى النقابات، بسبب “الهيمنة عليها من طرف زعمائها”، كما انتقدت مبدأ “التفرغ” الذي يستفيد منه عدد من النقابيين، إذ وصفته بـ”الريع”، قائلة: “هناك سيدة لم تطأ قدماها القسم، ولم تكن تفعل شيئا.. ‘واش هادي ما خصهاش التصرفيق، تخلي ولاد الشعب باش تقريهم بداعي التفرغ النقابي’”.
وأردفت منيب: “الريع النقابي ‘مخصوش يكون’، وعلينا أن نناضل من أجل التجديد في النقابات والجمعيات وبناء المجتمع المدني، وتجاوز الإحباط السائد في صفوف المناضلين بسبب احتلال التافهين الواجهة”، داعية إلى “الاستمرار في النضال الجماهيري عبر الانخراط في الحركات الاجتماعية”.
ودعت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، في الإطار ذاته، إلى “محاربة الاستبداد والإقصاء داخل الجمعيات التي يوجد فيها مناضلونا، لأن المغاربة مقصيون؛ وهناك من لا مانع لديه حتى من التحالف مع الجن الأزرق ليصير كاتبا للجمعية”.
من جهة ثانية، قالت المتحدثة ذاتها إن حزبها سيُنشئ مجموعة عبارة عن “حكومة للظل” لتتبع عمل البرلمان، مضيفة: “يمنحونني دقيقة واحدة للتحدث عندما يتعلق الأمر بقضايا مهمة، مثل الرد على موقف الاتحاد الأوروبي، وهي غير كافية للتعبير عن أي شيء”.
من جهة ثانية، دعت القيادية اليسارية أعضاء حزبها إلى “الانخراط في العمل الثقافي التنويري لإخراج شعبنا من الظلمات إلى النور”، وزادت: “في الماضي كان اليسار يقدم دروسا بالمجان، ويعقد ندوات، وأمسيات شعرية… واليوم نحن نتراجع إلى الخلف، ولا يمكن أن نتقدم في ظل هذا الوضع”.
وبخصوص موقف حزبها من قضية الصحراء، قالت منيب: “لا يمكن أن يكون الإنسان محترما إذا لم يدافع عن الوحدة الترابية لبلده، وموقفنا واضح من هذه القضية، لكن المدخل للدفاع عنها هو تقوية وتعزيز الجبهة الداخلية بالديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، والتوزيع العادل للثروة”.
ودافعت الفاعلة السياسية ذاتها عن مشاركتها ضمن الوفد المغربي الذي شد الرحال إلى السويد للدفاع عن قضية الوحدة الترابية، موردة أنها ترفض ما عبر عنه بعض الذين طالبوها بالاعتذار، وذاهبة إلى القول إن المسؤولين السويديين “جاتهم البكية” تأثرا بقوة دفاعها عن الصحراء المغربية.
وعرجت منيب على الأوضاع الداخلية لحزبها، قائلة إنها لم تكن تعلم أنها ستُنصّب أمينة عامة للحزب، وإن ذلك جاء بعدما رفض مرشحون آخرون تولي هذه المهمة، خاتمة: “كان الحزب في وضع لا يحسد عليه، فقالوا أرا ندوّزو بيها الوقت”.