أخبار العالم

وزراء يوصون بتعزيز التعاون والابتكار في إفريقيا لتقليص المخاطر البيئية والصحية



أجمع وزراء الفلاحة والصحة في عدد من الدول الإفريقية على دقة الوضع الذي تعيشه القارة بسبب التغيرات المناخية، التي تجعلها تحت وطأة الجفاف وانتشار الأمراض الناجمة عن المجاعة ونقص الغذاء، وطالبوا بتعزيز التعاون جنوب-جنوب للتغلب على التحديات التي تواجهها شعوب القارة السمراء.

وترأس وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أشغال جلسة مناقشة حول “الحد من المخاطر والنظم البيئية للغد.. المعادلة الإفريقية والتعاون جنوب- جنوب”.

وقال آيت الطالب، في كلمة له بالمناسبة، إن تقليص المخاطر الصحية أصبح من النقاط المحورية التي تشغل بال الحكومات، مؤكدا أن هذا الأمر يستوجب نوعا من التناغم بين مختلف السياسات العمومية للدول الإفريقية.

ودعا وزير الصحة إلى ضرورة البحث عن السبل الكفيلة بإيجاد حلول سريعة ونموذجية من أجل تقليص المخاطر الصحية في إفريقيا، مشددا على أهمية الاعتماد على التطور التكنولوجي في هذا المجال.

وسجل أن دول القارة السمراء لن تتمكن من ملء الفراغ الذي تواجهه إذا لم تطور نظم اليقظة الصحية فيها، معتبرا أن إفريقيا “ليس لديها الوقت لتضيعه في الاستعداد المسبق لمواجهة الكوارث الطبيعية والصحية، ونعرف جيدا ماذا نعني بتدبير الكوارث الطبيعية”، في إشارة إلى الإمكانيات والجهود الكبيرة التي ينبغي رصدها لهذا الموضوع.

من جهته، اعتبر وزير الفلاحة والصيد البحري أن الأنظمة الحيوية المستقبلية تواجه العديد من التحديات في إفريقيا، مؤكدا أن الأمر يتطلب “التدخل والاستجابة السريعة للوصول إلى نظام غذائي مستدام”.

وأفاد صديقي أن التغيرات المناخية والبيولوجية التي تعيشها القارة الإفريقية، واستغلال المناجم والغابات مع التغير المناخي.. عوامل “تزيد الطين بلة وترفع من حدة الضغط الذي تواجهه القارة على مستوى الفوارق وإشكالات أخرى”.

وأوضح أن “الإشكاليات التي نعيشها ويفرضها الواقع مربط فرسها بين الأمن الغذائي وعلاقته مع الصحة”، مؤكدا أن الحل يكمن في معادلة بسيطة: “ننتج المزيد بموارد أقل، وكلنا مدعوون لبذل المزيد من الجهود”.

وأكد أن المغرب يسير في المسار الصحيح، وأن التعاون بين الدول مهم، و”لا بد من مضاعفة الجهود وتعزيز مستقبل مشترك لإفريقيا، وتعاون ملموس ومشاريع ابتكارية لمعالجة الهشاشة التي تعاني منها القارة، وتسمح لنا بحماية الأنظمة الحيوية والبيولوجية، ودعم صمود هذه الأنظمة، بما في ذلك ضعف الغذاء وشح المياه وسلسلة التوريد التي فقدت توازنها بسبب عدد من الأزمات الخارجية والداخلية”.

أما وزير الفلاحة الإسرائيلي، آفي ديشتر، فدعا إلى ترك “الاعتبارات الدينية جانبا والتعاون بين الجميع من أجل مواجهة التحديات الصحية والغذائية لضمان الصحة الجيدة والرخاء الاجتماعي لشعوبنا”.

وأوضح ديشتر، في كلمة له بالجلسة، أن العالم سيشهد “نموا ديموغرافيا عاليا في السنوات المقبلة، وتفيد التوقعات أن مئات الملايين سيعانون من المجاعة عبر العالم: حوالي 600 مليون شخص”، مؤكدا أن التغيرات المناخية تشكل أخطر التحديات على البشرية في المستقبل.

وأضاف المسؤول العبري: “وصلنا إلى النقطة التي يجب التدخل فيها بشكل مشترك لأن الغذاء عنصر لا يمكن الاستغناء عنه، وعلينا أن نضمن نظاما غذائيا سليما ومستداما للجميع في العالم”، مشيرا إلى أن هناك منافسة حول الموارد المحدودة، وأن الأزمة الدولية قد تكون “فرصة للحكومات والباحثين لمد جسور التعاون الدولي”، وطالب بخلق الشراكات وتدشين الطريق نحو الأفضل ليكون الأمن الغذائي متاحا لشعوب إفريقيا والعالم.

وتابع قائلا: “نتوق لرؤية تبادل المعلومات بين الخبراء والباحثين، وعلينا أن نفكر خارج الصندوق لنضمن الأمن الغذائي للجميع”، معبرا عن استعداد بلاده للمساعدة عبر “التكنولوجيا الابتكارية والصناعة الزراعية التي باتت إسرائيل رائدة فيها على مستوى العالم”.

من جانبها، شددت وزيرة الصحة الأوغندية، أنيفا كاوويا بانجيرانا، على أهمية تحدث الدول الإفريقية بصوت واحد من أجل كبح ومواجهة هذه المشاكل، مضيفة أن الحكومات مطالبة بتوفير الموارد المالية لتشجيع الأعمال القائمة على البعد الاجتماعي.

وأعربت الوزيرة الأوغندية عن افتخارها بالمشاركة في هذه المناظرة، التي تجسد التعاون جنوب- جنوب في مجالات “الصحة والتغير المناخي”، مشيرة إلى أن إفريقيا “تعمل موحدة، وأوغندا ملتزمة في إطار العمل داخل هذه العائلة لتحقيق الأمن الصحي والغذائي لبلداننا”.

أما صمويل كاوالي، وزير الفلاحة في ملاوي، فاستعرض تجربة بلاده ضمن العمل من أجل توفير الأمن الغذائي لمواطنيها، الذي يبقى حلما بعيد التحقق، يضيف كاوالي، مؤكدا أن الحكومة دفعت الفلاحين إلى تنويع المنتوج الفلاحي من أجل ضمان الأمن الغذائي.

وقال إن بلاده تستثمر في البنيات التحتية من أجل إعطاء الزخم لهذه العملية، وأن “آلاف الهكتارات ستستفيد من السقي الجديد، ونحاول تيسير وتسهيل عمل الفلاحين الصغار من خلال ضمان وصولهم إلى القروض المالية السريعة”، معتبرا أن هذا الأمر “ميزة جيدة لهؤلاء المزارعين، ونحاول تسليط الضوء على برامج القروض السريعة، وهذا سوف يمدهم بيد العون”.

كما شدد على أهمية تعزيز وتقوية التعاون والشراكة بين دول الجنوب من أجل الاستفادة من التجارب المهمة التي راكمها السكان في عدد من المناطق عبر التاريخ الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى