أخبار العالم

معجم يدعم “تعريب الدبلوماسية” في الرباط



أصدر مكتب تنسيق التعريب بالرباط، حديثا، “المعجم الموحد لمصطلحات الدبلوماسية”، موضحا أن هذا الإصدار “يندرج في إطار الجهود التي يبذلها المكتب في سبيل إغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية والحضارية العامة”.

وأوضح المكتب سالف الذكر، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أن “الفريق المعد للمعجم عمل على تحديد مفهوم الدبلوماسية في ضوء الوظائف المخولة له بموجب القانون الدولي، وبالاعتماد على العناصر المذكورة في الفقرة الأولى من المادة الثالثة من اتفاقية فيينا، بصدد العلاقات الدبلوماسية في 18 أبريل 1961”.

وأضاف المصدر ذاته أن “الفريق المعد اعتمد أيضا على العديد من الأبحاث والدراسات المتخصصة في هذا الموضوع، وعلى أهم المعطيات المعجمية حول ما أنجز في الحقل المعجمي الدبلوماسي عربيا ودوليا”.

وقال عبد الفتاح الحجمري، مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط، إن “المجال الدبلوماسي يغطي العديد من الحقول؛ سياسية وقانونية، واجتماعية، وثقافية، وتاريخية”، لافتا إلى أن “لمصطلح الدبلوماسية معان عديدة منذ اشتقاقه من كلمة diplôme المتفرعة عن الكلمة اللاتينيةdiploma ، والمقترضة من الإغريقية بمعنى ‘المطوي إلى اثنين’، والمستعملة في القرن السابع عشر بمعنى ‘المرسوم’، وفي سنة 1732 بمعنى ‘الميثاق’، وفي سنة 1836 بمعنى ‘الشيء الذي يخول لقبا من الألقاب”.

وأوضح الحجمري أن “هذا المفهوم يشير، في بعض الأحيان، إلى الوثائق المكونة من لوحتين مطويتين ومخيطتين معا، تحكم التنقلات البعيدة، أو تلك التي تتم خارج حدود بلد ما، إلى أن أصبح الحقل المعجمي يفيد السياسة الخارجية للدول، والوسائل السلمية لتسوية النزاعات الدولية، ومختلف سبل التفاوض، ومبادئ اللياقة واللباقة والمودة التي تطبع العلاقات بين الدول، مع الحفاظ على مصالحها الخاصة، واحترام قواعد المراسيم والتشريفات، ومختلف صيغها الدولية والمحلية”.

ومن هنا، أكد مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط أن “الدبلوماسية تظهر بجلاء طابع التنوع والتعدد؛ فهي تجمع بين الفن والعلم، وتنهل من هوية الذات والآخر. كما أنها تتطلب قدرات خاصة، وتستوجب كفاءات معينة بعيدا عن أن تكون حدسية أو عفوية”.

وذكر الأكاديمي المغربي أنه “لإعداد هذا المعجم كلف المكتب فريق عمل يتكون من الأساتذة ليلى المسعودي وعبد الحميد ابن الفاروق وتوفيق أفكينش وإبراهيم الكعاك، واستند في إعداد مداخله على منهجية المكتب في إصدار المعاجم الموحدة؛ فجاء المصطلح العربي مع مقابلاته الإنجليزية والفرنسية مشفوعا بشرح مقتضب للمعنى يوضح المفهوم دون إطناب، ودون الإكثار من ذكر المقابلات الأخرى للمصطلح ذاته في اللغات الثلاث”.

وبعد الانتهاء من الإعداد والتقويم والمراجعة، أوضح الحجمري، “تم عرض المعجم على لجنة علمية، قامت بدراسته ضمن أشغال مؤتمر التعريب الثالث عشر المنعقد بجامعة الإمام محمد بن سعود، وبالتعاون مع معهد الملك عبد الله للترجمة والتعريب بالرياض، وتكونت من شكيب اللبيدي وعبد الوهاب العمراني ومحمد الصمدي من مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، وراجع أعضاء اللجنة المعجم مراجعة علمية فاحصة، ونوهوا بالجهد المبذول في إعداده وفي اختيار المصطلحات المرتبطة بالمجال”.

وحرصا من مكتب تنسيق التعريب على “إغناء هذا المعجم بحديث المصطلحات”، أوضح مدير المكتب ذاته أنه “تم تكليف لجنة للمتابعة والمراجعة والتدقيق ضمت كلا من إيمان محمد كامل النصر ولينا إدريسي ملولي وإدريس قاسمي ومارية الشوياخ وسكينة بن الشيخ وهناء غلة وسعيد الشرقاني؛ حيث قام أعضاء اللجنة بمراجعة شاملة للمعجم تناولت تدقيق المصطلحات في اللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية، ومراجعة النسخة الأولية وإغنائها بمصطلحات جديدة مع تعريفاتها باللغة العربية، مع حرص المكتب على وضع معيارين تتحقق بهما جودة هذا المعجم وهما الدقة العلمية وسهولة الاستعمال، حتى يستفيد منه أكبر عدد ممكن من المهتمين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى