“تجربة نموذجية” تتيح أطر التكوين الأمازيغي بالمدرسة العليا للأساتذة في الرباط
علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن “هناك تعاونا عمليا حديثا بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمدرسة العليا للأساتذة بالرباط لأجل أن يوفر معهد الأمازيغية الأطر الضرورية قصد تسهيل تكوين الأساتذة في مسلك الإجازة المهنية في الأمازيغية، الذي ستضيفه مدرسة الأساتذة بالرباط أسوة بمثيلتها بكل من وجدة وبرشيد”.
وقال أحمد عصيد، إطار في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن “هذا التعاون يعد تجربة نموذجية؛ لكنه لا يعني أن التعميم الذي أعلنت عنه الوزارة لم يعد يطرح مشكلا، لأنه لا يزال الوضوح حوله غير مطروح كفاية”، موضحا أن “تدخل المعهد تبعا لهذا التعاون سيكون من خلال تقديم مكونين للأساتذة على ثلاثة مستويات؛ منها أولا البيداغوجيا والديداكتيك أو منهجية تدريس الأمازيغية”.
وأفاد عصيد، في تصريح لجريدة هسبريس، بأن “المستوى الثاني سيهم اللغة، بمعنى أن المعهد سيقدم باحثا من مركز التهيئة اللغوية التابع له ليقوم بتكوين الأساتذة على مستوى اللغة الأمازيغية والمعجم والنحو والصرف”، مضيفا أن “المستوى الثالث سيتعلق بالأدب والثقافة. وهنا، سيتكلف أيضا باحث من مركز الدراسات الأدبية والتعابير الفنية بتكوين هؤلاء الأساتذة في مجال الأدب والأنطولوجيات والنصوص المرتبطة بالثقافة الأمازيغية”.
ودعا الإطار بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى “أن تستمر المؤسسات العمومية في طلب مشورة المعهد واللجوء إليه في كل ما يتصل بـ”تمازيغت”، وأن يتم تعميم هذه التجربة على مختلف المدن المغربية الحاضنة لفروع المدرسة العليا لتكوين الأساتذة”، مشددا على أن “الحصيلة ما زالت هزيلة، ومن المستحيل الوصول إلى 50 في المائة من نسبة التغطية في عام 2026، ونحن ما زلنا نراهن على تكوين 400 أستاذ في اللغة الأمازيغية سنويا”.
وفيما يخص طريقة التدريس، فقد أكد عصيد أن “المادة والمضامين ستكون أمازيغية؛ ولكن في بعض الأحيان سيحتاج المدرس إلى توضيح بعض الأمور التقنية والنظرية، وسيستعين إما بالفرنسية أو العربية”، لافتا إلى أن “المضمون الذي يقدم للأساتذة كله متصل باللغة والثقافة الأمازيغيتين، في إطار ما بلغه مسلسل مَعيَرة اللغة الأمازيغية؛ وما ينبغي أن يعرفه المدرس هو اللغة الأمازيغية ككل، أي بكافة تنويعاتها”.
من جهته، أكد عبد السلام الخلفي، مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن “استجابة المعهد لهذا التعاون جاءت بعد أن توصل العميد أحمد بوكوس بطلب موقع من طرف مدير المدرسة العليا للأساتذة محمد كروم، لأجل توفير الأطر المناسبة للتخصصات، التي تطلبها هذه الإجازة المهنية المتخصصة في اللغة الأمازيغية، والتي ستطلقها مدرسة الأساتذة قريبا”.
وأضاف الخلفي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “عميد المعهد حين توصل بالطلب قبل أسابيع تفاعل معه بشكل تلقائي حسب اختصاصات المعهد وأحاله على المراكز المعنية داخل المعهد: مركز البيداغوجيا ومركز اللغة ومركز الترجمة والأدب”، مضيفا أن “المراكز اقترحت الأساتذة والباحثين الذين يمكن أن يقوموا بهذه الدروس، وهم ينتظرون أن تحدد المدرسة تاريخ بداية التدريس”.
تجدر الإشارة إلى أنه “في المغرب هناك كليات استقطاب مفتوح تتضمن تخصصات للإجازة الأساسية في اللغة الأمازيغية في خمس مدن: وجدة، الناظور، أكادير، فاس والدار البيضاء. كما توجد بالمغرب 9 مراكز جهوية لتكوين الأساتذة، تتضمن تكوينا في “تمازيغت”، خصوصا في كلميم، أكادير، مراكش، الدار البيضاء، الرباط، الراشيدية، بني ملال، وطنجة والناظور.
يشار إلى أن جريدة هسبريس الإلكترونية حاولت أيضا ربط الاتصال مع محمد كروم، مدير المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، لمعاينة تصور المؤسسة لهذا التعاون والطرق التي سيتم بها تنزيل هذا التخصص الديداكتيكي الجديد، فرفض التعليق على الموضوع لأسباب لم يحدد طبيعتها.