تشورنومورسك.. رهان كييف الأخير لشحن الحبوب عبر البحر الأسود
ورغم القصف والتهديد الروسي باستهداف شحنات الحبوب في البحر الأسود، شهدت الأيام الماضية خروج بعض سفن الشحن من ميناء تشورنومورسك الأوكراني على البحر الأسود، منذ أن أنشأت كييف «ممرًا إنسانيًا» مؤقتًا محاذيًا للساحل، فهل سيكون رئة كييف الجديدة على البحر الأسود؟
رهان كييف بالبحر الأسود
يبلغ عدد موانئ البحر الأسود 65 ميناء تتوزع بين 6 دول، هي روسيا وجورجيا وتركيا وأوكرانيا وبلغاريا ورومانيا، على ساحل يبلغ طوله ما يقارب 5 آلاف كيلومتر، تحظى أوكرانيا بأطول خط ساحلي عليه يبلغ حوالي 1756 كيلومترا، كما تعد الموانئ الأوكرانية من أهم موانئ البحر الأسود وأكثرها تأثيرا في النشاط الاقتصادي العالمي.
أولكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء الأوكراني، أكد أن ثلاث سفن شحن في طريقها إلى ميناء تشورنومورسك على البحر الأسود من أجل تصدير المزيد من المواد الغذائية والصلب.
يقول الباحث في العلاقات الدولية بمعهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، إن الجانب الروسي لن يرضى بأن تستخدم أوكرانيا أي موانئ في تصدير الحبوب دون موافقته في ظل رؤية موسكو إن الموانئ يمكن استخدامها في جلب الأسلحة، كما أن انسحاب موسكو من اتفاقية تصدير الحبوب كان بهدف منع الجانب الأوكراني من استغلال موانئه لاستمرار عمليات التصدير، لا سيما أن روسيا تدرك تمامًا أهمية عمليات التصدير للحبوب (القمح والذرة) بالنسبة لأوكرانيا والدول الغربية على السواء دون استفادة روسية.
ويضيف يسري عبيد في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن إعلان روسيا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب تضمن أنه لن يتم تصدير أي حبوب عبر البحر الأسود والدليل على ذلك أن الجيش الروسي استهدف ميناء أوديسا أولًا وقام بتدميره بشكل شبه كامل ثم قام بتدمير ميناء إسماعيل الأوكراني على نهر الدانوب خلال الساعات الماضية ولم تستطع أوكرانيا استخدامه.
وتوقع يسري عبيد، أن يتم استهداف رئة أوكرانيا الوحيدة الآن ميناء تشورنومورسك، من جانب روسيا خلال الأيام المقبلة كرد على عمليات الشحن التي تتم فيه وتصفها موسكو بالمشبوهة، كما سيكون نوع من الرد على استهداف كييف للقرم والأسطول الروسي في البحر الأسود.
ميناء تشورنومورسك
• يقع الميناء على الشواطئ الجنوبية الغربية لأوكرانيا على البحر الأسود.
• يبعد 20 كيلومترا جنوب غرب من ميناء أوديسا بالقرب من حدود رومانيا.
• يُعد أحد أكبر الموانئ في أوروبا والمقر الرئيسي لأكبر شركة صيد في أوكرانيا.
• يتكون من 28 رصيفا ومحطة حاويات وشبكة سكك حديدية.
• يمر منه أكثر من 20 مليون طن من البضائع سنويا كالحبوب والأسمدة والنفط
أسباب الانتظار الروسي
يقول الباحث الروسي مدير مركز “جي إس إم” للدراسات آصف ملحم، إن هناك العديد من السفن المدنية المحملة بالحبوب والمعادن تخرج من الموانئ ولا تقوم روسيا بقصفها، حفاظًا على سمعتها أمام الرأي العام الدولي، لا سيما أن الدول الغربية بمعاونة أوكرانيا تعمد إلى “شيطنة” أما العالم بأنهم الغزاة ويعملون على تغذية الفجوة الغذائية حول العالم.
وأضاف آصف ملحم في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن روسيا بالفعل تقوم بقصف الموانئ الأوكرانية سواءً على نهر الدانوب أو البحر الأسود وبالتالي من المهم الإحاطة بأنه من الصعب إخراج أي ميناء كليًا من العمل عن طريق القصف، فالقنابل والصواريخ مهما بلغت حمولتها أو قدرتها التدميرية لا تستطيع أن تدمر كل شيء.
واستعرض ملحم عددًا من الأهداف التي تحاول روسيا أن تصل إليها بسماحها بمرور سفن من ميناء تشورنومورسك.
• تلافي السخط العالمي على موسكو جراء اعتراض أو استهداف سفن تجارية ومدنية محملة بمواد غذائية.
• تظل روسيا بحاجة إلى وقت كبير لتدمير جميع الموانئ ومن بينها تشورنومورسك وأوديسا ويوجني.
• تعتمد روسيا على نظرية التدمير “قطعة – قطعة” للموانئ الأوكرانية وتنحية فكرة التدمير الشامل جانبًا.
• عدد السفن التجارية والمحملة بالحبوب التي ستخرج من ميناء تشورنومورسك لن يكون بالعدد الكافي لضرب مصالح روسيا التي خرجت من اتفاق الحبوب.