أحلام طلاب الجامعات السودانية تتلاشى وسط نيران الحرب
ويتزايد الإحباط في أوساط الطلاب مع استمرار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ وسط مخاوف من ضياع السجلات الأكاديمية ومقتنيات المكتبات والمعامل الخاصة بعدد من الجامعات التي تعرضت لعمليات حرق وتخريب واسعة.
ويدرس نحو مليون طالب في 155 جامعة وكلية متخصصة؛ يقع معظمها في مدن العاصمة الثلاثة – الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري – والتي تدور فيها اشتباكات واسعة عطلت كافة مناحي الحياة.
وعلى الرغم من تأكيد بعض الجامعات سلامة وثائق وسجلات طلابها إلا أن أكثر من 60 في المئة من الجامعات والمعاهد والكليات العليا المتخصصة الحكومية والأهلية تعرضت إلى التخريب خلال الحرب.
وعندما اندلعت الحرب في منتصف أبريل كان آلاف الطلاب يستعدون لتسليم مشاريع تخرجهم بعد أن تعطلوا أكثر من عام بسبب الظروف التي صاحبت اندلاع الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير في أبريل 2019.
ويقول محمد السر الذي يدرس في السنة الأخيرة في كلية العلوم بجامعة النيلين إن الحرب زادت من مأساة طلاب الجامعات الذين عانوا خلال السنوات الماضية من كثرة الإغلاقات.
ويوضح حسن لموقع سكاي نيوز عربية “كنا على وشك حصاد تعب السنين الطويلة لكن الحرب قضت على آمالنا ولم نعد نعرف متى ستستأنف الدراسة او ما الذي حدث لسجلات ومرافق الجامعات من مكتبات وخلافها“.
وفي حين بقي غالبية الطلاب في السودان يمارس بعضهم أعمالا هامشية لمساعدة أسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نجمت عن الحرب؛ فضل آخرون التضحية بالسنوات التي قضوها في جامعاتهم والهجرة إلى بلدان أخرى كمصر وأوغندا وكينيا لبدء دراساتهم الجامعية من المستوى الأول رغم أن بعضهم كان في مستويات متقدمة؛ في ظل صعوبة التحويل حيث فقدت جامعات كبيرة في البلاد التصنيف الأكاديمي المتقدم بسبب الدمار الكبير الذي لحق بمؤسسات التعليم العالي خلال العقود الثلاثة الماضية.
كما يواجه آلاف الطلاب أيضا مشكلة كبيرة في الحصول على أي مستندات أو وثائق تثبت تسجيلهم في الجامعات التي كانوا يدرسون فيها.
ويشير أشرف علي الذي فر من القتال مع أسرته إلى كينيا إلى أنه لم يعد أمامه مثل غيره من المئات الذين أجبروا على الفرار من الحرب أي خيار آخر سوى الالتحاق بجامعات في الخارج والتضحية بثلاث أو أربع سنوات من الدراسة في جامعاتهم الأصلية.
ويقول علي لموقع سكاي نيوز عربية إن الأمر يبدو صعبا بالنسبة للطالب الذي أكمل المستوى الثالث أو الثاني؛ لكن الانتظار قد يطول في ظل عدم وجود مؤشرات لوقف الحرب في المستقبل القريب وفي ظل الضبابية التي تحيط بأوضاع الجامعات نفسها.
ويرى الكثير من الطلاب السودانيين أن مستقبلهم بات على المحك بسبب تطاول مدة الإغلاقات؛ وسط أنباء عن ضياع مئات الآلاف من الملفات والوثائق الأكاديمية في عدد كبير من الجامعات التي تعرضت لأعمال نهب وحرق وتدمير واسعة.
ويعتقد مختصون أن إصلاح الدمار الكبير الذي لحق بالجامعات سيحتاج إلى سنين عديدة بعد انتهاء الحرب؛ خصوصا أن معظم الجامعات كانت تعاني أصلا من شح الموارد وضعف التمويل مما يجعل من الصعب تعويض الأضرار التي لحقت بالمكتبات والمعامل والمنشآت الأساسية والتي تحتاج إلى تكاليف عالية.
كما يتوقع أن تواجه الجامعات أزمة كبيرة في استعادة أعضاء هيئات التدريس وغيرهم من الكوادر المساعدة والذين اضطر معظمهم للهجرة والعمل بجامعات ومؤسسات بحثية في الخارج.