صحيفة الإندبندنت تبرز تصريحات ولي العهد السعودي عن التطبيع مع إسرائيل
نبدأ جولتنا من صحيفة الإندبندنت، وتقرير كتبه “ويل فايسرت” عن تصريحات ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، التي أدلى بها لقناة فوكس نيوز الأمريكية وبثت قبل ساعات.
وقال ولي العهد السعودي في المقابلة النادرة إن المملكة “تقترب كل يوم” من التطبيع مع إسرائيل، لكن معاملة الفلسطينيين تظل قضية “مهمة للغاية” يتعين حلها.
وتناقش السعودية اتفاقا كبيرا مع الولايات المتحدة، تقوم بموجبه بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل اتفاقية دفاع أمريكية والمساعدة في تطوير برنامج الرياض النووي المدني، حسبما نقلت الصحيفة.
وكتبت الصحيفة: “وقال السعوديون إن أي اتفاق سيتطلب إحراز تقدم كبير نحو إنشاء دولة فلسطينية، وهو أمر من الصعب أن تقتنع به الحكومة الأكثر تدينا وقومية في تاريخ إسرائيل”.
وسُئل الزعيم الفعلي للمملكة، خلال المقابلة عما سيتطلبه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فأجاب بأن إدارة بايدن تدعم حدوث ذلك.
ونقلت الصحيفة عن بن سلمان: “بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحن بحاجة إلى حل هذا الجزء”. وفي مقتطفات صدرت قبل البث، أضاف أنه كانت هناك “مفاوضات جيدة” حتى الآن.
ونفى الأمير التقارير التي تحدثت عن تعليق المحادثات، قائلا: “كل يوم نقترب أكثر”.
وأشارت الصحيفة إلى موعد بث المقابلة، الذي جاء بعد وقت قصير من لقاء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء وجودهما في نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ “أثار بايدن مخاوف بشأن معاملة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة للفلسطينيين، وحث نتنياهو على اتخاذ خطوات لتحسين الظروف في الضفة الغربية، في وقت يتصاعد فيه العنف في الأراضي المحتلة”.
وأوضح التقرير أن بن سلمان أجرى مقابلات قليلة للغاية مع وسائل الإعلام الغربية، لا سيما منذ مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، في عام 2018، في عملية تم على إثرها توجيه أصابع الاتهام لولي العهد.
ورأت الصحيفة أنه “في السنوات الخمس التي تلت ذلك (مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي)، تخلت المملكة عن أي وضع منبوذ كان يلتصق بها، مع تحول التركيز إلى المبادرات الدبلوماسية الكبرى والتقدم في رؤية 2030، وهي خطة الأمير واسعة النطاق لإصلاح الاقتصاد وتوفير فرص العمل للشباب وتنويع الاقتصاد بعيدا عن عائدات النفط”.
وعرجت الصحيفة على موقف بن سلمان من إيران وإمكانية حصولها على سلاح نووي، إذ أعرب عن قلقه من هذه الخطوة، وقال إن بلاده ستسعى للحصول على سلاح نووي أيضا إذا حدث ذلك.
وحققت المملكة تقدما كبيرا باتجاه إنهاء حربها مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، حيث استضافت هذا الأسبوع وفدا من المتمردين في العاصمة الرياض. كما قادت عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ووافقت في مارس/آذار الماضي على اتفاق توسطت فيه الصين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، منافستها الإقليمية الرئيسية، حسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن رغم الإصلاحات الاجتماعية بعيدة المدى التي قام بها الأمير، لكنه في المقابل أثبت أنه أقل تسامحا مع المعارضة من أسلافه، حتى مع السعوديين الذين يتحدثون ضد سياساته على حسابات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تخلى عن تعهداته أثناء حملته الانتخابية للرئاسة في عام 2020 بجعل السعودية منبوذة بسبب مقتل خاشقجي، “وقام منذ ذلك الحين بإصلاح العلاقات مع ولي العهد، وطلب مساعدته في السيطرة على أسعار النفط وإدارة المشاكل الإقليمية الأخرى”.
واختتمت الصحيفة: “ومع ذلك، كانت لولي العهد علاقات أكثر دفئا بكثير مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي حمى المملكة من تداعيات مقتل خاشقجي، ووصفها بأنها مشتر رئيسي للأسلحة الأمريكية”.
“تداعيات أوسع على الغرب”
وننتقل إلى صحيفة الغارديان ومقال بعنوان: “لماذا قد تحمل علاقات الهند المتوترة مع كندا تداعيات أوسع على الغرب؟”، كتبه شيتيج باجباي.
يناقش المقال توتر العلاقات بين الهند وكندا، بسبب اتهام الأخيرة لنيودلهي بالتورط في قتل “هارديب سينغ نيجار” – وهو كندي من أصل هندي وزعيم بارز لطائفة السيخ في كندا – الأمر الذي نفته نيودلهي بشدة.
وكان نيجار قد سعى في السابق علنا لإقامة وطن مستقل للسيخ في منطقة البنجاب في الهند.
وقُتل الرجل بالرصاص خارج معبد للسيخ في مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا، في يونيو/حزيران، ما أثار تلك الاتهامات وأعقبها طرد متبادل لدبلوماسيين من كلا البلدين.
ورأى الكاتب أن “تدهور العلاقات الهندية الكندية يكشف عن علامات تشير إلى وجود سياسة خارجية هندية أكثر حزما”.
ويشير الخلاف مع كندا إلى جانبين إضافيين للدبلوماسية الهندية: الأول، أن الهند قد تصبح أكثر ميلا إلى الهجوم على تصرفات تتحدى سيادتها ومكانتها. وثانيا، أنها قد تكون أكثر استعدادا للانتقام من مثل هذه الأفعال، وفق الكاتب.
وبعد عمليات الطرد الدبلوماسي الأخيرة المتبادلة بين كندا والهند، أصبحت احتمالات إبرام اتفاقية تجارة حرة بين البلدين ضئيلة للغاية في المستقبل المنظور، على الرغم من تسع جولات من المفاوضات آخرها في يوليو/تموز الماضي.
وهذا بمثابة تحذير للدول الأخرى التي تعاني أيضا من التوترات بشأن الأنشطة المزعومة المناهضة للهند على أراضيها، بما في بريطانيا، إذ أن متابعة مفاوضاتها للتجارة الحرة مع الهند قد يكون أمرا صعبا.
ويرى الكاتب أن وقوع عملية اغتيال على أراضي دولة غربية برعاية الهند يضع الأخيرة “في نفس المجموعة مع السعودية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي”.
وهذا من شأنه أن يضع الولايات المتحدة في موقف صعب. فهي تنظر إلى الهند باعتبارها شريكا استراتيجيا طويل الأمد وحصنا ضد صعود الصين.
ويرى الكاتب أن تدهور العلاقات الهندية الكندية يسلط الضوء على الجانب السلبي للجالية الهندية القوية حول العالم، التي يبلغ تعدادها 18 مليون نسمة.
وعلى الرغم من أن أعضاء الشتات مصدر قوة للهند باعتبارهم داعمين وسفراء افتراضين لبلدهم، “لكن عودة ظهور المشاعر الانفصالية السيخية مؤخرا، في العديد من البلدان، تشير إلى أن الشتات أصبح مصدرا للاحتكاك بين الهند والبلدان المضيفة، حيث تشارك الجماعات في أنشطة مزعومة مناهضة للهند”.
“قوة الجنوب”
ومن الصحيفة ذاتها نطالع مقالا بعنوان: “حرب أوكرانيا تكشف عن نظام عالمي جديد، وقوة الجنوب هي الفائزة”، كتبته ناتالي توتشي.
ترى الكاتبة أن مفاجأة غير سارة صدمت كثيرين في أوروبا وأمريكا الشمالية، حين رفض العديد من البلدان الموافقة على العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وكتبت: “تفرض أربعون دولة عقوبات على روسيا، لكن ثلثي سكان العالم يعيشون في دول لا تفعل ذلك”.
وظهر الانقسام الجيوسياسي بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا بشكل صارخ، مرة أخرى، في قمة مجموعة العشرين الأخيرة في الهند في أوائل سبتمبر/أيلول، وفقا للكاتبة.
وأمكن التوصل بالكاد إلى إجماع على بيان مخفف، أشار إلى “الحرب في أوكرانيا” دون ذكر العدوان الروسي.
وتضيف أن مصطلح “الجنوب العالمي” ظهر فجأة في كل تجمع في الغرب تقريبا. ولكن يتم استخدامه بشكل متزايد في الجنوب أيضا وبشكل فضفاض، فهو يشمل ما كان يسمى بالدول النامية والعديد من الدول المستعمرة سابقا.
ويشمل ذلك قوى اقتصادية مثل الصين والهند، وقوى متوسطة الحجم مثل تركيا والبرازيل والسعودية، ودولا فقيرة تكافح من أجل إسماع أصواتها.
ولكي يتم الاستماع إليهم، فإنهم يقومون ببناء وتوسيع المنظمات مثل توسيع مجموعة البريكس مؤخرا، ولعب دور دبلوماسي إذ استضافت السعودية ممثلين عن أكثر من 40 دولة في جدة، لمناقشة مبادئ إنهاء الغزو الروسي.
كما يتخذون مواقف أكثر قوة، مثل تهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري ردا على الانقلاب في النيجر، حتى وإن لم يُتخذ أي إجراء يذكر في أعقاب ذلك.
“وتصنع دول (قوة الجنوب) لنفسها دورا في العالم من خلال الدبلوماسية والعلاقات التجارية و”التحالفات المتعددة” في المنظمات المختلفة”.
وترى الكاتبة أن الحرب الروسية على أوكرانيا أجبرت الغرب على التوقف عن تجاهل الجنوب العالمي، الذي ظهر لديه الغضب المتراكم تجاه الغرب بسبب الاستعمار أو السياسات الاستعمارية الجديدة، أو ازدواجية المعايير تجاه انتهاكات الحقوق والقانون في مناطق مختلفة من العالم.
وكتبت: “سوف ينتهي الغزو الروسي لأوكرانيا في مرحلة ما. لكن انتباه الشمال للقوة الجيوسياسية التي يتمتع بها نصف الكرة الجنوبي ليست لحظة عابرة”.