ناغورنو كاراباخ: الجيب الجبلي الذي شهد سفك الدماء مراراً
جيب ناغورنو كاراباخ هو ساحة نزاع وحرب منذ عقود عديدة بين أذربيجان وأرمينيا المتجاورتين.
وتقع المنطقة حاليا ضمن حدود أذربيجان، لكن الغالبية العظمى من سكانها هم من العرقية الأرمنية، وتدعمهم أرمينيا.
والمنطقة معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان، لكن معظمها تحت سيطرة جمهورية ناغورنو كاراباخ غير المعترف بها، والمعروفة أيضاً باسم جمهورية آرتساخ.
في عام 1988، مع اقتراب نهاية الحقبة السوفيتية، أدى القتال بين القوات الأذرية والانفصاليين الأرمن إلى ترك الدولة المستقلة بحكم الأمر الواقع في أيدي الأرمن عندما تم التوقيع على هدنة في عام 1994.
ومنذ عام 2020، تم نشر قوات حفظ السلام الروسية لمراقبة وقف إطلاق النار الجديد الذي توسطت فيه موسكو، وكذلك لضمان المرور الآمن عبر ما يسمى بـ “ممر لاتشين” – الذي يفصل ناغورنو كاراباخ عن أرمينيا.
وفي حين أن أرمينيا نفسها لم تعترف رسميا أبداً باستقلال المنطقة، فقد أصبحت الداعم المالي والعسكري الرئيسي لها، وتعمل المنطقة الانفصالية كجزء فعلي من أرمينيا.
وفشلت المحادثات حتى الآن في التوصل إلى اتفاق سلام دائم.
وتشارك روسيا وفرنسا والولايات المتحدة في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي كانت تحاول إنهاء النزاع، ولكن أصبح هذا الأمر موضع شك بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، ويسعى الاتحاد الأوروبي أيضاً إلى المساعدة في التوصل إلى حل سلمي للقضية.
حقائق عن جمهورية ناغورنو كاراباخ/آرتساخ
العاصمة: خانكندي/ستيباناكيرت
المساحة: 3170 كيلومتر مربع
عدد السكان: 120000 نسمة
اللغة: الأرمنية والروسية
متوسط العمر المتوقع: 75 عاما
الإعلام والصحافة
تدير السلطات في ناغورنو كاراباخ خدمات الإذاعة والتلفزيون، ويمكن للسكان المحليين استقبال البث من أرمينيا وأذربيجان وروسيا أيضاً.
أسست سلطات ناغورنو كاراباخ محطة تلفزيونية وجريدة حملتا اسم (آزات آرتساخ).
محطات تاريخية
تعود جذور الصراع على المنطقة إلى ما يزيد عن قرن، ولهذا الصراع علاقة بالمنافسة بين النفوذين الأرمني المسيحي من جهة، والتركي والفارسي الإسلاميين من جهة أخرى.
- في القرن التاسع عشر، أصبحت كاراباخ – التي كان يسكنها الأرمن المسيحيون والأذريون الأتراك لعدة قرون – جزءا من الإمبراطورية الروسية.
- في أوائل القرن العشرين تخللت أعمال وحشية من كلا الجانبين السلام النسبي في المنطقة، وترسخت هذه الأعمال في الذاكرة الشعبية.
- في عشرينيات القرن الماضي، أي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى والثورة البلشفية في روسيا، أنشأ الحكام السوفييت الجدد -كجزء من سياسة فرق تسُد في المنطقة- إقليماً يتمتع بالحكم الذاتي في ناغورنو كاراباخ وغالبية السكان من العرقية الأرمينية، داخل حدود في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية.
- في عام 1991، مع تفكك الاتحاد السوفييتي، أعلنت كاراباخ نفسها جمهورية مستقلة، ومع تراجع السيطرة السوفيتية على المناوشات بين الأرمن والأذريين، تطورت الاشتباكات إلى حرب واسعة النطاق.
- 1992 – 1994 : حرب كاراباخ الأولى: قُتل فيها حوالي 30 ألف شخص، وسيطر الأرمن على المنطقة وتقدموا واحتلوا أراض أذرية خارج كاراباخ، مما أدى إلى إنشاء منطقة عازلة حول لاتشين ربطت بين كاراباخ وأرمينيا.
- فرّ أكثر من مليون شخص من منازلهم في أثناء القتال، وترك الأذريون -الذين كانوا يشكلون نسبة 25 في المئة من إجمالي عدد سكان ناغورنو كاراباخ قبل الحرب- المنطقة، بينما فر الأرمن من بقية مناطق أذربيجان.
- في عام 1994، تم التوقيع على وقف إطلاق النار بوساطة روسية مما ترك كاراباخ ومساحات واسعة من الأراضي الأذرية حول المنطقة في أيدي الأرمن.
- وفي الفترة ما بين 1994و2020، سادت حالة من الجمود الشديد تخللتها اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
- في عام 2017، وافق الناخبون على دستور جديد يحول الحكومة من حكومة شبه رئاسية إلى حكومة رئاسية بالكامل، لتغيّر المنطقة اسمها من جمهورية ناغورنو كاراباخ إلى جمهورية آرتساخ، على الرغم من أن الاسمين لا يزالان رسميين.
- كاراباخ هي التسمية الروسية المشتقة من الكلمتين الأذريتين “الحديقة السوداء”، في حين أن ناغورنو هي كلمة روسية و تعني “جبل”. وآرتساخ هو الاسم الأرمني القديم للمنطقة.
- في عام 2020، بدأت حرب كاراباخ الثانية، حيث شنت أذربيجان هجوما استعادت فيه الأراضي المحيطة بكاراباخ، وقُتل حوالي 3000 جندي أذري و4000 جندي أرمني خلال ستة أسابيع من القتال. وتم نشر قوات حفظ السلام الروسية لمراقبة وقف إطلاق النار الجديد الذي توسطت فيه موسكو، وكذلك لضمان المرور الآمن عبر ما يسمى بـ “ممر لاتشين” الذي يفصل ناغورنو كاراباخ عن أرمينيا. وافقت القوات الأرمينية على إعادة جميع الأراضي المحتلة خارج منطقة ناغورنو كاراباخ إلى أذربيجان.
- في عام 2022، اندلع القتال مجدداً بين القوات الأرمينية والأذرية على طول الحدود بين البلدين، وقتل نحو 100 جندي أرمني و70 جندي أذري في الاشتباكات.
- في الفترة بين 2022 و2023، قالت أرمينيا إن الحصار الأذري على ممر لاتشين أدى إلى أزمة إنسانية داخل الإقليم، بينما تصرّ أذربيجان على أن طريق لاتسين يجب أن يكون مفتوحاً أمام المدنيين، في حين يجب أن تمر شحنات البضائع عبر طريق أغدام-خانكيندي.