الجمعية العامة للأمم المتحدة: لماذا يلتقي قادة العالم في الأمم المتحدة؟
التساؤلات حول التطورات العالمية، وكيفية مواجهة التغير المناخي، ستكون على رأس قائمة الأولويات، عندما يلتقي قادة الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، خلال أعمال القمة الدورية للجمعية العامة في مقر المنظمة في نيويورك.
وستكون هناك مساحة مهمة أيضا لمناقشة تطورات الحرب في أوكرانيا.
ما هي الأمم المتحدة وما هي الجمعية العامة؟
تشكلت المنظمة الدولية عام 1945 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف المحافظة على الأمن والسلم الدوليين.
تضم المنظمة حاليا 193 دولة في عضويتها، علاوة على جهتين مراقبتين، هما “الكرسي الرسولي – حكومة كنيسة الروم الكاثوليك التي يقودها البابا كأسقف روما”، والثانية هي الدولة الفلسطينية.
والجمعية العامة هي الهيئة التداولية الرئيسية للأمم المتحدة، وتحدد الدول الأعضاء خلال اجتماعاتها سياسات الأمم المتحدة، ويُمثل فيها جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة.
تنعقد الجمعية العامة في شهر سبتمبر/أيلول من كل عام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
بدأت الأعمال هذه السنة في 5 سبتمبر/أيلول، ومع ذلك، فإن معظم زعماء العالم سيحضرون الاجتماعات الرئيسية التي بدأت اليوم في 18 من الشهر الجاري.
ما أبرز الملفات على طاولة الجمعية العامة؟
يُعقد مؤتمر عن التنمية المستدامة، يبدأ اليوم، ويستمر حتى الغد، إذ ستناقش الدول المشاركة كيفية تحقيق “أهداف خطة التنمية المستدامة”.
تتضمن الأهداف إنهاء الجوع والفقر في العالم وتحسين الدخل والتعليم حول العالم، وزيادة الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
أما المناقشات العامة للجمعية فستبدأ من 19 إلى 23 من هذا الشهر، وتستأنف في 26 من ذات الشهر الجاري.
أما مؤتمر المناخ فسينعقد في 20 من الشهر الجاري، ويستهدف الإسراع باتخاذ الخطوات لمواجهة أزمة التغير المناخي.
وهناك أيضا مؤتمرات بشأن تمويل التنمية الاقتصادية، ومكافحة الأوبئة، ونزع السلاح النووي، ويتم اختيار رئيس الجمعية العامة بالتصويت المباشر من الدول الأعضاء، سنويا، خلال الجمعية العامة، وحتى الآن يشغل المنصب الدبلوماسي القادم من ترينداد وتوباغو، دينيس فرانسيس.
ماذا يمكن أن ينتج عن القمة؟
تقدم الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة هامة لزعماء الدول ورؤساء الحكومات في العالم للالتقاء في مكان واحد. كما توصف بأنها حدث “اللقاءات الدبلوماسية السريعة”.
وتعد أهم القرارات التي تتخذ عادة هي القرارات التي تعقب اللقاءات الثنائية بين قادة الدول، على هامش القمة، ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، قادة الدول الأعضاء، ويلقي خطابا في القمة، وأمام مجلس الأمن الدولي، بخصوص تطورات الحرب في بلاده.
في الوقت نفسه لن يحضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ولا الرئيس الصيني، شين جينبيغ، ولا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وكذلك تحدثت تقارير صحفية عن عدم حضور رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك.
كيف تدور النقاشات في الجمعية العامة؟
تتحكم التقاليد الدبلوماسية للجمعية العامة في كل شيء تقريبا، وجرت العادة بأن يبدأ ممثل البرازيل كلمته أولا يليه ممثل الدول المستضيفة، وهي الولايات المتحدة، وكانت البرازيل تحرص دوما على أن تبدأ أعمال الجمعية العامة منذ بداية أعمالها عندما لم تكن دولة أخرى ترغب في ذلك، وهو الأمر الذي استقر وأصبح عرفا.
يمكن لكل قائد دولة أو من يمثله أن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة، مستخدما أي لغة من بين اللغات الست المعترف بها، وهي الإنجليزية، والعربية، والفرنسية، والصينية، والروسية، والإسبانية.
ومن المعروف أن المتحدثين يطلب منهم أن يبقوا كلماتهم أقل من 15 دقيقة، رغم أنه يتم تجاهل ذلك في الغالب، ويحتفظ الزعيم الكوبي السابق، فيدل كاسترو، بالرقم القياسي، لأطول كلمة استمرت أكثر من 4 ساعات ونصف الساعة، عام 1960.
ويتم تنظيم جلوس الممثلين الدبلوماسيين، حسب الترتيب الأبجدي للأسماء، باللغة الإنجليزية، لكن الدولة التي تجلس في المقعد الأول، يتم اختيارها من قبل الأمين العام للمنظمة، وهذا العام اختار مقدونيا الشمالية.
ما أبرز لحظات الجمعية العامة في تاريخها؟
عام 2019، قامت الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ التي كانت تبلغ من العمر وقتها 16 عاما، بتوجيه كلمة لقادة الدول الأعضاء، وقالت: “لقد سرقتم أحلامي، وطفولتي بكلامكم الفارغ، كيف تجرؤون؟”.
وفي عام 2017، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون: “الرجل الصاروخي في مهمة انتحارية لنفسه”.
في عام 2009، تحدث الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لمدة أكثر من ساعة ونصف، في إحدى اللحظات اشتكى من خروج المندوبين من قاعة المؤتمر.
واتهم خلال كلمته الدول الكبرى، بخيانة مبادئ وميثاق الأمم المتحدة، قبل أن يقوم لاحقا بإلقاء نسخة من هذا الميثاق على الأرض.
عام 2006 نعت الرئيس الفنزويلي السابق، هوغو تشافيز الرئيس الأمريكي وقتها جورج دبليو بوش، بأنه “الشيطان”.
وقال إن المنصة التي تحدث منها بوش في اليوم السابق “لا تزال تنبعث منها رائحة الكبريت”.