إعصار دانيال: مسؤول ليبي ينفي لبي بي سي المسؤولية عن كارثة الفيضانات
نفى مسؤول في شرق ليبيا المزاعم القائلة بأن العديد من الذين قتلوا في الفيضانات المدمرة نهاية الأسبوع الماضي طُلب منهم البقاء في منازلهم.
وقال عثمان عبد الجليل، المتحدث باسم الحكومة التي تتخذ من بنغازي مقرا لها، لبي بي سي إن الجنود حذروا الناس في مدينة درنة وطالبوهم بالفرار.
ونفى أن يكون قد تم إخبار الناس بعدم الإخلاء، لكنه أقر بأن البعض ربما شعروا أن التهديد مبالغ فيه.
وفي الوقت نفسه، تقول فرق بي بي سي في درنة إن وكالات الإغاثة لم تصل بعد إلى المدينة.
وبينما شاهد الصحفيون نشاطا متواصلا وسط درنة – حيث يعمل رجال الإنقاذ وطواقم الإسعاف وفرق الطب الشرعي على تحديد هوية القتلى – لم تكن هناك علامات تذكر على وجود وكالات إغاثة دولية كبرى.
وقال متحدث باسم إحدى المنظمات إن محاولة تنسيق عمليات الإغاثة في البلاد كانت بمثابة “كابوس”.
وما يجعل الوضع أكثر تعقيدا هو حقيقة أن الفيضانات دمرت البنية التحتية الحيوية، مثل الطرق وأنظمة الاتصالات.
فيضانات ليبيا “كارثة صادمة ولا يمكن تصوّر عواقبها”
وصفت الأمم المتحدة آثار الفيضانات المدمرة في ليبيا بأنها “كارثة صادمة للغاية ولا يمكن تصوّر عواقبها”.
وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في حديثه من مقر الأمم المتحدة في جنيف إن الكارثة “بمثابة تذكير كبير بتأثر الأرض بتغير المناخ”.
واعترف غريفث بأن الأمم المتحدة تواجه “عاما صعبا”، وتوقع أن قدرات الحكومات على التعامل مع تحدي المناخ “سوف تستنفد إلى أقصى حد”.
وأضاف أيضا أنه تم نقل فريق تنسيق الكوارث من المغرب للمساعدة في الأزمة في ليبيا.
ويقول غريفيث إن عدم الاستقرار السياسي في ليبيا على مدى العقد الماضي، والذي شهد عدة حروب أهلية، ساهم في التأثير المدمر للفيضانات، حيث كان 300 ألف شخص يحتاجون بالفعل إلى المساعدة قبل انهيار السدود في مدينة درنة.
وأطلقت الأمم المتحدة الآن نداء عاجلا لجمع ما يزيد قليلا علي 71 مليون دولار، للاستجابة لاحتياجات المتضررين من الفيضانات.
حثت منظمة الصحة العالمية ووكالات إغاثة أخرى السلطات الليبية، يوم الجمعة، على التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فقد تم دفن أكثر من 1000 شخص حتى الآن في مقابر جماعية.
حث البيان على ضرورة دفن الضحايا في قبور محددة وموثقة، لأن الدفن المتسرع يمكن أن يؤدي إلى ضائقة نفسية طويلة الأمد لأفراد العائلات المكلومين.
وجرف الطوفان المدمر أحياء بأكملها في مدينة درنة الليبية. وقد مات الآلاف بينما لا يزال آلاف آخرون في عداد المفقودين.
ما آخر المستجدات؟
بين الحكومة المنقسمة والبنية التحتية المدمرة ومحدودية الخدمات اللوجستية اللازمة لفرق الإغاثة، من الصعب الحصول على صورة دقيقة للوضع في ليبيا الآن، ولكن إليكم ما نعرفه:
- بلغت حصيلة القتلى الرسمية التي أعلنتها الحكومة حتى الخميس 3000 قتيل، وقدر سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة الرقم بـ 6000، وتقدرها منظمة الهلال الأحمر الليبي بنحو 11000، بينما يقول عمدة درنة إن العدد قد يصل إلى 20 ألفا.
- لا يزال عشرات الآلاف من الأشخاص في عداد المفقودين في درنة، وتجري الجهود للعثور عليهم، لكن المهمة شاقة. جرفت الفيضانات آلاف الجثث إلى البحر، وجلبت موجات المد والجزر بعضها إلى الشاطئ على بعد أكثر من 100 كيلومتر من مكانها الأصلي.
- بدأت الجرافات في تطهير الشوارع في درنة، لكن العمليات تجري ببطء، ولا تزال أنقاض المباني المدمرة تخفي العديد من الضحايا الذين كانوا محاصرين بالداخل، عندما ضربت الفيضانات المدينة.
- يؤدي تهالك البنية التحتية إلى إبطاء عمل فرق الإغاثة، إذ أن الطرق المؤدية إلى درنة مغلقة ولا تتمكن الفرق الموجودة على الأرض من الحصول على الطاقة والمياه والوقود. وهناك دعوات لإنشاء ممر بحري كوسيلة للوصول السريع للمنكوبين.
- تقول الأمم المتحدة إن درنة بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات، وإن تغير المناخ لعب دورا في الكارثة.
في غضون ذلك، قال تامر رمضان المسؤول عن عمليات المساعدة لليبيا في منظمة الصليب الأحمر الدولية، الجمعة، إن عمال الطوارئ الذين يبحثون في الطين والركام الناجم عن كارثة الفيضانات لا يزالون يأملون في العثور على ناجين.
وأضاف: “الأمل موجود دائما في العثور على أشخاص على قيد الحياة”، ورفض رمضان إعطاء حصيلة بعدد القتلى، مؤكدا أنها “لن تكون نهائية أو دقيقة”.