أخبار العالم

الحياة تعود إلى ساحة جامع الفنا بعد صدمة الزلزال في “المدينة الحمراء”


ظلت حركة الرحلات الجوية بمطار المنارة الدولي تحافظ على وتيرتها، رغم الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة، والذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريشتر. ومن خلال زيارة للساحة العالمية جامع الفنا تبدو لك مؤشرات عودة الحياة إلى أيقونة مدينة مراكش تظهر رويدا رويدا.

وساد التخوف مباشرة بعد منتصف ليلة الجمعة الماضي، لكن بعدما تبين أن مدينة مراكش كانت بمنأى عن بؤرة الزلزال، وأن فنادقها وكل مناطقها الحيوية ظلت سالمة، تبدد خوف السياح من دول عدة من قبيل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وأستراليا وفرنسا، وهو ما لوحظ في ساحة جامع الكتبية ومحيط دار مولاي علي، المطوقين بسياج يمنع الاقتراب، وكذا في الساحة العالمية والأسواق المحاذية لها.

حميد بن الطاهر، رئيس المجلس الجهوي للسياحة، قال إن “هذا القطاع تأثر مباشرة بعد نقل الصور الأولى من الدمار الذي أصاب إقليم الحوز، وساد الظن بأن ذلك عم مراكش كذلك، لكن بمجرد انقشاع ضباب هذا الترويج المضلل، الذي تم من طرف جزء من الإعلام الأوروبي، عادت الروح إلى سياحة المدينة الحمراء.”

وفي حديث مع هسبريس أكد المتحدث نفسه أن “الحجوزات ألغيت في اليومين المواليين، لكن بعد انجلاء حقيقة هذا الزلزال عادت الرحلات بعدما تأكد زوار عاصمة النخيل بأنها بعيدة عن بؤرة هذه الكارثة الطبيعية، التي عرفتها المنطقة الجبلية الوعرة بسلسلة جبال الأطلس الكبير، إثر تصحيح الأخبار المضللة التي نشرتها بعض القنوات الإعلامية الأجنبية، وبفضل ما قام به الإعلام المغربي”.

بدوره، أوضح مصدر مسؤول بمطار المنارة الدولي لهسبريس أن “الرحلات ظلت تحافظ على وتيرتها ولم تعرف أي تغير، لكن يصعب معرفة عدد السياح الذين توجهوا إلى هذه الوجهة السياحية”، مضيفا “لم تُلْغَ أي رحلة سوى تلك التي ترتبط بأعطاب تقنية.”

وأشار المهدي بوساق، الذي يشتغل بقطاع المقاهي، إلى أن “تخوف العاملين بقطاع السياحة في جامع الفنا طبيعي، سيما أنها صمام الاقتصاد ومصدر قوت العديد من المواطنين، سواء كانوا تجارا أو صناع فرجة أو غيرهم”، مضيفا “لا يزال إقبال السياح على ساحة جامع الفنا بطيئا مقارنة بالأيام السابقة على الضربة القوية لزلزال إغيل، الذي خلف دمارا كبيرا ومس جزئيا بعض المآثر التاريخية بمدينة مراكش، مما يفسر ضعف الإقبال الذي يمكن ترجمته إحصائيا بـ30 في المائة”.

وإذا كانت الحملة الإعلامية الفرنسية المعادية للمغرب قد نهشت جسد المملكة المغربية، فإن مجموعة من الإعلاميين الفرنسيين والخبراء عابوا على الرئيس ماكرون ما قام به في لحظة حرجة، معتبرين ذلك خرجات غير محسوبة وغير أخلاقية ولا إنسانية لأن هذه اللحظات العصيبة من قبيل الكوارث الطبيعية تحتاج إلى التضامن الإنساني.

ومن أجل بث الطمأنينة في نفوس زوار المدينة الحمراء قامت مبادرات مدنية بتنظيم زيارة لساحة جامع الفنا، والعمل مع مختلف الجنسيات لتقديم العلاجات للجرحى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى