لويس روبياليس: قاض إسباني يمنح رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم السابق أمرا تقييديا بسبب قبلة كأس العالم
- Author, جاي هيدجيكو من مدريد وبول كيربي من لندن
- Role, بي بي سي نيوز
أصدر قاض أمراً قضائياً بتقييد الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم، لويس روبياليس، من الاقتراب لمسافة 200 متر من لاعب كرة القدم جيني هيرموسو، حيث نظرت المحكمة الوطنية في مدريد في شكوى جنائية تتعلق بالاعتداء الجنسي والإكراه.
ونفى روبياليس، الذي مثل أمام المحكمة للمرة الأولى، الاعتداء الجنسي على مهاجمة الفريق الإسباني، جيني هيرموسو، من خلال تقبيلها على شفتيها بعد فوز إسبانيا بكأس العالم للسيدات.
وقد أصرت محامية هيرموسو، قائلة : “القبلة لم تكن بالتراضي”.
واستقال روبياليس من منصبه كرئيس لاتحاد كرة القدم في وقت سابق هذا الأسبوع ومثل أمام المحكمة في جلسة مغلقة يوم الجمعة، لنفي تهمتين جنائيتين.
وطُلب من القاضي فرانسيسكو دي خورخي منع روبياليس من الاقتراب لمسافة 500 متر من جيني هيرموسو أو من التواصل معها.
ووافق في وقت لاحق على الأمر لكنه وضع قيودا على الاقتراب من هيرموسو لمسافة 200 متر، مضيفا أنه لا ينبغي لروبياليس الاتصال باللاعبة أثناء التحقيق.
ورُفض طلب آخر بمثول الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم أمام القاضي كل 15 يوما.
وفاز فريق إسبانيا للسيدات بكأس العالم لكرة القدم في أستراليا في 20 أغسطس/آب من العام الحالي، لكن نجاح الفريق طغت عليه تصرفات روبياليس خلال الاحتفالات بعد إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة منذ ذلك الحين.
وأمضى روبياليس 45 دقيقة استجوبه خلالها القاضي في المحكمة.
وبعد نفيه الاتهامات الموجهة إليه، غادر لويس روبياليس المحكمة برفقة محاميته أولغا توباو.
وأكد روبياليس أنه عندما أمسك رأس هيرموسو بين يديه وقبلها على شفتيها،,وأن ذلك كان بالتراضي بينهما. وفي نهاية المطاف استقال لويس روبياليس يوم الأحد من رئاسة الاتحاد، قائلا: “أنا أؤمن بالحقيقة وسأبذل كل ما في وسعي حتى تسود”.
وتقول هيرموسو البالغة من العمر 33 عاماً، إنها لم توافق على القبلة.
وقدم المدعون شكواها الأولى بشأن الاعتداء الجنسي، وأضافوا شكوى أخرى تتعلق بالإكراه، بحجة أنه مارس ضغوطا على المهاجمة الإسبانية للدفاع عنه وسط ضجة أثيرت خلال الأيام التي تلت واقعة القبلة.
وقالت محاميتها كارلا فال خارج المحكمة، إن الجميع شاهدوا ما حدث: “يمكننا أن نقول، على وجه التحديد، إنه بفضل الصور وبفضل التغيير الاجتماعي والتغيرات في القانون، يمكننا أن نلاحظ أن روبياليس لم يمنح الإذن بتقبيلها على الإطلاق.”
وقد أصلحت الحكومة اليسارية الإسبانية قوانين ممارسة الجنس بالتراضي خلال العامين الماضيين بعد قضية اغتصاب جماعي عام 2016، أدت إلى تبرئة خمسة رجال منها.
وبموجب ما يسمى بقانون “نعم تعني نعم”، يمكن اعتبار القبلة بدون موافقة الطرف الآخر جريمة اعتداء جنسي، لذلك قد يواجه روبياليس غرامة أو حتى عقوبة السجن، إذا أُحيلت القضية إلى المحكمة وثُبتت إدانته .
وبعد مرور خمسة أيام من الفوز بكأس العالم، أصدرت جيني هيرموسو بيانا قالت فيه إنه لا ينبغي لأي شخص في العمل أو في المجال الرياضي أو في محيط البيئة الاجتماعية أن يكون ضحية لمثل هذا السلوك غير التوافقي، مضيفة : “شعرت بالضعف وبأنني ضحية لسلوك متهور ومتحيز جنسيا. كان تصرفا في غير محله ودون أي موافقة مني.”
ومن المقرر أن تقدم هيرموسو شهادتها في المحكمة في وقت لاحق.
وسيقرر القاضي ما إذا كانت القضية ستُحال إلى المحاكمة بعد فحص سلسلة من مقاطع الفيديو قبل وأثناء وبعد الحفل.
لقد طلب القاضي رؤية لحظة القبلة “من جميع الزوايا”.
وسيقوم كذلك بفحص مقاطع فيديو للاحتفالات داخل غرفة تبديل الملابس وداخل حافلة الفريق أثناء مغادرتهم الملعب في سيدني.
وقد تم إيقاف السيد روبياليس في البداية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، قبل أن يتنحى في نهاية المطاف عن منصبي رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وكان روبياليس قد رفض لأسابيع التنحي، في حين أشارت استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 70 في المائة من الإسبان وجدوا أن سلوكه غير مقبول.
وفي خطاب أمام الاتحاد الإسباني لكرة القدم الشهر الماضي، ردد روبياليس، خمس مرات، عبارة: “لن أستقيل” .
كما كرر روبياليس، في مقابلة تلفزيونية مع بيرس مورغان، ادعاءه بأن لاعبة كرة القدم هي التي أكملت القبلة، وليس العكس. وقال: “كانت بيننا قبلة عابرة، مدتها عُشرا الثانية، لكن القصة التي نُسجت من تلك اللحظة كانت جنونا”.
ولا تزال أحداث كرة القدم الإسبانية تملأ مدينة سيدني . فقد أُقيل، في وقت سابق من هذا الشهر، مدرب الفريق النسائي خورخي فيلدا وحلت محله مساعدة المدرب مونتسي تومي، وهي أول امرأة تديرالفريق.
وقد كان دور فيلدا في الاتحاد مثيرا للجدل في حد ذاته. واستقالت 15 عضوة في المنتخب النسائي المعروف باسم لاروخا قبل عام، بعد أن اشتكين من أن الوضع في المنتخب الوطني، أثر على حالتهن العاطفية وصحتهن النفسية.
ومن المقرر أن تعلن مدربة الفريق النسائي الجديدة مونتسي تومي تومي عن تشكيلتها الأولى يوم الجمعة قبل مباراتين في دوري الأمم الأوروبية للسيدات ضد السويد وسويسرا في وقت لاحق من هذا الشهر.
بيد أن، 41 لاعبة إسبانية أبلغن الاتحاد الإسباني لكرة القدم أنهن غير متاحات للاختيار، داعيات إلى تغييرات هيكلية في قلب الاتحاد وأعربن كذلك عن سخطهن تجاه الإجراءات التي اتخذت حتى الآن.