إعصار دانيال: سكان مدينة درنة الليبية شهدوا “يوم القيامة”
- Author, مات مورفي
- Role, بي بي سي نيوز
سكان مدينة درنة التي غمرتها الفيضاتات جراء اعصار دانيال شهدوا “يوم القيامة”، كان هذا تعليق مراسل أخبار ليبي تحدث لبي بي سي عما حدث في المدينة المنكوبة.
ولقي أكثر من 5300 شخص حتفهم بعد أن غمرت الفيضانات سدين في المدينة الواقعة شرقي البلاد، واجتاحت المياه منازلها.
وقال جوهر علي، في حديث لبي بي سي، إن الناجين أبلغوا عن مشاهد تمثل دمارا شاملا للمدينة.
وأضاف أن المياه القوية جرفت عائلات بأكملها. وعثر أحد الأصدقاء على “ابن أخيه ميتا في الشارع، وقد قذفته المياه من سطح منزله”.
وقال المراسل الصحفي الليبي، الذي يعيش في المنفى بإسطنبول بسبب هجمات تستهدف الصحفيين في ليبيا، إن صديقا آخر له فقد عائلته بأكملها في الكارثة.
يتذكر علي قائلاً: “كنت بجانبه، وسمعت نبأ وفاة عائلة (صديقه) بأكملها”.
“والدته، والده، وشقيقاه، وأخته مريم، وزوجته، التي تزوجها حديثا وأرسلها إلى ليبيا لزيارة عائلته منذ أسبوعين فقط، وطفله الصغير الذي يبلغ من العمر ثمانية أشهر.. كلهم ماتوا، كل عائلته ماتت، وهو يسألني ماذا أفعل”.
وفي حالة أخرى، قال علي إن أحد الناجين أخبره أنه شاهد “امرأة معلقة على عمود إنارة في الشارع، بعد أن جرفتها مياه الفيضانات بعيدا وألقت بها على العمود في الشارع”.
وأضاف علي: “لقد ظلت السيدة معلقة وماتت هناك”.
وكان عدد سكان المدينة الساحلية يبلغ نحو 90 ألف نسمة قبل كارثة هذا الأسبوع. ويقول المسؤولون إن هناك مخاوف من أن يكون حوالي 10,000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين، حيث جرفت مياه الفيضانات القوية بعضهم إلى البحر الأبيض المتوسط.
وغطى الطين والركام شوارع درنة وهي ممتلئة أيضا بالمركبات المقلوبة. وقال علي إنه من بين المناطق الجغرافية العشر في المدينة، نجت ثلاث مناطق فقط من الفيضانات.
وأضاف أن صرخات الأطفال الصغار المستمرة تضج بها المدينة الآن، وكأنها موسيقى تصويرية.
في الوقت نفسه، يقوم العشرات من الأشخاص وعمال الإغاثة بالبحث عن ناجين في درنة، ويخشى أن يكون العديد منهم محاصرين تحت المباني المنهارة.
وقال علي: “الناس يسمعون صرخات الأطفال تحت الأرض، ولا يعرفون كيفية الوصول إليهم”.
“يستخدم الناس المجارف لانتشال الجثث من تحت الأرض، كما يقومون بهذا بأيديهم أيضا. وهناك صور من المدينة لأشخاص يخرجون الجثث بأيديهم العارية”.
ووصف الوضع الحالي بأنه “يتجاوز الكارثة”.
وتعاني ليبيا من الانقسام بين حكومتين متنافستين، حيث تعمل الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا من طرابلس في الغرب وأخرى منافسة في الشرق.
وأدت الكارثة إلى تقديم استعداد نادر للتعاون بين الجانبين. وأرسلت طائرات مساعدات تحمل إمدادات طبية يوم الثلاثاء من طرابلس إلى مدينة بنغازي بشرق البلاد.
لكن في مناطق أخرى مازال الانقسام موجودا بشكل واضح، حيث يتجاهل خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي الذي يسيطر على الشرق، عروضا بتقديم مساعدات من بعض القوى الدولية المساندة لحكومة طرابلس.
وسارع المراسل الصحفي الليبي علي إلى إدانة كلا النظامين، وقال إنهما فشلا في الاستجابة بشكل فعال للكارثة.
وأوضح علي لبي بي سي: “من المؤسف أن البلاد منقسمة بين حكومتين، ومن المؤسف أن هاتين الحكومتين الضعيفتين وغير المؤهلتين لم تقدما المساعدة التي يحتاجها الناس”.
وبينما تعهدت الأمم المتحدة بدعم جهود الإغاثة، ويقول الصليب الأحمر إن فرقه تنشط على الأرض، قال علي إن الناجين من الكارثة حصلوا على الحد الأدنى فقط من الإمدادات.
وأضاف: “على الأرض، لم تصل سوى المساعدات التركية إلى مدينة درنة، وعلى نطاق صغير”.
“هناك الكثير من الناس بدون مأوى، بدون طعام، بدون مياه نظيفة. الناس أنفسهم يحاولون مساعدة بعضهم البعض…ما نحتاجه الآن هو دعم دولي واسع النطاق يجب أن يأتي على الفور لمساعدة الناس.”