هل يمكن التلاعب في المساعدات الموجهة للمتضررين من “زلزال الحوز”؟
مع حدوث زلزال الحوز المدمر والحملة التضامنية الشعبية الواسعة، أثارت بعض الأصوات الانتباه إلى تأخر الحكومة في إصدار النصوص التنظيمية للقانون رقم 18.18 بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية، وانعكاسات ذلك على التضامن مع المتضررين من الزلزال.
وأمام الهبة الشعبية والانخراط منقطع النظير في جمع التبرعات والمساعدات لفائدة منكوبي الزلزال بمناطق الحوز وشيشاوة وتارودانت، بدأ بعض المهتمين يثيرون المخاوف بشأن حدوث تلاعبات في المساعدات الكبيرة التي جاد بها المغاربة على إخوانهم في المناطق المتضررة، خصوصا مع تواتر النداءات التي تؤكد عدم توصل جميع القرى النائية بالمساعدات.
وأمام هذه التحذيرات، سجل الناشط الحقوقي الخبير القانوني شكيب الخياري أن القانون الجديد يسمح بـ”تنظيم عمليات التبرع بالتخلص من الآجال الكبيرة والوثائق الكثيرة في حالة الكوارث والآفات والحالات المستعجلة”.
وأوضح الخياري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن السلطات “تراقب الوضع عن كثب وتغض الطرف حتى الآن عن العملية الواسعة”، مستدركا بأنه “إذا كانت الأمور ستزيغ بالتلاعب أو بالاستعمال لأغراض شخصية، أكيد سيتم منع ذلك”.
وأشار الخياري إلى أن الأمور إلى الآن تسير بشكل جيد نسبيا، معتبرا أن “لهذا السبب ربما لم تتدخل الدولة” وتمنع عمليات جمع المساعدات والتبرع لفائدة المتضررين من الكارثة الطبيعية المدمرة.
ونبه المتحدث ذاته إلى أن العمليات الجارية تخضع لـ”قانون الدعوة العمومية لجمع التبرعات، وليس عملية جمعها بالطرق التقليدية وبدون إعلان عمومي”، معتبرا أن هذه العمليات غير خاضعة لقيد الترخيص.
وتابع مبينا أن القانون أطر العملية بالترخيص لأن “شخصا يمكن أن يجمع أموالا طائلة باستغلال كارثة دون أن يعرف أحد مصيرها”، مشددا على أنه “لهذا السبب، تم تأطير هذه العملية التي كانت تخضع لرقابة الدولة”.
وزاد الخياري موضحا: “مع القانون الجديد، الرقابة أضحت قوية أكثر ودقيقة جدا لاستبعاد كل التخوفات لتعرض المتبرعين للتحايل وفقدان الأشخاص الموجهة لهم إمكانية الاستفادة منها”، منوها بالجهود التي يبذلها المغاربة في إغاثة ومساعدة المتضررين من الزلزال العنيف.
ويواصل المغاربة بكرم حاتمي إغراق المناطق المنكوبة بقوافل من المساعدات القادمة من كل جهات ومدن المملكة، في مشاهد عبرت عن مستوى وحجم التضامن والتآزر بين المجتمع المغربي بمختلف فئاته ومكوناته في الأزمة التي ألمت به، حاصداً بذلك احترام وتقدير شعوب العالم التي تعاطفت معه في محنته.