في المحنة منحة .. هذه تفسيرات علمية بشأن تفجر المياه قرب بؤرة الزلزال

الأربعاء 13 شتنبر 2023 – 19:00
“كل محنة في طيها منحة” عبارة يتداولها المغاربة في وصف حال الأقاليم المنكوبة جراء الهزة الأرضية العنيفة لليلة يوم الجمعة 8 شتنبر الجاري، حيث تفجرت في المناطق القريبة من بؤرة الزلزال عيون وشلالات من المياه العذبة التي فاجأت الساكنة والمتابعين.
ومثلت المياه العذبة التي جرت في السواقي والوديان الجافة، الموجودة بالمناطق الجبلية، بشارة خير للساكنة التي أكد عدد من قاطنيها لهسبريس أنهم لم يروا مشاهد مماثلة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
في إطار البحث عن تفسير علمي للظاهرة التي فاجأت الكثير من المغرب، تواصلت هسبريس مع بدر الصفراوي، الخبير والباحث في علوم الطبقات الأرضية والرسوبيات، الذي أكد أن المياه المتدفقة بالقرب من بؤرة الزلزال تبقى “نتيجة طبيعية للتشققات التي أصابت الأرض من شدة الهزة”.
وأفاد الصفراوي، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن ظهور العيون والشلالات بالمناطق المتضررة “يمكن ربطه بالزلزال، والشقوق في الأرض متصلة بالفرشة المائية الموجودة في المنطقة؛ ما أدى إلى تدفق المياه بشكل مهم أثار انتباه الساكنة المتعطشة إلى المادة الحيوية بهذه المناطق”.
وشدد المتحدث ذاته على أن التشققات التي تحدثها الزلازل على مستوى سطح الأرض يمكن أن “تخلق عيونا جديدة، كما يمكن أن تقوم بالعكس، إذ يحدث شق جديد يمكن أن يسحب الماء من الشقة القديمة ويؤدي إلى اختفاء العيون ومنابع المياه في سلسلة أخرى”.
وحول ما إذا كان الزلزال سيجلب معه بشارات أخرى لسكان المنطقة وتقريبها من معادن وثروات أخرى كانت مخزنة بباطن الأرض، سجل الصفراوي أن هذا الأمر والشائعات التي تروج بشأنه تبقى “غير دقيقة؛ لأن الرجة الكبيرة والزلزال يمكن أن يؤدي إلى شقوق كبرى، إلا أن ثروات مثل الغاز أو البترول تكون متواجدة على مستويات أعماق كبيرة تصل إلى ما بين كيلومترين إلى 3 كيلومترات”.
وأكد المتحدث ذاته أن المياه الجوفية المخزنة في باطن الأرض وصلت إليها التشققات الناتجة عن الزلزال وأسفرت عن العيون والشلالات التي لاحظها السكان، مبرزا أن الحديث عن ثروات أخرى يبقى رهين شروط معينة؛ مثل وجودها من عدمه، حتى يتم الحديث عن اقترابها من سطح الأرض، حسب تفسيره.