القطاع السياحي يتعبأ لمكافحة تبعات الزلزال.. تسخير فنادق لإيواء المتضررين

أسوةً بباقي القطاعات والمؤسسات الوطنية، انخرط القطاع السياحي بالمغرب، بكل مكوناته وفعالياته وقواه، في دينامية متواصلة لـ”تعبئة الجهود استنادا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس لمواجهة آثار الزلزال الذي ضرب بلادنا ليلة الجمعة 08 شتنبر”.

جلسة عمل موسّعة جمعت، يوم أمس الثلاثاء، بمقر وزارة السياحة بالرباط، كلاً من فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وحميد بنطاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، بمشاركة الجمعيات والفدراليات الأعضاء، وعلى وجه الخصوص الفدراليات الوطنية للصناعة الفندقية ووكالات الأسفار والمرشدين السياحيين والنقل السياحي والمطاعم السياحية والمستثمرين السياحيين وفنون الطهي.

وخُصصت جلسة العمل، وفق ما أعلنه بلاغ صحافي مشترك بين الوزارة والكونفدرالية، صادر في أعقاب اللقاء، لـ”تنسيق تدخلات الوزارة ومهنيّي السياحة لتطبيق التوجيهات الملكية السامية بهدف دعم الساكنة المتضررة من الزلزال ومواجهة تبعاته”، مؤكدا أن “وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بجميع المؤسسات التابعة لها، وكذا مهنيي القطاع، في تعبئة شاملة وتكثيف للجهود لدعم الساكنة المتضررة من الزلزال”.

وحسب البلاغ الذي توصلت به هسبريس فقد “تعهّد المهنيون في القطاع بتعبئة كل جهودهم إلى جانب المصالح والمؤسسات التابعة للوزارة، مُثمّنين التنسيق القائم حتى الآن”.

تسخير الفنادق لإيواء المتضررين من الزلزال

من بين أبرز خلاصات لقاء مكونات القطاع السياحي، حسب ما طالعته هسبريس، “الاتفاق على إعداد قائمة الفنادق المغلقة حالياً في مدن مراكش وأكادير وورزازات، لتحديد طاقتها الاستيعابية في أفق وضعها رهن إشارة السلطات المختصة من أجل إيواء المتضررين، على المديَيْن القريب والمتوسط، قبل الشروع في الاستفادة من جهود إعادة الإعمار”؛ وهو ما أكده حميد بنطاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، في تواصل مع جريدة هسبريس الإلكترونية.

وأضاف بنطاهر، في إفادات قدَّمها للجريدة، أن “الوزارة الوصية باشرت فعلياً عمليات إحصاء الفنادق المعنية بهذه العملية، التي سيتم تسخيرها في إعادة الإيواء بالنسبة للمشردين ومنكوبي زلزال الحوز الذين فقدوا مساكنهم بمختلف الأقاليم المتضررة”.

أنشطة السياحة مستمرة

وطمأن رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة بالمغرب بأن “المطارات والفنادق، سواء بمراكش أو أكادير أو ورزازات، تعمل بشكل عادي”، مشددا على أن “أغلبية ساحقة من شركات النقل الجوي التي تربط المغرب بعدد من بلدان السياحة العالمية مستمرة في عملها”.

في سياق متصل، تطرق الاجتماع بين المهنيين والوزارة إلى “استئناف الأنشطة السياحية، تنفيذا للتوجيهات الملكية المتعلقة بالاستئناف الفوري للأنشطة الاقتصادية”، وفق المصدر ذاته، مؤكدا في هذا السياق ما ذكره المكتب الوطني المغربي للسياحة بشأن أنه بادر، في اليوم الموالي للزلزال، إلى “ربط الاتصال مع منظمّي الرحلات السياحية وشركات الطيران من أجل طمأنتهم وتشجيعهم على مواصلة برمجة رحلاتهم نحو وجهة المغرب”.

تكثيف وتنسيق المساهمات

“مهنيو القطاع السياحي ومختلف مكونات المنظومة السياحية المغربية يساهمون كلّ من جانبه وحسب استطاعته في الجهود الوطنية المبذولة، خاصة مالياً في الصندوق الحكومي الاستثنائي المحدَث لتجاوز الآثار المترتبة على الزلزال”، يورد بنطاهر، مؤكدا أنهم “يحاولون من جانبهم ترك بصمة في أجواء مفعمة بالتضامن والمؤازرة التي عبّر عنها الشعب المغربي قاطبة”.

وفي السياق نفسه، ناقشت الوزيرة مع المهنيين تفاصيل “الإجراءات التي بادر بها المهنيون في هذا المجال، مثل توزيع الخيام والأسِرَّة والوجبات”، ضمن جهود إغاثية قصدَت أقاليم الحوز وجهة مراكش، معبرين عن “التزامهم بتعزيز وتكثيف هذه العمليات والمساهمة بطريقة منسَّقة في الصندوق الخاص رقم 126 الذي تم وضعه لتدبير آثار زلزال الحوز”.

كما تم التوافق على “مكافحة انتشار المعلومات الكاذبة المتعلقة ببلادنا من خلال اعتماد تواصل ملائم، يعكس الجهود الحقيقية المبذولة، مع تسليط الضوء على الثقة التي تحظى بها وجهة المغرب لدى الشركاء الدوليين في مجال السياحة”. بينما دعت فاطمة الزهراء عمور أصحاب الفنادق إلى “المعاينة التقنية لبناياتهم في أسرع وقت واتخاذ التدابير اللازمة، كلما اقتضى الأمر ذلك، لجعلها تستجيب لمعايير السلامة”.