الممر الاقتصادي بين الهند والخليج العربي وأوروبا: لماذا أثار المشروع الجدل في مصر ولبنان؟
أثار مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال قمة العشرين، جدلا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول جدوى المشروع والمعايير التي اختيرت على أساسها الدول التي سيمر بها الطريق وتأثيره على قناة السويس.
تفاصيل المشروع
وتم الإعلان عن المشروع على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة نيودلهي الهندية يوم السبت، من خلال مذكرة تفاهم اتفق عليها القادة بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أعلن عن المشروع.
وسيمتد الممر المقترح عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا. وسيشمل المشروع أيضاً كابلاً بحرياً جديداً وبنية تحتية لنقل الطاقة، وفقاً لما ذكرته “فايننشال تايمز”.
ويهدف المشروع إلى إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.
كما يهدف الممر الجديد إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، من أجل تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.
كما اتفق القادة على التوصل إلى “خطة عمل” خلال الستين يوماً القادمة. وووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتفاق بـ “التاريخي”، وقال إنه سيساهم في جعل الشرق الأوسط أكثر استقرارا وازدهارا.
بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن المشروع “سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%”.
كما ظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في فيديو للتعليق على الإعلان ووصفه “بالتاريخي”.
“ضرب لقناة السويس”
على صعيد آخر وفور الإعلان عن المشروع انطلق نقاش واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربية للحديث عن جدوى المشروع وأهميته.
لكن النقاش في مصر، كان أكثر حدة، لأن مصر نفسها تملك قناة السويس الممر الأبرز حتى الآن الذي يصل الشرق بأوروبا.
وهو ما دفع كثيرين للتساؤل : هل مشروع “الممر الاقتصادي” الجديد من الهند الى الخليج ثم السعودية وإسرائيل، هو رديف لقناة السويس و منافس لها؟”.
هذا الطرح أيده كثير من المغردين الذين رأوا أن الممر الاقتصادي الجديد المزمع إنشاؤه هو “ضربة قاصمة لقناة السويس” وسيساهم في “إفقار مصر رسمياً عبر حرمانها من دخل قناة السويس”.
ووصف البعض الاتفاق بأنه “مؤامرة علنية من السعودية على مصر”.
في الجهة المقابلة اعتبر قسم من الآراء أن الإعلان عن الممر الاقتصادي هو إعلان لتطبيع السعودية علاقتها مع اسرائيل وليس هدفه ضرب مصر ومصالحها.
واستبعد مغردون أن يؤثر الممر الجديد على قناة السويس “لأنه غير واقعي وتكلفته عالية جدا”.
ووصف البعض المشروع بـ ” الرائع والمفيد اقتصاديا” لكنهم أبدوا تخوفهم من “التحديات التي قد تتحكم في مدى تقدم المشروع من عدمه وهو الوضع السياسي من حروب وازمات اقتصادية. ومدى امان الدول التي سيمر منها هذا الممر”.
لماذا حيفا بدلا من بيروت؟
من جهة أخرى النقاش في لبنان كان حول سبب اختيار إسرائيل بدلا من لبنان كممر للمشروع.
فكتب الوزير السابق غسان حاصباني المحسوب على حزب القوات اللبنانية ملقيا اللوم على “من عزل لبنان عن العالم و أفسح المجال أمام الآخرين ليكونوا مدخل شرق المتوسط” بتلميح منه إلى دور حزب الله في المنطقة.
لكن هذا الطرح رد عليه آخرون بالتساؤل “هل كان من الممكن إشراك لبنان بمعزل عن سوريا وهل يقصد الوزير حاصباني قانون قيصر بحديثه عن عزل لبنان عن محيطه؟”.