العاصفة دانيال: ما أسباب ارتفاع عدد ضحايا الكارثة في ليبيا؟

أكّد جهاز الطوارئ الليبي الثلاثاء أن 2300 شخص على الأقل لقوا حتفهم بسبب الفيضانات التي اجتاحت مدينة دُرنة البالغ عدد سكانها مئة ألف نسمة جراء العاصفة دانيال، فيما تحدّث الصليب الأحمر عن حصيلة قتلى “ضخمة”.
وبحسب مسؤولين في شرق ليبيا، التي تتنافس فيها حكومتان على السلطة، انهار السدّان الرئيسيان على نهر وادي دُرنة الصغير مساء الأحد 10 سبتمبر/ أيلول ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها.
وقال أسامة علي، المتحدث باسم جهاز الاسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية، لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء 12 سبتمبر/ أيلول إن الفيضانات التي اجتاحت مدينة دُرنة في شرق ليبيا أسفرت عن مقتل أكثر من 2300 شخص.
وأوضح المتحدث باسم الجهاز، الذي ينتشر فريق تابع له في دُرنة منذ الاثنين، أن الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال خلّفت “أكثر من 2300 قتيل” وحوالى 7000 جريح، في حين أنَّ هناك أكثر من 5000 آخرين في عداد المفقودين.
ولم يتم التأكد بعد من الحصيلة الإجمالية لضحايا هذه الكارثة لكن السلطات في شرق ليبيا تتحدث منذ الاثنين عن “آلاف” القتلى والمفقودين.
وفي حديثه لقناة “المسار” التلفزيونية الليبية، أكد رئيس حكومة شرق البلاد أسامة حماد أن هناك “أكثر من ألفي قتيل وآلاف المفقودين” في مدينة دُرنة وحدها.
يأتي هذا في وقت قال المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، طارق رمضان، للصحفيين في جنيف “لا نملك أرقاما نهائية” لعدد القتلى حاليا لكنه أوضح أن “حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف”، فيما أكد أن “عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص”.
وقال رمضان متحدثا من تونس إن “الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بأشواط إمكانات الهلال الأحمر الليبي وإمكانات الحكومة”.
وقد أعلن الاتحاد الثلاثاء أن ثلاثة متطوعين من الهلال الأحمر الليبي لقوا حتفهم وهم يساعدون ضحايا الفيضانات في ليبيا.
كارثة بكل المقاييس
كان وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة، عثمان عبد الجليل، قال مساء الاثنين إن “الأوضاع في دُرنة تزداد مأساوية ولا توجد إحصاءات نهائية لأعداد الضحايا.. هناك كثير من الأحياء لم نتمكن من الوصول إليها وأتوقع ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف”.
وأضاف “نطالب الدول الصديقة بالمساعدة في إنقاذ ما تبقى في مدينة دُرنة ومناطق الجبل”.
وتم تداول صور نشرها سكان على الشبكات الاجتماعية يبدو فيها عناصر الإنقاذ مذهولين من حجم الكارثة وتظهر مشاهد مروعة.
وحالت طرق مقطوعة وانهيارات أرضية وفيضانات دون وصول المساعدة إلى السكان الذين اضطروا لاستخدام وسائل بدائية لانتشال الجثث والناجين الذين كانوا على وشك الغرق.
ولا تزال دُرنة ومدن أخرى مقطوعة عن بقية العالم رغم الجهود التي تبذلها السلطات لاستعادة شبكات الاتصالات والإنترنت.
أعلنت حكومة طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة إرسال طائرتَي إسعاف ومروحية و87 طبيبا وفريق إنقاذ بالإضافة إلى تقنيين من شركة الكهرباء الوطنية لمحاولة إعادة التيار الكهربائي المنقطع.
كما وصلت فرق إنقاذ أرسلتها تركيا إلى شرق ليبيا، وفق السلطات.
وأعلن السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على منصة “إكس” أن السفارة أصدرت “إعلانا للحاجة الإنسانية من شأنه السماح بالتمويل الأولي الذي ستقدمه الولايات المتحدة لدعم جهود الإغاثة في ليبيا”.
بدوره، قال منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “الاتحاد الأوروبي يشعر بالحزن لصور الدمار في ليبيا التي دمرتها ظروف جوية قصوى تسببت في خسائر بشرية مأسوية، وأشار إلى أنه يراقب الوضع عن كثب وهو على استعداد لتقديم دعمه”.
كذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر الثلاثاء أن فرنسا مستعدة لإرسال “مساعدات طارئة” إلى السكان المتضررين في ليبيا.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الثلاثاء عبر منصة “إكس” أن إيطاليا ستقدم مساعدات إلى ليبيا موضحا “توجّه فريق تقييم بتنسيق من الحماية المدنية الإيطالية إلى البلاد”.
كما وصل إلى مدينة بنغازي الليبية الثلاثاء الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، على رأس وفد عسكري لتقديم مختلف أوجه الدعم اللوجيستي والإغاثة الإنسانية العاجلة.
وبحسب بيان للمتحدث العسكري المصري، أطلقت مصر جسرا جويا، يبدأ بإرسال 3 طائرات عسكرية تحمل مواد طبية وغذائية عاجلة لليبيا، بجانب “25 طاقم إنقاذ مزود بكافة المعدات لمواجهة التداعيات المترتبة على العاصفة دانيال، بالإضافة إلى طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبي للقتلى والمصابين”.
وقد وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنه “كارثة مأسوية”.
في الوقت نفسه، لفتت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى اختفاء “أحياء بأكملها” في درنة حيث “جرفت المياه سكانها بعد انهيار سدّين قديمين، ما جعل الوضع كارثيا وخارجا عن السيطرة”.
يذكر أن العاصفة دانيال ضربت شرق ليبيا بعد ظهر الأحد 10 سبتمبر/ أيلول، حيث تأثرت بها بلدة الجبل الأخضر الساحلية إضافة إلى بنغازي حيث تم إعلان حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام.
كما نُشرت فرق الإنقاذ في درنة الواقعة على مسافة نحو 900 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
وتقع المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة في وادي نهر يحمل الاسم نفسه.
ويضم شرق ليبيا حقول ومحطات النفط الرئيسية. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط “حالة التأهب القصوى وإيقاف الرحلات الجوية” بين مواقع الإنتاج التي انخفض نشاطها بشكل كبير.
ووصف خبراء العاصفة دانيال التي ضربت أيضا أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا في الأيام الأخيرة، حيث أسفرت عن سقوط 27 قتيلا على الأقل بأنها “شديدة للغاية من حيث كميّة المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة”.
هل تستطيع سلطات شرق ليبيا مواجهة هذه الكارثة بمفردها؟
كيف تقيمون تعامل حكومة شرق ليبيا مع الكارثة حتى الآن؟
ما أسباب ارتفاع عدد ضحايا العاصفة؟ هل كان بالإمكان تقليل العدد؟
كيف ترون المساعدات الدولية المقدمة إلى ليبيا؟
هل تتناسب تلك المساعدات مع حجم الكارثة؟ ولماذا؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 13 سبتمبر/ أيلول
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس X على الوسمnuqtat_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب