تكرار الزلازل والهزات الأرضية أمر محير
لقي أكثر من ألفي قتيل حتفهم وأصيب المئات بجروح في الزلزال الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة متسببا في أضرار جسيمة، وضرب الزلزال بشدة 6.8 درجات على بعد 70 كيلومترا جنوب غربي مراكش في إقليم الحوز، على الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي، وشعرت به مناطق مختلفة في المغرب بالرغم من أنه لم يضرب في المكان الأكثر نشاطا.
لما الزلزال ضرب المغرب؟
الزلازل هي ظاهرة طبيعية تحدث في معظم أنحاء العالم نتيجة لحركة صفائح الأرض والتوترات في القشرة الأرضية. وبالنسبة للمغرب فهو يقع في منطقة تسمى “التصادم الأطلسي-البحر الأبيض المتوسط”، وهي منطقة حيث تلتقي صفيحة الأطلسي وصفيحة البحر الأبيض المتوسط.
ويؤدي هذا التصادم بين الصفائح القارية إلى تكوين توترات في القشرة الأرضية، وعندما تتحرر هذه التوترات بشكل مفاجئ يحدث الزلزال.
إضافة إلى أن المغرب مكان للأنشطة الجيولوجية المتنوعة مثل تشكيل الجبال والأنهار والحفريات والاندفاعات البركانية، وبالتالي هذه العوامل تسهم في زيادة التوترات الزلزالية في المنطقة.
والجدير بالذكر أن المغرب يحتوي على مناطق في القشرة الأرضية تظهر فيها تصدعات وتفككات تجعلها أكثر عرضة للزلازل:
ـ زلزال الأطلس الكبير: في 1960، ضرب زلزال كبير يعرف بـ”زلزال الأطلسي الكبير” جنوب المغرب، وكان من بين أقوى الزلازل في التاريخ، هذا الزلزال ساهم في زيادة الوعي بمخاطر الزلزال في المنطقة.
ـ زلازل فرعية: بالإضافة إلى الزلازل الرئيسية، هناك زلازل فرعية تحدث بشكل منتظم في جميع أنحاء المغرب وتشمل الزلازل الفرعية هزات أقل قوة تمثل تخفيفا للتوترات الزلزالية.
إن هذا التصادم اللوحي ليس محصورا في المغرب، بل يمتد إلى مناطق أخرى في البحر الأبيض المتوسط والمناطق المحيطة به. لذلك، فإن وقوع الزلزال في المغرب هو جزء من هذه العمليات الجيولوجية الطبيعية والتاريخية التي تحدث في مناطق مختلفة حول العالم، وتسمى بالحزام الألبي.
الحزام الألبي
الحزام الألبي هي منطقة جرافية تسجل ثاني أعلى نشاط زلزالي في العالم بعد منطقة الحزام الناري، وهي المنطقة التي تشكل حواف القارات المطلة على المحيط الهادئ؛ بما في ذلك الساحل الغربي من الأمريكيتين، والساحل الشرقي من آسيا، ويسمى بالحزام الناري لأنه يضم أكثر من 450 بركانا.
يبلغ طول الحزام الألبي 15 كيلومترا، وهو يمتد من جزيرة جاو الأندونيسية، وينتهي في سلسة جبال الأطلس في شمال إفريقيا، وهو يعبر عددا من السلاسل الجبلية الأخرى مثل جبال الألب والقوقاز والهيمالايا وكاركورام.
سبب تكرار الزلازل والهزات الأرضية
شهدنا، في الأشهر الأخير، انتشارا للزلازل والهزات الأرضية. وحسب تصريح للدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية بمصر، فإن مراكز الزلازل مؤخرا في أعماق البحر المتوسط والبحر الأحمر. وكان من المتوقع حدوث الزلازل فيها حسب تصريحه، حيث إن القشرة الأرضية تنقسم إلى 7 صفائح تكتونية، والبحر الأحمر والأبيض هما أماكن التقاء عدد منها؛ وبالتالي فالاحتكاك بينهما يسبب زلازل قريبة لنا.
وقال المصرح ذاته إن في كل يوم يتم تسجيل زلزال أو اثنين مركزهما البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر؛ لكن لا يشعر بهم السكان.
هل تشهد دول البحر الأبيض موجات تسونامي؟
يتكون تسونامي عبر دفع كتلة الماء بدفعة قوية قصيرة من تحت الماء، ويحدث تحول حاد وواسع النطاق في المحيط، والسبب الرئيسي في 88 في المائة من هذه الحالات هو الزلازل، فتحدث إزاحة فجائية لجزء كبير من قاع البحر إلى أعلاه.
يمكن أن يبلغ طول موجات تسونامي آلاف الكيلومترات ومتساوية في الاتساع. أيضا في أعماق المحيط، يمكن للأمواج أن تسافر بسرعة طائرة نفاثة، لتصل إلى 600 ميل في الساعة (ما يقارب من ألف كيلومتر في الساعة) وعند الوصول إلى الشاطئ تخلق موجات تزيد عن 30 مترا.
وكما ذكرنا سابقا، فإن السبب الرئيسي في تكوين تسونامي هو الزلازل. وقد شهدنا، خلال هذا العام، زلزال تركيا وسوريا بقوة 7 درجات. ومؤخرا، زلزال المغرب بقوة 7 درجات أيضا. وبالرغم من أن كليهما يقعان داخل الحزام الألبي، فإن مكان وقوع الزلزال كان بعيدا عن موقع البحر الأبيض المتوسط.