مهمة موسعة لإنقاذ رجل أمريكي سقط في أحد أعمق كهوف تركيا
انطلقت عملية إنقاذ واسعة النطاق في تركيا بعد أن حوصر رجل أمريكي في ثالث أعمق مجمع كهوف في البلاد.
ويعمل نحو 150 عاملاً من أجل إنقاذ مارك ديكي، البالغ من العمر 40 عاماً، منذ أن حوصر في كهف موركا يوم السبت.
وكان الرجل يشارك في قيادة فريق لرسم خريطة لممر جديد في الكهف، عندما بدأ يعاني من نزيف في الجهاز الهضمي.
وصرح اتحاد الكهوف التركي بأن العملية كانت “معقدة” لأن الرجل كان عالقا على عمق 1120 مترا (3675 قدما).
وأضافت المجموعة التي تساعد في تنسيق عمليات الإنقاذ أنه تم تسليم ست وحدات دم إلى ديكي، واستقرت حالته ظهر يوم الخميس.
كما قال اتحاد الكهوف التركي، في بيان، إن نزيفه توقف وأصبح قادرا على المشي دون مساعدة، لكنه سيظل بحاجة إلى نقالة لإخراجه من الكهف.
وأضاف الاتحاد أن تلك “العملية تعد من الناحية اللوجستية والفنية واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ داخل الكهوف في العالم” .
وأردف قائلا: “بدأت عملية إنقاذ طويلة ومليئة بالتحديات لحمل مارك على نقالة”.
وأرسل ديكي رسالة شكر للأشخاص الذين حاولوا إنقاذه، خلال رسالة مصورة، من داخل الكهف حصلت عليها وكالة الأسوشيتد برس.
وقال : “أعلم أن الاستجابة السريعة للحكومة التركية للحصول على الإمدادات الطبية التي أحتاجها، في رأيي، أنقذت حياتي. لقد كنت على حافة الهاوية”.
وأضاف أنه على الرغم من أنه كان يقظا وقادرا على التواصل، إلا أنه لم “يتعاف من الداخل” وسيحتاج إلى الكثير من المساعدة للخروج من الكهف.
وقال صديق ديكي وزميله المولع باستكشاف الكهوف، كارل هايتماير، لبي بي سي في وقت سابق إن صديقه “توقف عن التقيؤ، وتناول القليل من الطعام لأول مرة منذ أيام”.
لكن الدكتور يامان أوزاكين، المتحدث باسم اتحاد الكهوف التركي، والذي يشارك في عملية الإنقاذ توقع أن تستغرق عملية الإنقاذ عدة أيام أخرى، وأن سرعتها ستعتمد على حالة ديكي.
وقال الدكتور يامان أوزاكين لبي بي سي: “الوقت الذي سيستغرقه إخلاء مارك من خارج الكهف يعتمد على ما إذا كان سيصبح في حالة تمكنه من الصعود في الكهف بدون نقالة أم لا”، وأضاف إنه إذا تمكن ديكي من الصعود بدون مساعدة نقاله، قد يستغرق الأمر أسبوعا.
وأضاف اتحاد الكهوف التركي: “إذا كان لا بد من حمله على نقالة، فمن المرجح أن يستغرق الأمر ما بين 10 إلى 15 يومًا، وربما أكثر. يحتوي الكهف على ممرات ضيقة تحتاج إلى توسيع للنقالة”.
كما أكد الدكتور يامان أوزاكين، المتحدث باسم اتحاد الكهوف التركي كذلك، أن الوكالة الحكومية التابعة لرئاسة إدارة الكوارث والطوارئ هي التي تقود عملية الإنقاذ، وذلك بعدما أفادت تقارير،في وقت سابق، بأن الجيش هو الجهة التي تقود العملية.
وتوجه جوا إلى تركيا عدد من عمال الإنقاذ من دول عدة أخرى، من ضمنها كرواتيا والمجر، للمساعدة في عملية الإنقاذ.
وقال كارل هايتماير إنه هناك أملا في أن يتمكن رجال الإنقاذ من إخراج ديكي عاجلا، لكنه حذر من أن اتخاذ أي إجراء لتحريره سيكون شديد الصعوبة.
كما قال إن “عملية الإنقاذ ستتطلب العديد من فرق المعدات وفرق لتعديل الممرات (للسماح للنقالة بالمرور خلالها) وكذلك رعاية طبية على مدار الساعة”.
وأضاف هايتماير أن الجيش التركي تمكن من إنشاء خط اتصالات مع ديكي .كما أُسست قاعدة تستخدم كمعسكر على بعد حوالي 700 مترا حول مدخل الكهف.
وكانت خطيبة ديكي، جيسيكا فان أورد، أيضا جزءاً من الرحلة الاستكشافية. وقال هايتماير إنها ظلت معه عندما شعر بالتعب، لكنها بدأت في الخروج من الكهف عندما تحسنت حالته ومن المتوقع أن يظهر في وقت متأخر من يوم الخميس.
ويُقال إن مارك ديكي، الذي ينحدر من ولاية نيوجيرسي، مستكشف كهوف متمرس يتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاما.
كما أنه كان مدربا لدى اللجنة الوطنية الأمريكية لإنقاذ الكهوف لمدة 10 سنوات، حيث قام بإلقاء محاضرات حول عمليات الإنقاذ من الكهوف. وهو مُدرج كذلك كمنسق لبرنامج التبادل الدولي التابع للهيئة على موقعها على الإنترنت.
ووفقا لخدمة إنقاذ الكهوف المجرية التي ساعدت في العملية، شارك ديكي في قيادة البعثة إلى كهف موركا في منطقة نائية بالجنوب التركي منذ نهاية أغسطس/آب.
وقال كارل هايتماير، صديق ديكي لبي بي سي، إن الدخول إلى الكهف قد يستغرق من مستكشف كهوف متمرس، يعرف الكهف جيدا، حوالي ثماني ساعات للدخول من المدخل إلى القاعدة الرئيسية، حيث حوصر ديكي.
وأضاف: “قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 15 ساعة للوصول إلى هناك بالنسبة لشخص ليس على دراية بالكهف”، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ سيتعين عليها التعامل مع الظروف الرطبة ودرجات الحرارة المنخفضة التي قد تصل إلى 4 إلى 6 درجات مئوية.
وتعد عمليات الإنقاذ في الكهوف، التي يزيد عمقها عن 1000 متر، غير شائعة نسبيا.
وفي عام 2014، تم إجلاء رجل من كهف ريسندنج، الذي يبلغ عمقه 1148 مترا (3766 قدما)، في بافاريا بألمانيا. وشارك في العملية، التي استغرقت 11 يوما، نحو 728 شخصا.