كوريا الشمالية تكشف النقاب عن “غواصة هجوم نووي”
- Author, جان ماكنزي وكاثرين أرمسترونغ
- Role, بي بي سي نيوز – سول ولندن
شارك زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في احتفال بكشف النقاب عما تقول بيونغ يانغ إنه أول غواصة يمكن استخدامها في إطلاق صواريخ نووية.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن هذه الغواصة حققت “قفزات واسعة” على صعيد تعزيز قوى الردع النووي لكوريا الشمالية.
وسميت المركبة البحرية الجديدة “هيرو كيم كون أوك”، تيمنا باسم أحد أبرز ضباط البحرية الكورية الشمالية والشخصيات التاريخية في البلاد.
وكانت الغواصة المزودة بإمكانيات تسمح باستخدامها في إطلاق صواريخ نووية على قائمة الأسلحة التي تريد بيونغ يانغ تطويرها.
ونشرت وسائل إعلام مملوكة للدولة صورا للزعيم الكوري الشمالي وهو يقف في ساحة بناء السفن محاطا بعدد من ضباط البحرية وفي الخلفية غواصة سوداء عملاقة.
ونقل الإعلام الرسمي على لسان زعيم كوريا الشمالية قوله إن هذه الغواصة سوف تكون المركبة الرئيسية التي تستخدمها البلاد في أي “هجوم بحري”.
وأضاف كيم جونغ أون: “غواصة الهجوم النووي، التي كانت رمزا للعدوان على أمتنا على مدار العقود الماضية، أصبحت الآن ترمز إلى قوتنا الرادعة التي تقذف الرعب في نفوس أعدائنا معدومي الأخلاق”.
رغم ذلك، لا تزال هناك شكوك تحيط بمدى ما تتمتع به هذه الغواصة من فاعلية.
ويرجح محللون أن هذ الغواصة من طراز “روميو”، وتعود إلى الحقبة السوفيتية – وهي نفس الغواصة التي تفقدها كيم في عام 2019 – لكن تم تعديلها لحمل أسلحة نووية.
وقال جوزيف ديمبسي، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “كمنصة، قد تكون هناك قيود ونقاط ضعف أساسية أثناء تشغيلها”.
وعدد فان ديبين، خبير الأسلحة السابق لدى الحكومة الأمريكية، في تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء رويترز بعض نقاط الضعف التي قد تظهر في أداء الغواصة الكورية الشمالية المزودة بإمكانية إطلاق صواريخ نووية؛ أبرزها إحداث ضجيج عالي، ومحدودية السرعة، علاوة على محدودية مدى الصواريخ التي تستخدم في إطلاقها.
ورجح ديمبسي أن مؤخرة الغواصة ومراوحها قد تعرضت للتشويش في الصور المنشورة حتى لا يكتشف أنها سفينة قديمة.
وحتى الآن، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الغواصة جاهزة للعمل. ولم يثبت الكوريون الشماليون بعد أنهم قادرون على إطلاق صواريخ ذات قدرة نووية بنجاح. ولم تثبت بيونغ يانغ بعد ما إذا كانت هذه المركبة يمكنها أن تنفذ عمليات إطلاق ناجحة لصواريخ يمكنها حمل رؤوس نووية.
ويُرجح أن هذه المركبة مصممة في الأساس لحمل صواريخ كروز قصيرة المدى مجهزة للإطلاق من الغواصات، والتي يمكن استخدامها في ضرب أهداف إقليمية.
وأدانت كوريا الجنوبية الإعلان عن المركبة البحرية الجديدة، لكنها شككت في قدرات الغواصة ورجحت أن كوريا الشمالية بالغت في استعراض تلك القدرات.
كما أعربت اليابان عن قلقها إزاء إعلان بيونغ يانغ عن غواصتها الجديدة. وقال الوزير الأول الياباني هيروكازو ماتسونو إن النشاط العسكري لكوريا الشمالية “أصبح يشكل تهديدا أكبر وأقرب إلى التحقق لأمن بلادنا أكثر من أي وقت مضى”.
وتواصل كوريا الشمالية إجراء اختبارات لصواريخ باليستية وصواريخ كروز بصفة دورية هذا العام، بعد زيادة كبيرة في عدد الاختبارات التي أجريت العام الماضي.
ويأتي كشف النقاب عن هذه الغواصة قبل أيام من إحياء الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس كوريا الشمالية. وقالت وسائل إعلام رسمية إن وفدا صينيا سوف يحضر الاحتفالات بتأسيس الدولة.
كما يأتي الإعلان عن الغواصة ذات القدرات الجديدة بعد ظهور تقارير تشير إلى أن الزعيم الكوري الشمالي يخطط لزيارة روسيا هذا الشهر للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي التقارير التي أثارت مخاوف حيال إمكانية محاولة بيونغ يانغ الحصول على تكنولوجيا متقدمة لتطوير الأسلحة من موسكو.