الدوري السعودي: لماذا يشعر جوردان هندرسون بالأذى بعد انتقاله من ليفربول؟
قال لاعب خط الوسط الإنجليزي جوردان هندرسون، إنه “شعر بالأذى حقا” بسبب الانتقادات التي تعرض لها لانضمامه إلى نادي الاتفاق السعودي.
وكان هندرسون، الذي انتقل إلى النادي السعودي من ليفربول في يوليو/تموز الماضي، من الداعمين بشدة لمجتمع الميم.
وقد انتقد بعض نشطاء مجتمع الميم هذه الخطوة، نظرا لأن السعودية من البلدان التي تجرم المثلية الجنسية.
وقال هندرسون لصحيفة أثليتيك: “لم تكن نيتي (من الانتقال إلى الاتفاق) أبدا إيذاء أي شخص. كانت نيتي دائما مساعدة القضايا والمجتمعات”.
وأضاف، “أنا مهتم بالقضايا المختلفة التي شاركت فيها، وبالمجتمعات المختلفة…أنا مهتم بهم حقا. لكن حين ينتقدني الناس ويقولون إنني تخليت عنهم، فهذا يؤلمني حقا”.
“كل ما يمكنني قوله هو الاعتذار، أنا آسف لأنني جعلتهم يشعرون بهذه الطريقة. لكنني في الواقع لم أتغير كشخص.”
وكتب اللاعب البالغ من العمر 33 عاما، مقالا طويلا لبرنامج مباريات ليفربول في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعرب فيه عن دعمه لحملة قوس ستونوول، (التي تحي ذكرى انتفاضة حانة ستونوول في منهاتن بالولايات المتحدة ضد اضطهاد المثليين).
ومع انتقاله للسعودية، اجتمع هندرسون مجددا مع زميله السابق في فريق ليفربول ستيفن جيرارد، الذي تم تعيينه مديرا فنيا لفريق الاتفاق في يوليو/ تموز.
وقال هندرسون: “لقد بذلت قصارى جهدي لمساعدة مجتمع الميم لقد ارتديت أربطة قوس قزح. لقد ارتديت شارة قيادة فريق ليفربول بألوانهم أيضا. لقد تحدثت إلى أشخاص في هذا المجتمع لمحاولة استخدام وضعي واسمي لمساعدتهم. وهذا كل ما حاولت القيام به”.
واستطرد لاعب ليفربول السابق قائلا، لكن عندما أسمع أشياء مثل، لقد أدرت ظهرك لنا، “فهذا يؤلمني. أنا أهتم حقا. لدي عائلة وأصدقاء في مجتمع الميم”.
وحثت مجموعة كوب أوتس، الداعمة لمجتمع الميم في مدينة ليفربول هندرسون على “التمسك بكلماتك كحليف معروف وبطل مدافع عن حقوق مجتمع الميم وحقوق المرأة والكرامة الإنسانية الأساسية”، حتى بعد الانتقال إلى السعودية.
وكان هناك رد فعل من المجموعة على مقابلته الأخيرة من خلال منشور على منصة إكس (تويتر سابقا)، وقالت المجموعة: “يبدو هذا أشبه بمحاولة لإعادة بناء (علامته التجارية)، نأسف لأن ما فعله لم يكن جيدا بالشكل الكافي، والأفعال دائما أقوى من الكلمات”.
وقال هندرسون في اللقاء المنشور على إكس، إنه لا يستبعد ارتداء علامة قوس قزح في المملكة العربية السعودية، وأصر على أن هذه اللفتة تتماشى مع قيمه، لكنه لا يريد أن يظهر منه أي تصرف غير لائق.
وعندما تم الإعلان عن انتقاله إلى الاتفاق، نشر النادي مقطع فيديو للترحيب به على وسائل التواصل الاجتماعي يتضمن مونتاجا لمسيرة هندرسون المهنية، ولكن يبدو أنهم جعلوا شارة قوس قزح التي كان يرتديها تظهر باللون الرمادي في الفيديو.
وعلق هندرسون على هذا الموقف قائلا: “لم أكن أعرف أي شيء عن هذا الفيديو حتى تم الكشف عنه”. “من الصعب بالنسبة لي أن أعرف وأفهم كل شيء لأنه جزء من الدين (الإسلام)”.
وقال صراحة، “لذا، إذا ارتديت شارة قوس قزح، وإذا كان ذلك ينتهك دينهم، فهذا ليس صحيحا أيضا. يجب على الجميع احترام الدين والثقافة”.
وفي حديثه عما أقنعه بالانتقال إلى السعودية، قال هندرسون إنه انجذب إلى احتمال محاولة تطوير اللعبة التي يحبها في بلد آخر، وقال انتقاد دولة أخرى من بعيد لن يغير شيئا ولا يجب أن ندفن “رؤوسنا في الرمال”.
وأضاف هندرسون: “أعتقد أن الناس يعرفون أرائي وقيمي قبل مغادرتي (ليفربول) ومازالوا يعرفونها الآن. وأعتقد أن وجود شخص بهذه الأراء والقيم في السعودية هو أمر إيجابي”.
“لم أشعر بأنني مطلوب”
وكان هندرسون قد انضم إلى ليفربول في عام 2011، قادما من نادي سندرلاند الذي نشأ فيه، وشارك في 492 مباراة، وأصبح قائدا للفريق وفاز بسبعة ألقاب كبرى، بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
وأصبح مكانه في النادي مصدر جدل بعد فشله في تأمين دور أساسي منتظم في الفريق تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب، في موسم 2022-23.
ثم كان التعاقد مع دومينيك زوبوسزلاي وأليكسيس ماك أليستر، في وقت مبكر من فترة الانتقالات الصيفية الماضي، مؤشرا على أن مشاركة القائد هندرسون في المباريات ستكون محدودة هذا الموسم، ولم يعد يشعر بالأمان في مكانه بالنادي.
وقال هندرسون: “إذا كان أحد في ليفربول قال لي (الآن نريد منك البقاء)، ما كنا سنلتقي هنا”.
“الآن، هذا لا يعني أنهم أجبروني على ترك النادي أو أنهم كانوا يقولون إنهم يريدون رحيلي، لكن لم أشعر في أي وقت بأنني مطلوب للبقاء سواء من جانب النادي أو أي شخص آخر”.
“المال ليس الحافز”
وانضم هندرسون إلى بعض أكبر الأسماء في كرة القدم التي انتقلت بالفعل للعب في السعودية.
وكان كريستيانو رونالدو، الحائز على جائزة الكرة الذهبية خمس مرات، أول شخصية بارزة في عالم كرة القدم تنتقل إلى هناك وترك مانشستر يونايتد إلى النصر، في ديسمبر/كانون الأول 2022.
ويفتخر نادي الاتحاد السعودي بتشكيلة مليئة بالنجوم، حيث يضم مهاجم ريال مدريد السابق كريم بنزيمة، والفائز بكأس العالم مع فرنسا نجولو كانتي، وهناك آمال بالتعاقد مع نجم ليفربول محمد صلاح.
ويلعب روبرتو فيرمينو، الذي غادر ليفربول بعد انتهاء عقده، إلى جانب حارس المرمى السنغالي إدوارد ميندي، وجناح مانشستر سيتي السابق رياض محرز، في الأهلي السعودي.
في هذه الأثناء، يشارك الدولي البرازيلي نيمار ولاعب خط وسط ولفرهامبتون السابق روبن نيفيز، ومدافع تشيلسي السابق كاليدو كوليبالي، في صفوف الهلال، على الرغم من فشلهم في الحصول على خدمات مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي بعد تقديم عرض قياسي عالمي بقيمة 259 مليون جنيه إسترليني.
أشارت التقارير إلى أن هندرسون كان يتقاضى 700 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا، أربعة أضعاف ما كان يكسبه في ليفربول، لكنه نفى هذه الادعاءات.
وقال هندرسون: “يمكن للناس أن يصدقوني أو لا يصدقوا، ولكن في حياتي ومسيرتي المهنية، لم يكن المال حافزا أبدا. على الإطلاق”.
يظل طموح إنجلترا قائما
ومنذ انتقاله إلى نادي الاتفاق، شارك هندرسون أربع مرات، وفاز في ثلاث مباريات وتعادل في واحدة مع ناديه الجديد، لكن تركيزه تحول هذا الأسبوع إلى كرة القدم الدولية بعد اختياره ضمن تشكيلة منتخب إنجلترا بقيادة غاريث ساوثغيت، لمواجهتي أوكرانيا واسكتلندا.
ويواجه منتخب الأسود الثلاثة أوكرانيا في بولندا يوم السبت، في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2024، ثم يواجه اسكتلندا في مباراة ودية على ملعب هامدن بارك، في 12 سبتمبر/أيلول.
وشارك هندرسون في 77 مباراة مع منتخب إنجلترا، وشعر أن البقاء في ليفربول دون لعب بشكل منتظم ربما يؤثر على آماله في البقاء في خطط ساوثغيت، خاصة مع وضع البطولة الأوروبية في الصيف المقبل في الاعتبار.
وقال، “لقد تحدثت إلى المدير الفني، الذي كان جيدا جدا. لم يكن هناك الكثير الذي يجب معرفته، أدركت أنني لا أريد وضعه في موقف يقدم لي ضمانات أنني سوف ألعب في صفوف المنتخب. لم يكن بإمكانه هذا (إذا لم يكن هندرسون يلعب بانتظام)”.