مقتل العشرات في اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي العشائر في دير الزور
- Author, ديفيد غريتن
- Role, بي بي سي
أفادت أنباء بسقوط عشرات القتلى خلال أيام جراء اشتباكات بين ميليشيات يتزعمها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، ومقاتلي عشائر عربية في سوريا.
واندلعت المعارك بعد أن اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية زعيم ميليشيا عشائرية تدعمها عشائر عربية تنشط في محافظة دير الزور شرقي البلاد.
وامتدت الاضطرابات لاحقا شمالا وغربا إلى محافظتي الحسكة وحلب.
كما تلقت الأمم المتحدة تقارير غير مؤكدة بشأن مقتل 54 مدنيا جراء المعارك.
وتحدثت أنباء عن تدمير البنية التحتية الحيوية أو تضررها، من بينها نحو مستشفيين وثلاثة مرافق لمعالجة المياه.
وحثت الولايات المتحدة، التي لديها مئات الجنود في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، جميع الأطراف على وقف القتال فورا والتوصل إلى حل سلمي.
وكان التحالف العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة قد اعتمد بشكل كبير على قوات سوريا الديمقراطية وحلفائها لطرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة في شمالي وشرقي سوريا خلال الفترة بين عامي 2015 و2019.
وتسيطر الحكومة السورية على الأراضي المجاورة الواقعة غرب نهر الفرات، إلى جانب ميليشيات متحالفة معها تدعمها إيران. وتتهم الحكومة قوات سوريا الديمقراطية بـ “الانشقاق”، لكنها تفادت إلى حد كبير الصراع خلال الحرب الأهلية التي استمرت 12 عاما.
في ذات الوقت تسيطر فصائل معارضة تدعمها تركيا على مساحات من الأراضي المجاورة الواقعة على طول الحدود الشمالية لسوريا.
وكانت الاضطرابات قد اندلعت في 27 أغسطس/آب على إثر اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل، المعروف أيضا باسم أبو خولة، في إطار ما أعلنته قوات سوريا الديمقراطية بأنها عملية استهدفت خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وتجارة المخدرات.
ووجهت قوات سوريا الديمقراطية اتهامات له بالتواطؤ في جرائم متعددة، من بينها تهريب المخدرات وسوء إدارة الأمن والإخفاق في التصدي لخلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية واستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية.
وبحسب أنباء نصب رجال العشائر الغاضبون من اعتقال أبو خولة حواجز على الطرق وشنوا هجمات على مواقع ودوريات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في عدد من البلدات الواقعة على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات.
كما أرسلت قوات سوريا الديمقراطية، التي أنحت بلائمة حدوث الاضطرابات على “عناصر تابعة للنظام (السوري) وبعض المستفيدين” من أبو خولة، تعزيزات إلى المحافظة في مسعى لاستعادة السيطرة عليها.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم الاشتباكات أُبلغ عنها في البداية في البصيرة وذيبان والشحيل، واستمرت في الشحيل والحوايج خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، يوم الإثنين، لوكالة فرانس برس للأنباء إن ذيبان تعد آخر بلدة لا يزال يتمركز فيها مقاتلون موالون لأبو خولة، وإن قوات سوريا الديمقراطية تسعى إلى “تسوية” الوضع هناك.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة مراقبة مقرها المملكة المتحدة، يوم الثلاثاء بأن قوات سوريا الديمقراطية تواصل هجومها على ذيبان وأنها تحقق مكاسب على مشارف البلدة.
وقال المرصد إن نحو 90 شخصا قُتلوا في دير الزور، من بينهم تسعة مدنيين و57 مقاتلا عربيا و24 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية، بينما تحدثت تقارير أخرى عن تجاوز عدد القتلى مائة شخص.
كما تأثرت مناطق أخرى من البلاد بالاضطرابات.
وقُتل يوم الأحد 23 جنديا سوريا فضلا عن معارضين تدعمهم تركيا عندما حاول المعارضون التسلل إلى منطقة تل تمر في الحسكة، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما تحدث متطوعون من منظمة “الخوذ البيضاء” يوم الجمعة عن مقتل خمسة أطفال عندما أصابت قذيفة منزلا يقع في قرية المحسنلي التي تسيطر عليها المعارضة خلال اشتباكات مماثلة بالقرب من مدينة منبج في محافظة حلب.