هل تنجح وساطة بايدن في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية في المنطقة؟ – الفاينانشيال تايمز
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية بتقرير لصحيفة “الفاينانشيال تايمز” كتبه غيديون راتشمان بعنوان “مساعي بايدن الضائعة للتوصل إلى اتفاق سعودي إسرائيلي” والذي يستهل فيه الكاتب بالإشارة إلى أن رغبة التوسط في اتفاقيات السلام في الشرق الأوسط باتت راسخة في الدبلوماسية الأمريكية، والآن حان دور إدارة بايدن للانطلاق في هذا المسار.
ويقول الكاتب إن البيت الأبيض بصدد العمل على التوصل إلى “اتفاق كبير” في الشرق الأوسط من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
ويضيف الكاتب أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، تشير أنباء إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للسعودية، فضلا عن مساعدتها في برنامج نووي مدني، أما الإسهام الإسرائيلي في الاتفاق فيتمثل في عرض بعض التنازلات للفلسطينيين.
ويقول أنصار الخطوة إن اتفاق جو بايدن الكبير يبرز “مكاسب” تبدو مغرية، ومن شأنه أن يعزز السلام والرخاء والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما يدعم الولايات المتحدة في صراعها على النفوذ العالمي أمام الصين، فضلا عن كونه يعد إنجازا دبلوماسيا يتفاخر به بايدن في الوقت المناسب قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024.
بيد أن الكاتب يرى أن واقع الاتفاق أقل جاذبية بكثير من ذلك، وقد ينتهي الأمر بالولايات المتحدة إلى الوعد بالدفاع عن حكم استبدادي غريب الأطوار في السعودية، ودعمها لحكومة إسرائيلية تتآكل ديمقراطيتها بسرعة.
ويضيف الكاتب أنه في الوقت عينه قد لا تتحقق المكاسب المنشودة، المتمثلة في مواجهة الصين وإحراز تقدم على الجبهة الفلسطينية، لذا يوصف الاتفاق بأنه مجرد وهم كبير.
يأتي ذلك في وقت اتسمت فيه العلاقات السعودية الأمريكية بالتوتر في ظل إدارة بايدن، بعد أن أعرب الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن غضبه من نشر تقرير من جانب الحكومة الأمريكية اتهمه بالتورط المباشر في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الأمر الذي دفع إلى وصف الاستقبال الرسمي للرئيس الصيني، شي جين بينغ، عندما زار السعودية، بأنه أكثر دفئا بشكل ملحوظ من الاستقبال الذي حظي به بايدن.
وكانت الصين، وليس الولايات المتحدة، هي التي ساعدت في التوسط في إبرام سلام بين إيران والسعودية في مارس/آذار الماضي، كما أعلن السعوديون مؤخرا أنهم سينضمون إلى مجموعة بريكس، وهو ما يبدو على نحو متزايد وكأنه رد بكين على مجموعة السبع.
ويقول الكاتب إن كل هذه الخطوات هيأت حالة من عدم الارتياح لدى واشنطن، وهو بلا شك جزء من المعادلة، كما أرادت إدارة بايدن الانفصال عن الشرق الأوسط والتركيز على صعود الصين، بيد أن مغازلة الرياض وبكين ساعدت في إقناع البيت الأبيض بأن إعادة الانخراط في الشرق الأوسط خطوة ضرورية، وجزء من المنافسة العالمية على النفوذ أمام الصين.
وعلى الرغم من عوامل الجذب التي تبدوا من وراء الاتفاق الأمريكي السعودي الإسرائيلي ، فإن هناك مخاطر أيضا.
ويشير الكاتب إلى أنه على النقيض من الدول الأخرى التي تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عنها، مثل اليابان أو ألمانيا، فإن السعودية لا تمثل دولة ديمقراطية على الإطلاق، ولا يزال سجلها في حقوق الإنسان سيئا، فضلا عن إصدار منظمة هيومن رايتس ووتش مؤخرا تقريرا اتهمت فيه السعودية بقتل مئات اللاجئين الإثيوبيين بالرصاص.
وحتى الحلفاء المقربون لبايدن في واشنطن لا يشعرون بارتياح، مثل السيناتور، كريس ميرفي، الذي أوضح مؤخرا أن لديه أسئلة كبيرة بشأن “ضمان حماية دولة كبيرة في الشرق الأوسط تميل إلى شن معارك مع جيرانها في كثير من الأحيان”.
كما يطرح الجانب الإسرائيلي من الاتفاق إشكالية أيضا، لاسيما وأن الحكومة الحالية، بزعامة بنيامين نتنياهو، تواجه انتقادات على نطاق واسع بتقويض الديمقراطية الإسرائيلية، كما يضم ائتلاف نتنياهو “أحزاب عنصرية صعبة”، وتعمل هذه الأطراف على تسريع وتيرة التوسع في المستوطنات الإسرائيلية، على حساب الفلسطينيين، في حين يتصاعد العنف في الأراضي المحتلة.
ويشير الكاتب إلى أن محاكمة نتنياهو بتهم فساد تدق ناقوس إنذار في البيت الأبيض في عهد بايدن، بيد أن الشيء الوحيد الذي قد ينقذ موقفه السياسي الداخلي كرئيس وزراء لإسرائيل هو النهوض بدور رجل الدولة الذي في عهده تزعم اتفاق سلام تاريخي مع السعودية.
ويرى مؤيدو الاتفاق أنه سيتعين على إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى إحياء حل الدولتين، في حين يجبر نتنياهو على الدخول في ائتلاف يضم عددا من الأحزاب الأكثر اعتدالا.
بيد أن هناك العديد من الطرق، وفقا للكاتب، التي يمكن لنتنياهو من خلالها المراوغة وتفادي تقديم أي تنازلات نظرية للفلسطينيين، فضلا عن الشكوك في أن يكون لدى السعوديين أو الأمريكيين الوسائل أو الإرادة لفرض تقدم حقيقي نحو حل الدولتين.
هل يجب تحلي أوكرانيا بالدهاء لاختراق دفاعات روسيا؟
ننتقل إلى صحيفة “الإندبيندنت” ومقال كتبه أسكولد كروشيلنسكي بعنوان “يتعين على أوكرانيا التحلي بالدهاء والصبر في سعيها لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية”.
يصف الكاتب إحراز قوات كييف أي تقدم أمام قوات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الجبهة الأمامية الأوكرانية بأنه موضع ترحيب من جانب الحلفاء الغربيين، لا سيما بعد أن تحدث البعض في الجيش الأوكراني عن اختراق وحدات لجزء من الخط الدفاعي الأول لروسيا في منطقة زابوريجيا الجنوبية، كجزء من الهدف طويل المدى المتمثل في الوصول إلى بحر آزوف لقطع الجسر البري من روسيا إلى جنوب شرق أوكرانيا.
ويقول الكاتب إن ثمة أسباب وراء توخي الحكومة الأوكرانية الحذر بشأن الادعاء بتحقيق أي نجاحات كبيرة منذ بداية هجومها المضاد في يونيو/حزيران، إذ حذر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق من أن الهجوم ليس فيلما من أفلام هوليوود المثيرة، لكنه قال إن ذلك سيتضمن عملية بطيئة ومستمرة مع سقوط العديد من الضحايا في صفوف قواته.
وعلى الرغم من أن المكاسب تحتل أهمية، إلا أن كييف تقول إن الانسحاب الروسي من روبوتاين والهجمات الأوكرانية على تحصينات الكرملين حول فيربوف إلى الشرق فتحت طريقا محتملا نحو ساحل آزوف.
ولا يزال أمام القوات الأوكرانية، بعد اختراق خط الدفاع الأول، دفاعان آخران يتعين عليها التغلب عليهما. وكانت هناك اقتراحات بأن الخطين الدفاعيين الثاني والثالث دفاعاتهما أضعف ويضمان قوات ضعيفة الكفاءة، لكن لا أحد يستطيع التأكد من ذلك.
ويعتقد بعض المحللين الغربيين أن قوات موسكو منتشرة بشكل ضعيف على طول الجبهة التي يبلغ طولها 600 ميل، وتعاني من انخفاض الروح المعنوية، وأن التغلب على الخطين الدفاعيين الثاني والثالث سيكون أسهل، بيد أن الأمر الوحيد الواضح للغاية منذ أشهر هو أن أوكرانيا وروسيا لن يجدا تحقيق التقدم في هذه المهمة بالأمر البسيط.
ويقول الكاتب إن موسكو كان لديها المتسع من الوقت للاستعداد لشن الهجوم، في حين توسلت كييف، لعدة أشهر، وانتظرت حلفائها لتحصل على الأسلحة الغربية القوية الحديثة، والتي تضم دبابات ومركبات مدرعة ومدفعية وأنظمة صواريخ دقيقة لضرب أهداف بعيدة عن الخطوط الروسية.
كما دأبت أوكرانيا على الشكوى من أنها حصلت على الأسلحة الحديثة التي تحتاجها، وأنها لو كانت حصلت عليها قبل ذلك، لكان في استطاعة قوات كييف تحقيق مكاسب هائلة أمام قوات الاحتلال الروسية في منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.
وتضيف أوكرانيا أنها لم تستخدم حتى الآن في المعارك الدائرة عددا كبيرا من الأسلحة الحديثة التي حصلت عليها من أصدقائها أو الآلاف من المجندين المدربين حديثا، والعديد منهم تعلموا التكتيكات فضلا عن تشغيل معداتهم الجديدة في الدول الحليفة، بما في ذلك بريطانيا. ولكن مع اقتراب فصل الشتاء بسرعة، تبدو المكاسب السريعة بعيدة المنال. لكن كييف ستقاتل من أجل تحرير آخر شبر.
ويقول الكاتب إن كييف أثبتت بالفعل قدرتها على ضرب البديل الروسي الرئيسي للإمدادات إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وهو جسر كيرتش، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ جوية وبحرية، فضلا عن قدرتها على ضرب الطرق خارج شبه الجزيرة المؤدية إلى قوات الكرملين شرق نهر دنيبرو.
وتتبادل أوكرانيا وروسيا شن هجمات بطائرات مسيّرة، مع سعي كييف بشكل متزايد إلى شن ضربات داخل روسيا، حتى لو لم تعلن مسؤوليتها بشكل مباشر عن مثل هذه الهجمات. كما قصفت روسيا، يوم الإثنين، ميناء أوكرانيا على الجانب الآخر من نهر الدانوب، وزعمت كييف أن طائرات مسيّرة انفجرت على أراضي رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، ونفت بوخارست ذلك.
ورغم أن أكبر الانجازات التي شهدتها أوكرانيا في الأيام الأخيرة كانت في المنطقة الجنوبية حول قرية روبوتاين في منطقة زابوريجيا، فإن القتال العنيف لا يزال مستمرا في أماكن أخرى، من بينها مدينة باخموت الشرقية، موقع بعض أعنف المعارك في الحرب، وإلى الشمال، حول مدن ليمان وسيفيرسك وكوبيانسك.
اتهام الصين بإرسال “جواسيس في هيئة سياح” لاستطلاع مواقع عسكرية أمريكية
ننتقل إلى صحيفة “التايمز” ومقال كتبه ريتشارد سبنسر بعنوان “جواسيس صينية في مواقع أمريكية حساسة تنكروا في هيئة سياح”، ويستهل الكاتب مقاله باتهام الصين بإرسال جواسيس متنكرين في هيئة سياح في مسعى لدخول منشآت عسكرية سرّية في الولايات المتحدة، في ظل تعثر الجهود المبذولة لتحسين العلاقة بين البلدين.
ويقول الكاتب إن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أحبط آمال كل من كان ينتظر لقائه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وذلك بعد أن أعلن عدم حضوره قمة مجموعة العشرين التي تنعقد الأسبوع الجاري في الهند.
كما ألمحت وزارة أمن الدولة الصينية اليوم إلى أنه لن يسافر إلى الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لحضور اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ “آبيك” في سان فرانسيسكو، والذي كان من المتوقع أن يلتقي خلاله الزعيمان.
يأتي ذلك في وقت اتهمت فيه وسائل إعلام أمريكية الصين بالتجسس بعد مراجعة وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات أخرى سلسلة من الحوادث التي تورط فيها مواطنون صينيون في منشآت عسكرية.
وأظهرت المراجعات براءة البعض وأنهم سائحون كانوا يتتبعون خرائط على غوغل للوصول إلى أقرب مطعم برجر كنغ، دون أن يعلموا أنهم في قاعدة عسكرية، بيد أن البعض الآخر أثاروا الشكوك.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن بعض الغواصين قبالة سواحل كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا كانوا يسبحون حتى منصة إطلاق صواريخ، على الرغم من أن المياه القريبة لا تحتوي إلا على القليل من عوامل الجذب السياحي. وتستخدم قاعدة كيب كانافيرال في إطلاق أقمار صناعية لأغراض التجسس والمهام العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى رحلات القمر.
كما سعى سياح صينيون في نيو مكسيكو مرارا إلى عبور مدى الصواريخ، بعد أن انحرفوا عن جولاتهم في متنزه وايت ساندز الوطني القريب، كما سعت مجموعة أخرى من السياح الصينيين تجاوز الحراسة في محطة ألاسكا التابعة لقسم الحرب القطبية التابع للجيش، بدعوى أن لديهم حجز فندقي في الموقع.
وأشار تقرير إلى أن السلطات الصينية كانت تجند مواطنين لأغراض أمنية، مدركة أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو توجيه اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير أو مخالفات أمنية بسيطة.
كما ردت السلطات الصينية بغضب على هذه الاتهامات وتسريبها لوسائل الإعلام، ووصفتها بأنها “افتراءات سيئة النية”.
وقالت السفارة الصينية في واشنطن: “نحث المسؤولين الأمريكيين المعنيين على التخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف الاتهامات التي لا أساس لها، والاهتمام بالأشياء التي تساعد على تعزيز الثقة المتبادلة”.
ويبدو أن المساعي التي بذلها الجانبان العام الجاري لتخفيف حدة العلاقات العدائية المتزايدة بينهما قد باءت بالفشل. وكانت جينا ريموندو، وزيرة التجارة الأمريكية، واحدة من أربعة مسؤولين بارزين من دول الناتو، بما في ذلك وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، الذين زاروا بكين الأسبوع الماضي لتوجيه رسالة مفادها أن الغرب لا “ينفصل” عن الصين.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على الصين بشأن تزويد التكنولوجيا المتطورة، بما في ذلك رقائق الكمبيوتر، بيد أن المحادثات بين ريموندو ونظرائها الصينيين يبدو أنها لم تتحل بالسلاسة، وعلى الرغم من وصف ريموندو لها بأنها كانت “بنّاءة”، قال وانغ وين بين، المتحدث باسم الحكومة الصينية: “ما تفعله الولايات المتحدة ليس منافسة، بل فرض عقلية الحرب الباردة التي محصلتها صفر”.
وأعقب ذلك اليوم التأكيد على حضور لي تشيانغ، رئيس الوزراء، قمة مجموعة العشرين، بدلا من الرئيس الصيني، وأعرب بايدن عن أسفه لذلك، بيد أنه قال إنه سيظل “في استطاعته رؤيته” في مرحلة ما، في إشارة على ما يبدو إلى اجتماع سان فرانسيسكو المقبل.
وكان آخر لقاء جمع بايدن وشي خلال قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا العام الماضي، وستكون قمة هذا الأسبوع الأولى بعد فيروس كورونا والتي يرفض رئيس صيني حضورها منذ بدء الاجتماع السنوي في عام 2008.
كما أن رفض حضور قمة “آبيك” في الولايات المتحدة نفسها من شأنه أن يجعل طبيعة التجاهل واضحة، وهو ما أبرزه بيان وزارة أمن الدولة: “لتحقيق (خطوة) حقا من بالي إلى سان فرانسيسكو، تحتاج الولايات المتحدة إلى إظهار صدق حقيقي”.