محمد بن سلمان: ماذا تريد بريطانيا من زيارته إلى لندن – ديلي ميل
اهتمت صحيفة ديلي ميل البريطانية بالزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى بريطانيا والترحيب التوقع أن يلقاه من ملك بريطانيا تشارلز، وهي الزيارة الأولى منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2018.
وقال الكاتب إفرايم هاردكاسل، في مقاله بالصحيفة إن الروابط بين العائلة المالكة البريطانية والسعودية قوية، وكان تشارلز زائرا منتظما للرياض، حتى أنه أتقن رقصة السيف السعودية، العارضة، والتي كان يؤديها ذات مرة بالزي التقليدي، لذلك من المتوقع أن يحظى بن سلمان بحفاوة استقبال من الملك تشارلز وغيره من كبار أفراد العائلة المالكة البريطانية خلال زيارته إلى لندن، رغم حادثة مقتل خاشقجي.
وبحسب مصادر بريطانية فإن ولي العهد السعودي تلقى دعوة لزيارة بريطانيا هذا الخريف، للمساعدة في تعزيز اتفاق تجاري كبير مع الخليج.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن زيارة الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا رسميا، فقد أفادت التقارير أن الاجتماع مع الملك تشارلز الثالث سيكون على رأس جدول الأعمال.
كما سيجري ولي العهد أيضا مناقشات رفيعة المستوى مع رئيس الوزراء ريشي سوناك، حول اتفاقية التجارة الحرة المقترحة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي.
وقالت مصادر حكومية إنه تم توجيه دعوة لبن سلمان بالفعل، لكن 10 داونينغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية، لم يتمكن من التأكيد رسميا على أنه تم تأكيد “موعد الدعوة أو الزيارة”.
وبعد اللقاءات البروتوكولية من المتوقع أن يتبع محمد بن سلمان نمط زيارته الأخيرة الترفيهي.
بعد أن أصبح بن سلمان وليا للعهد في عام 2017، استضافه تشارلز، الذي كان ولي عهد بريطانيا وقتها ونجله وليام، في حفل عشاء له في كلارنس هاوس. وفي اليوم التالي تناول الغداء مع الملكة وقام أندرو بزيارة السفارة السعودية. وعدم معاملة بن سلمان الآن بنفس الحفاوة في لندن سوف تعتبره السعودية بمثابة ازدراء.
وقالت الصحيفة إنه من المفهوم أن الحكومة البريطانية تريد استعادة علاقات سياسية ودبلوماسية أقوى مع السعودية بعد الجدل الدائر حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018.
وقد تم بالفعل استقبال الأمير السعودي في فرنسا.
وبعد وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، أجرى رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، محادثات مع الأمير محمد في الرياض مع ارتفاع أسعار النفط.
وبينما تمت دعوة ولي العهد لحضور جنازة الملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، إلا أنه لم يذهب وحضر عضو آخر من العائلة المالكة السعودية الجنازة بدلا منه.
حظيت دعوة الخريف بتغطية واسعة في وسائل الإعلام البريطانية، واعتبرها بعض الصحف أنها ذات أهمية كبيرة، وتأخرت عن موعدها، وتهدف إلى تعزيز الروابط الدفاعية الوثيقة، ومن المرجح أن تعزز الصادرات البريطانية إلى هذه السوق الواسعة.
وزادت السعودية روابطها مع بريطانيا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد شراء صندوق الاستثمارات العامة التابع لها لنادي نيوكاسل يونايتد في عام 2021.
يجب على الغرب القلق
حذرت صحيفة التليغراف في افتتاحيتها من التوترات الأخيرة في قارة أفريقيا والانقلابات العسكرية الأخيرة في عدة دول مما يؤدي إلى عدم استقرار القارة، وهو الأمر الذي يجب أن يثير قلق الغرب.
وقالت الصحيفة إن سلسلة الانقلابات في أفريقيا ليست مجرد اضطرابات سياسية معتادة في البلدان المعرضة للفوضى، بل سوف تؤدي إلى عواقب وخيمة.
وأصبحت الغابون أحدث دولة أفريقية تقع ضحية للانقلاب، بعد أن أطاح ضباط عسكريون بالرئيس بونغو أونديمبا، وسبق هذا في الشهر الماضي، انقلابا للجيش في النيجر ضد الرئيس، في حين حدثت عمليات انقلاب مماثلة في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد.
وأشار المقال إلى أن القوى الغربية تشعر بالتوتر، خاصة أن أعداءها نجحوا في استغلال حالة عدم الاستقرار المتزايدة في أجزاء من أفريقيا. وفي بعض البلدان، قامت روسيا ومجموعة فاغنر التابعة لها بملء الفراغ الذي خلفته القوى الاستعمارية السابقة مثل فرنسا. وحصلت روسيا على صفقات مربحة من الموارد الطبيعية مقابل مساعدة الأنظمة الجديدة في الحفاظ على سيطرتها على البلدان الأفريقية، لكن تظهر في الخلفية معركة أعظم لتعزيز النفوذ على مساحات واسعة من العالم بين الأنظمة الديمقراطية والأنظمة الاستبدادية، وهي معركة ربما يخسرها العالم الحر.
وأكدت الصحيفة على أنه لا يمكن تجاهل هذه الأحداث باعتبارها مجرد اضطرابات سياسية معتادة في البلدان المعرضة للفوضى. فماذا يحدث ربما يكون جزئيا أحد العواقب المتتالية لعمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا في الغرب، والتي عطلت سلاسل التوريد العالمية ودفعت ملايين الأفارقة، حسب بعض التقديرات، إلى الفقر.
وفي النهاية حذرت الصحيفة من أنه على المدى الطويل، قد يرتد عدم الاستقرار في أفريقيا إلى الغرب، فهناك أجزاء من القارة السمراء مهددة بأن تصبح ملاذات للإرهابيين. علاوة على ذلك، إذا لم تتمكن الحكومات من خلق الظروف اللازمة لتحقيق الرخاء الذي يتوقعه سكانها، فقد تكون أزمة الهجرة الحالية مجرد مقدمة للأحداث المقبلة.
القليل من الروس يريدون الحرب
قال الكاتب أناتول إيفين، في مقال الغارديان إن قِلة من الروس كانوا يريدون الحرب في أوكرانيا، لكنهم لن يقبلوا بهزيمة روسيا أيضا.
وأضاف أن الكثيرين يخشون من أنه في حالة فوز أوكرانيا، سيتم الإطاحة بفلاديمير بوتين، مما سيطلق العنان للفوضى ويؤذن بعصر جديد مرعب.
لكنه شدد على أنه من المحتمل جدا “أننا لن نعرف أبدا على وجه التحديد كيف أو لماذا قُتل يفغيني بريغوزين، زعيم مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر”.
وقال إنه من المحتمل جدا أيضا أنه تم اغتياله، على الأرجح بأمر من فلاديمير بوتين، ولكن ربما بأمر من أعدائه في وزارة الدفاع الروسية، الذين ربما كانوا يحلمون بهذه اللحظة لفترة طويلة واعتقدوا أنهم يستطيعون عمل هذا، وقتله مع الإفلات من العقاب.
ركزت معظم التعليقات الغربية حول عملية الاغتيال على خوف بوتين مما سيسببه موت بريغوزين على النخب الروسية، أو على كشف مدى هشاشة النظام الروسي.
وهذا ليس خطأ تماما، ولكنه يتجاهل العديد من المخاوف القديمة المنتشرة على نطاق واسع داخل المؤسسة الروسية ــ بل وبين الشعب الروسي عموما ــ والتي قد تؤثر على الكيفية التي ستسير بها الأحداث: الخوف من الهزيمة، والفوضى، والخوف من الروس بعضهم البعض. وما أثار قلق أغلب أفراد النخبة حقا هو فشل بوتن في التحرك في وقت مبكر لإنهاء الخلاف العام بين بريغوزين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وأن التمرد المسلح الذي قام به بريغجوزين هدد بحدوث انقسام داخلي كارثي في روسيا، مما قد يؤدى إلى الهزيمة في أوكرانيا.
إن نتيجة الحرب أمر محوري في تفكير الجميع. إذا حكمنا من خلال الإخفاقات الأخيرة للعمليات الهجومية الأوكرانية، كما أن استمرار تماسك النظام الروسي والدولة، سيمنح الجيش الروسي فرصة جيدة للدفاع عن خطوطه الحالية.
من المحادثات التي أجريتها، يبدو أن أغلبية النخبة والروس العاديين سيقبلون وقف إطلاق النار على طول خطوط المعركة الحالية ولن يرفضوا أي اقتراح من بوتين أو حتى موافقته على اقتراح أخرين بوقف إطلاق النار واعتباره أنه انتصار روسي كاف.
وقال الكاتب إن العناصر القومية المتشددة في المؤسسة والجيش لن تكون سعيدة للغاية، لكن أملهم في النصر التام في أوكرانيا أصبح ضعيفا بعد سقوط بريغوزين والخطوات المصاحبة التي اتخذها بوتين للحد من نفوذه، بما في ذلك إقالة جنرالين واعتقال الزعيم القومي المتطرف والقائد السابق لميليشيا دونباس إيغور جيركين. ومع ذلك، فمن الواضح أن بوتين لا يزال خائفا من نفوذهم وإعجابهم المستمر ببريغوزين، وهذا بلا شك هو السبب وراء إقامة جنازة صغيرة له.
البرنامج المفضل للقوميين المتشددين، وهو النصر الكامل في أوكرانيا والذي يستلزم التعبئة الكاملة للسكان والاقتصاد على غرار عام 1942، لن يحظى بشعبية كبيرة بين معظم السكان وسيشكل تهديدا مميتا لممتلكات الدولة.