أخبار العالم

أطروحة تغوص في تاريخ موريطانيا الطنجية


تتدارك أطروحة دكتوراه “النقص الحاصل على مستوى الدراسات التي همت إقليم موريطانيا الطنجية خلال العهد الإمبراطوري”، وتهتم بوضعية مدنها القانونية، وقوانينها ونظمها البلدية، وعلى مستوى حياتها البلدية، وعلاقة هذه العناصر بسياسة الرَّوْمَنَة.

أطروحة “الوضعية القانونية لمدن موريطانيا الطنجية وعلاقتها بالحياة البلدية”، ناقشها الباحث هشام إبورك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وهي دراسة تهتم بتاريخ المغرب القديم، وخاصة “تاريخ المؤسسات البلدية بشمال إفريقيا عموما وبإقليم موريطانيا الطنجية بشكل خاص”، في فترة تبعية هذا الإقليم إلى “حكم الإمبراطورية الرومانية بحقبتيها العليا والسفلى”.

وموريطانيا الطنجية إقليمٌ كان قائما في عهد تبعية المغرب وشمال إفريقيا إلى روما، يحدُّ مجالَه البحر الأبيض المتوسط شمالا، والمحيط الأطلسي غربا، ونهر ملوية شرقا، ومدينة سلا جنوبا، خلال القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد.

وتتضمن الأطروحة دراسة للهياكل السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية لمدن موريطانيا الطنجية، تداركا للنقص الذي رصده الدارس في تناول الباحثين “لموضوع الوضعية القانونية لمدن موريطانيا الطنجية خلال العهد الإمبراطوري وتطورها عبر مراحل، إذا ما قورنت بأقاليم مجاورة مثل إقليمي أفريقيا البروقنصلية وموريطانيا القيصرية، اللّذين نالا نصيبا وافرا من لدن الباحثين الغربيين والمغاربيين على حد سواء”.

وتقدم هذه الأطروحة قراءة جديدة لمجموعة من الوضعيات القانونية لمدن موريطانيا الطنجية، اعتمادا على النصوص اللاتينية، والاكتشافات الأثرية، والوثائق الإبيغرافية، وما توفره المسكوكات من معطيات.

وتوقفت الدراسة عند “الحياة البلدية” لمدن موريطانيا الطنجية خلال القرون الثلاثة الأولى للميلاد، وكل ما تحمله هذه الحياة من قوانين محلية ونظام بلدي ومؤسسات ومناصب سياسية وإدارية ودينية واقتصادية واجتماعية، كما يهتم العمل البحثي بالنخب والعائلات المحلية التي اضطلعت بدور طلائعي في هذه المدن، وساهمت في إدارة دواليب الحكم بها.

كما اهتمت الأطروحة بسياسة الرَّومنة التي “أرست روما قواعدها بمدن موريطانيا الطنجية، وحرصت على بلوغها انطلاقا من آليّتَي الرومنة القانونية التدريجية والمعقدة، ورومنة الحياة اليومية للساكنة المحلية من خلال تنميط نموذج المدينة الرومانية بكل مقوماتها ومميزاتها وتمظهراتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى