أخبار العالم

مع نهاية العطلة الصيفية .. نصائح تهيئ الأطفال نفسيا للدخول المدرسي



على بعد أيام من نهاية العطلة الصيفية السنوية وانطلاق الموسم الدراسي الجديد، واستعداد الآباء له في كل ما يتعلق بالشق الدراسي، من التسجيل في المدارس إلى توفير الأدوات والمستلزمات المدرسية، يتجدد النقاش حول طرق ووسائل الاستعداد النفسي للأطفال بعد أزيد من شهرين من اتباعهم روتينا معينا، واكتسابهم عادات جديدة تكون في غالب الأحيان سلبية، مثل السهر لساعات متأخرة من الليل، وتناول وجبات غير صحية، وقضاء فترات طويلة أمام الشاشات.

ومع حلول الدخول المدرسي يجد الأطفال أنفسهم في نقطة تحول وانتقال من نمط اعتادوا عليه لفترة إلى روتين صارم يحكمه برنامج دراسي وضوابط قد لا يستوعبونها، ما يجعل البعض منهم يعيشون حالة من التذمر والحزن لعدم قدرتهم على تقبل نهاية فترة الراحة والترفيه، والعودة للمقاعد والدروس والامتحانات.

وينصح “الكوتش” والمستشار النفسي والتربوي كمال هلوان الوالدين وأولياء الأمور بمواكبة فلذات أكبادهم ومساندتهم نفسيا على الأقل أسبوعا أو أسبوعين قبل الدخول المدرسي، نظرا لما يكتسبه الجانب النفسي من أهمية كبيرة، إذ له انعكاسات إيجابية كثيرة على المسار التعليمي للطفل أو التلميذ.

ودعا المتحدث ذاته جميع الآباء والأمهات وأولياء الأمور إلى التعاون والتواصل مع مختلف الأطر التربوية داخل المدرسة، وبشكل مستمر، لتفقد أحوال ومسار الطفل التعليمي وتجاوز كل الصعوبات التي قد تُصادفه في طريقه.

وفي هذا الإطار يقرب المستشار النفسي كمال هلوان قراء هسبريس أكثر من مجمل الخطوات العملية التي أوصى بها علماء النفس والتربية في موضوع الاستعداد النفسي القبلي للأطفال قبل الدخول المدرسي:

ترغيب الطفل في المدرسة

يعد الحوار مع الطفل من أهم الوسائل التي تؤثر عليه بشكل فعال وإيجابي، لذا على أولياء الأمور التحدث عن المدرسة والمدرسين بشكلٍ لائق وجميل وبأسلوب مشوق وممتع، وتذكير الطفل بالأنشطة الترفيهية التي تقام فيها، من قبيل الرحلات والحفلات المدرسية؛ كما أنها فرصة للتعرف على أصدقاء جدد ومدرسين لطفاء. وعلى الآباء والأمهات تفادي الحديث بسلبية عن المدرسة، خصوصا أن أغلبهم عندما يقترب موعد الدخول المدرسي يصابون بالهلع من متطلّباته، فتنتقل هذه الطاقة السلبيّة بطريقة غير مباشرة للأبناء، فتتشكل لديهم صورة ذهنيّة سلبيّة عن المدرسة.

تحديد الهدف من الدراسة

تذكير الطفل بأهدافه وأحلامه التي يرغب في تحقيقها عن طريق طرح السؤال عليه بخصوص المهنة التي يريد أن يزاولها في المستقبل، فهذا التمرين بمثابة تحفيز نفسي له من أجل العمل بجد ونشاط.

تنظيم الوقت

تعاني العديد من الأسر من عدم ضبط ساعات النوم والاستيقاظ خلال العطلة الصيفية، لذلك تجب إعادة ضبط الساعة البيولوجية للأطفال عن طريق النوم المبكر والاستيقاظ المبكر، وذلك بشكل تدريجي، على الأقل قبل أسبوع من انطلاق الموسم الدراسي، تفاديا لأي ضغط نفسي بسبب قلة النوم، ولتعزيز القدرات العقلية للتلميذ وتقوية درجة التركيز والفهم لديه.

تنظيم مواعيد الأكل وتناول الطعام الصحي لمنافعه العديدة، حيث ينمي القدرات العقلية ويُقوّي الجهاز المناعي، فيكون الطفل في صحة جسدية ونفسية جيدة طيلة السنة.

تنظيم وقت اللعب بتخصيص برنامج ووقت زمني محدد مسبقا باتفاق مع الطفل، يشمل أيضا مواعيد المراجعة، والتنزه والترفيه عن النفس، ما يحفزه نفسيا على الدراسة؛ مع الحرص على التقليل من الوقت المخصص لمشاهدة التلفاز، الهاتف والشاشات الإلكترونية، بشكل تدريجي، لما لها من انعكاسات خطيرة على صحة ونفسية الطفل.

ممارسة الرياضة

تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة إلى جانب المراجعة له تأثير عظيم على تطوره الدراسي، فالرياضة تزيد من نسبة الأكسجين في الدم، وتحسن من معدل التركيز عند الأطفال، وترفع من تحصيلهم الدراسي وثقتهم في أنفسهم داخل وخارج المدرسة، كما تقلل من حدة التوتر لديهم. العقل السليم في الجسم السليم.

الذهاب معا لشراء الأدوات المدرسية

ذهاب الطفل لاختيار وشراء الأدوات المدرسية الجديدة بصحبة والديه يؤهله نفسيًا للدخول المدرسي، ويشعره بالبهجة والحماس والرغبة في انطلاق الموسم الدراسي في أقرب وقت من أجل استخدام هذه الأدوات الجديدة.

الاطلاع على المقررات الجديدة

من أجل الاستئناس بها ومعرفة طبيعة المنهاج والاستعداد له. وأيضا ينصح بمراجعة بعض الكتب والدروس السابقة لاسترجاع المعلومات بسرعة. كما ينصح بقراءة القصص لتنشيط الدماغ والذاكرة.

تخصيص وتجهيز مكان للمراجعة في البيت

تهيئة المكان المخصص للمراجعة، مع إشراك الطفل في تنظيمه وتزيينه بألوان ورسومات جميلة. ويجب أن يتمتّع المكان بعدة مواصفات، كالهدوء، والتهوية الجيدة، والإضاءة المناسبة، والأثاث المريح، لأن ذلك سيزيد من قدرة الطفل على التركيز في الحفظ والمراجعة بسهولة.

إدماج الطفل مع الآخرين

مرحلة الاندماج تساعد الأبناء على الاستعداد نفسيًّا للدخول المدرسي، وتتمثّل في تعويد الطفل وتدريبه على الاندماج بسهولة مع الآخرين، بتشجيعه على المشاركة في الحوار الأسري والاستماع لرأيه وإن كان خاطئا، ومنحه الفرصة للعب مع إخوانه وأقاربه وأصدقائه، ودعوته لمجالسة الكبار. كما تعدُّ مصاحبة الطفل إلى المدرسة مسألة مهمّة جدًّا، خُصوصا عند دخوله في اليوم الأوّل، بحيث يشعر بالأمان والثقة بالنفس، ما يزيد من توطيد علاقته بالمدرسة.

وبالنسبة للأطفال الذين سيلتحقون بمقاعد الدراسة لأول مرة فَهُم بحاجة إلى إعداد نفسي خاص، وإلى عناية أكبر من طرف أولياء الأمور، فالطفل خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة دائما ما يكون لديه خوف من الفراق والابتعاد عن الأهل، مصحوب بنوبة ذعر وبكاء؛ لذا يجب على الآباء الابتعاد عن الخطاب الترهيبي الذي يجعل الطفل يعتقد أن المدرسة ستكون بمثابة عقوبة بالنسبة له، ومرافقته في جولة استكشافية داخل أروقتها قبل الدخول المدرسي، ومُلازمته داخل الفصل في اليوم الأول من انطلاق الدراسة حتى يستأنس بالمكان وبالجو العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى