أخبار العالم

“صومعة حسان تحكي”.. “ملحمة” الهجراوي تنطق “المعلمة” بتاريخ العاصمة


صورة: أرشيف

هسبريس – وائل بورشاشنالأربعاء 30 غشت 2023 – 05:00

بعنوان “صومعة حسان تحكي.. مدينة الأدوار والأنوار”، يُنطق عالم الآثار محمد عبد الجليل الهجراوي الصومعة التاريخية بمدينة الرباط، حكايةَ ما شهدته عبر ثمانية قرون، وما تشرّبته من تاريخ أبناء أرضها وأحداثهم.

هذا الكتاب الجديد “ملحمة” يحضر فيها المشتغلُون بمحلات السوق القديم، والشباب، والمقاومُون للاستعمار، وعملاء التدخل الأجنبي، والمعمّرون، والزوار، وتقول فيه معلمة “حسّان”: “أنا الصومعة الفريدة، أنا الصومعة الأصيلة، أنا شقيقة الكتبية المراكشية، وأخت الخيرالدا الأندلسية، نشأت على عهد الموحدين، وعاصرت حكم المرينيين، وهُيّئت في عهد العلويين، حتى صرت بهجة للناظرين، أنا الصومعة الشاهقة، أنا الصومعة الصامدة، صمودي تحدى تقلبات الزمان، فبتُّ شاهدة على تحول المكان، عمري فاق ثمانية قرون، ومازلت رمزا للجمال والفنون، أنا الصومعة الساهرة، أنا الصومعة العالية، أنا مفخرة الرباط ورمز أصالتها، ومن يحكي للأجيال مجد تاريخها”.

“صومعة حسان” في نص هذا العملِ المكتوب بعربية فصحى وعربية وسطى ذاكرة حيّة، تحزن، وتفرح، وتروي تاريخ عدم إتمام حلم بنائها، بعد وفاة السلطان يعقوب المنصور الموحدي، وتواريخ سابقة لقيامها، وتشهد على نكبة الاستعمار وترحيل السلطان محمد الخامس، ثم تشهد على تحولات مدينة الرباط المسجلة تراثا عالميا للإنسانية، وتحولات المغرب، مع توقفٍ عند الأحداث الوطنية الفارقة في التاريخ المعاصر للبلاد، والمشاهد الجديدة في محيطها، مثل “برج محمد السادس”، ومشاهد الاحتفاء بعودة فريق “أسود الأطلس” من نصف نهاية كأس العالم.

وصِيغَ هذا العمل في “قالب دراماتورجي كوميدي، بغاية استعادة التاريخ بطريقة سلِسَة، مع استحضار أهم المراحل والأحداث التي شهدتها مدينة الرباط، وكذا بعض عادات وتقاليد ساكنتها منذ استقرار أول إنسان بها إلى حين باتت تنعت بمدينة الأنوار”.

الأستاذ الباحث الذي درّس بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وأدار متحف الآثار بالعاصمة، وكان رئيس قسم المتاحف بوزارة الثقافة ومديرا للتراث الثقافي بها، أكّد في تقديمه أحدث منشوراته أن “الأحداث والمعطيات التاريخية والعادات والتقاليد” ترد في “صومعة حسان تحكي” وفق “منهج علمي مبني على الدراسة والتحقيق”.

ويتابع الباحث ذاته: “صيغت المعلومات في قالب هزلي ومرح حتى يتسنى عرضها بيُسر ويسهل استيعابها من قبل عموم المتلقين، من أجل تقريبهم مما خلفه آباؤهم وأجدادهم، وجعلِهم يفتخرون ويعتزون به”.

ثم يذكر الهجراوي أن “الغاية من هذه الملحمة هي تقديم قبسات تاريخية منذ أن استقر أول إنسان بهذه الأرض المباركة إلى يومنا هذا، وفق مقاربة تعريفية من جهة أولى، وتربوية تكرس التشبث بقيم المواطنة وحس الانتماء للأرض الغالية من جهة ثانية”.

آثار التاريخ صومعة حسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى