انقلاب الغابون: من هو الرئيس علي بونغو الذي أطاح به الجيش؟
أعلن عدد من ضباط الجيش في الغابون عن سيطرتهم على السلطة وانهاء حكم الرئيس عمر بونغو.
وقال الضباط في بيان لهم من داخل مقر الرئاسة إنهم ألغوا نتائج الانتخابات التي جرت يوم السبت والتي فاز بها بونغو بولاية ثالثة.
كما أعلنوا عن حل “جميع مؤسسات الجمهورية” و”إنهاء النظام القائم”.
ونقلت وكالة انباء رويترز عن بيان للجيش ان الرئيس المعزول بونغو قيد الاقامة الجبرية في منزله مع اسرته وطبيبه بينما القي القبض على أحد ابنائه بتهمة “الخيانة” حسب البيان.
وشهد بداية عام 2019 محاولة انقلاب ضد حكم بونغو انتهت بالفشل. وعلى أثرها عين بونغو رئيسا جديدا للوزراء في محاولة على ما يبدو لتأكيد سيطرته على السلطة.
وجرى اعتقال أو قتل كل مدبري محاولة الانقلاب بعد ساعات من استيلائهم على محطة الإذاعة الوطنية.
خارج الغابون
ولد علي بونغو باسم ألان برنار بونغو في الكونغو برازافيل المجاورة في فبراير/شباط عام 1959.
وهناك جدل حول مولده حيث تقول بعض الشائعات التي ينفيها إنه تم تبنيه من جنوب شرقي نيجيريا خلال حرب البيافرا.
وكان الصغير ألان في المدرسة الابتدائية عندما تولى والده ألبرت برنار بونغو السلطة في الغابون عام 1967.
وفي سن التاسعة تم إرساله إلى مدرسة راقية بضواحي العاصمة الفرنسية باريس ولاحقا التحق بجامعة السوربون حيث درس القانون.
وفي عام 1973 أصبح ألان عليا بعد تحوله هو ووالده عمر للإسلام، وهما فقط من أقدم من الأسرة على هذه الخطوة.
واعتبر الكثيرون أن هذه الخطوة كان هدفها جذب الاستثمارات من الدول المسلمة.
موسيقى وكرة
كان علي بونغو قد أظهر في شبابه المبكر اهتماما بكرة القدم والموسيقى التي ورث الاهتمام بها من والدته المغنية الغابونية بيشنس داباني، ففي عام 1977 أصدر ألبوما غنائيا باسم “إيه براند نيو مان” ، أنتجه تشارلز بوبيت مدير أعمال الفنان الأمريكي جيمس براون.
وبعد 4 سنوات من هذا الألبوم تحول للسياسة فعمل وزيرا للخارجية لمدة 3 سنوات ثم وزيرا للدفاع وهو المنصب الذي احتفظ به 10 سنوات.
ولم ينظر إليه الشعب باعتباره خليفة لوالده إلا بعد نجاحه في إعادة هيكلة الجيش.
وعقب وفاة والده عام 2009، ترشح بونغو للرئاسة وفاز بـ 42 في المئة من الأصوات.
وعندما فاز في انتخابات الرئاسة عام 2016 وجه له منافسه جان بينغ اتهامات بتزوير النتائج، وهو الأمر الذي نفاه الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم.
مزاعم فساد
تتهم جماعات حقوق الإنسان اسرة بونغو بالفساد والتربح. وتقول أن عائلة بونغو حولت البلاد إلى “نظام لصوصي”، ونهبت مواردها الطبيعية وثرواتها النفطية وغاباتها المطيرة، في حين تتهم المعارضة أفراد الأسرة منذ فترة طويلة باختلاس الأموال العامة وإدارة البلاد كما لو انها ممتلكاتهم الخاصة.وتصدرت صور الرئيس الذي يشجع فريق ريال مدريد وهو يرافق لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي في جولة حول العاصمة في سيارة فارهة مكشوفة عناوين الأخبار في عام 2017.وقد اوقفت الشرطة الفرنسية عام 2017 تحقيقا استمر مدة سبع سنوات حول ثروات عائلة بونغو، حيث تبين ملكية الاسرة لـ 39 عقارًا في فرنسا إضافة إلى تسع سيارات فاخرة.وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه لم تكن هناك أدلة كافية على وجود “كسب غير مشروع” لتوجيه الاتهام إلى أي من أفراد الأسرة.وأشار الصحفيون أيضًا إلى الروابط الوثيقة والشخصية بين عائلات النخبة في الغابون كدليل على شبكات المحسوبية القوية. وقد وصف موقع الأخبار الأفريقي جون افريك الناطق بالفرنسية ( Jeune Afrique) الغابون بأنها عبارة عن “إقطاعيات”.كما تعرض بونغو لانتقادات بسبب دوره البارز فيالاوساط الماسونية حيث كان يتولى رئاسة المحفل الماسوني في البلاد.
وبونغو واحد من بين عدد قليل من الرؤساء الأفارقة الناطقين بالفرنسية الحاليين والحديثين الذين ظهرت عضويتهم في الماسونية إلى العلن.
وفي مواجهة هذه الانتقادات يدافع عنه أنصاره قائلين إنه يحاول تنويع مصادر دخل البلاد عوضا عن اعتمادها على النفط فقط حيث جعل هدفه تحول البلاد إلى التكنولوجيا المتقدمة وجذب الاستثمارات التي قام من أجلها بالعديد من الرحلات إلى الخارج.
وكان بونغو في رحلة للسعودية لحضور مؤتمر اقتصادي حول الاستثمار في أكتوبر/تشرين أول عام 2018 عندما مرض ودخل المستشفى. وفي نوفمبر/تشرين ثاني 2018 توجه للمغرب من أجل العلاج. وربما يكون الغموض الذي أحاط وقتها بمرضه أحد أسباب محاولة الانقلاب الفاشل.