معرض بكنيس “صلاة الفاسيين” يصون ذاكرة “حاخامات المغرب التاريخيين”

أعلام في تدبير الشأن الديني اليهودي بالمغرب، خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين، تحفظ ذاكرتهم في معرض يستقبله كنيسُ “صلاة الفاسيين” بمدينة فاس، ويشهد إقبالا تلاميذيا وسياحيا.

بعنوان “الذاكرة عبر الصور: حاخامات المغرب”، ينظم هذا المعرض بشراكة بين متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي بالدار البيضاء وجمعية ميمونة، ومؤسسة الأطلس الكبير، بدعم من وكالة التنمية اليهودية، وتحضر فيه بورتريهات واقتباسات وتعريفات بعشرات حاخامات مجموعة من المدن، من بينها فاس، والرباط، ومراكش، وصفرو، والدار البيضاء، ومنطقة تافيلالت.

ووفق معلومات استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن هذا المعرض يقدم “اقتباسات من كتب حاخامات مغاربة، ويقدم مقُولات عرفوا بها، ولا يكتفي بصورهم، بل يعرض أيضا صورا لها علاقة بأحداث في المغرب مرتبطة بالطائفة، من بينها مؤتمر الحاخامات سنة 1950 حول الشريعة اليهودية”.

وأضاف المصدر: “بيعة صلاة الفاسيين ليست مكانا للعبادة فقط، بل هي مكان مشترك بين اليهود والمسلمين للاجتماع والبحث والثقافة، وهذا المعرض الذي تستقبله من الأكيد أنه يحفظ ذاكرة الجماعات اليهودية المغربية، إلا أنه أيضا يهمّ المسلمين المغاربة الذين عاشوا مع هؤلاء الأعلام وتعرفوا عليهم في ‘الملّاحات’، بمختلف مدن البلاد”.

وتحدث المصدر ذاته عن المعرض الذي يصب في هدف “حفظ الذاكرة اليهودية المغربية”، و”مشاركتها مع باقي المغاربة، ليتعرفوا على أعلام أثَّروا في الثقافة المغربية، ومنهم حاخامات مشهورون، مثل المرتبطين بعائلة بوحصيرة، ولهم شهرة داخل المغرب وخارجه، ومنهم حاخامات غير معروفين كانوا في قرى صغيرة، أو في ‘ملّاحات’ جبلية”.

ويهتم هذا المعرض بحاخامات الفترة الممتدة بين سنة 1940 وسنة 2023، وآخرهم الحاخام الراحل في السنة الحالية أبراهام الصباغ، الذي كان الشخصية الدينية اليهودية المسؤولة عن شؤون طائفة العاصمة العلمية فاس.

وحول الإقبال الذي عرفه المعرض المفتتح في فصل الصيف، والمستمرِّ فتحه في وجه الزوار، أوضحت المعلومات المُستقاة أن كثيرا من البعثات المدرسية زارت المعرض، “للتعرف على هذا الجانب من الثقافة المغربية”، كما أنه صار “محطة ضرورية” للسياح الذين يزورون “بيعة صلاة الفاسيين” المعادِ ترميمُها، وعرف أيضا زيارة عدد من السياح اليهود الأجانب، فضلا عن اليهود المغاربة الذين “يطلعون على جهود إحياء الذاكرة”.