خطأ في مراقبة الملاحة الجوية في المملكة المتحدة يتسبب في تأخير آلاف الرحلات
- Author, أوليفر سلو وأندريه رودن -بول
- Role, بي بي سي نيوز
عانى الآلاف من المسافرين جواً من تأخير رحلاتهم وإلغاء بعضها، جرّاء عطل أصاب أنظمة مراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة، إذ علِق عدد من المسافرين في المملكة المتحدة وخارجها، بسبب قيام خدمات الحركة الجوية الوطنية بتحديد عدد الطائرات التي تهبط.
وحذرت شركات الطيران والمطارات من التأخيرات التي من المرجح أن تحصل، على الرغم من حل المشكلة في غضون ساعات.
وقالت إحدى المسافرات لبي بي سي نيوز إنه من غير المتوقع أن تغادر رحلتها التي كان من المقرر أن تكون بعد الظهر، إلا بعد منتصف الليل. مع استمرار التحذيرات من أن بعض الاضطرابات قد تستمر لعدة أيام.
وقال مطار “هيثرو” في وقت متأخر من مساء الإثنين إن جداول الرحلات تعطلت بشكل كبير، مضيفاً أنه يتعين على المسافرين يوم الثلاثاء الاتصال بشركات الطيران الخاصة بهم قبل التوجه إلى المطار.
وقال مطار “جاتويك” إنه يخطط للعودة إلى جداول الطيران السابقة يوم الثلاثاء، لكنه نصح الركاب بالتحقق من حالة رحلتهم مع شركات الطيران الخاصة بهم قبل الذهاب إلى المطار.
وقال مطار “لندن لوتون” أيضاً مساء الاثنين إن الرحلات الجوية عبر المجال الجوي للمملكة المتحدة ستبقى عرضة للتأخير والإلغاء، ويجب على الأشخاص التحقق من شركات الطيران الخاصة بهم لمعرفة حالة رحلتهم.
وأكدت “ناتس”، وهي الشركة الرائدة في المملكة المتحدة في تقديم خدمات مراقبة الحركة الجوية، الخلل بعد منتصف نهار يوم الاثنين، قبل أن تعلن في الساعة (15:15) بتوقيت غرينتش أنها حددت المشكلة وعالجتها. وقالت: “سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تعود الرحلات الجوية إلى طبيعتها”.
تعرضت العديد من المطارات وشركات الطيران في المملكة المتحدة، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية وفيرجن أتلانتيك وتوي، للتأخير والإلغاء يوم الاثنين.
وقالت الخطوط الجوية البريطانية إنه كانت هناك “تأخيرات وإلغاءات كبيرة لا يمكن تجنبها” واعتذرت عن الإزعاج الذي تسببت فيه.
ونصحت العملاء الذين يسافرون على رحلات قصيرة المدى بالتحقق من أن رحلتهم لا تزال قائمة وقيد التشغيل قبل التوجه إلى المطار. وأضافت شركة الطيران أن العملاء المقرر سفرهم يومي الاثنين والثلاثاء قد يتمكنون من نقل رحلاتهم مجاناً إلى تاريخ لاحق.
وقالت شركة “راين أير” إنها اضطرت إلى تأخير أو إلغاء بعض الرحلات الجوية، وقالت شركة “جيت 2 ” إنه من المتوقع حدوث تأخيرات كبيرة في جميع رحلاتها من وإلى المملكة المتحدة، وأضافت أن المسافرين يوم الثلاثاء يجب أن يسافروا إلى المطار كالمعتاد ما لم يُنصح بخلاف ذلك.
وقالت سالي جيثين، محللة الطيران، إن التعطيل الذي حدث في أعقاب الخلل الفني سيستمر لعدة أيام.
وأضافت خلال حديثها لبي بي سي نيوز: “ستواجه شركات الطيران مشاكل كبيرة، حيث ستضطر إلى سماع آلاف الشكاوى من قبل المسافرين، وأيضاً كي تتمكن من إعادة الطائرات إلى جدولها الطبيعي مرة أخرى”.
وأضافت: “أعتقد أننا سنشهد اضطراباً كبيراً في الساعات المقبلة وغداً، وأعتقد أن العطل قد يمتد ليطال رحلات الأسبوع بأكمله”.
وروى بعض الركاب لبي بي سي كيف واجهوا اضطراباً كبيراً مع توقف مراقبة الحركة الجوية.
قالت “سيرينا هاميلتون” في مطار “بلفاست” الدولي إنها من المحتمل أن تفوت فحص زراعة القلب الخاص بها بعد إلغاء رحلتها إلى “نيوكاسل”، وأضافت: “لقد أجريت عملية زرع منذ 15 شهراً، وهذه المواعيد مهمة للغاية”.
وقالت “إيرين فرانكلين”، 60 عاماً، إنها وابنتها وصهرها وأصدقاءها اضطروا إلى دفع ثمن فندق بعد إلغاء رحلة طيران دلتا من مطار هيثرو إلى تكساس في اللحظة الأخيرة.
قالت “دانييلا فالتر” إنها كانت من المفترض أن تستقل رحلة من مطار “هيثرو” إلى “شتوتغارت” بألمانيا في الساعة (17:25) بتوقيت غرينتش، لكن تغير موعد انطلاق الرحلة إلى الساعة (01:00).
قال صحفي الكريكيت “روري دولارد” إنه وعائلته قد يضطروا للبقاء عالقين في فرنسا لمدة تصل إلى ستة أيام بعد إلغاء رحلة طيران “رايان أر”.
تأثر آلاف الرحلات الجوية
وقالت شركة “سيريوم” لبيانات الطيران، إن 3049 رحلة كان من المقرر أن تغادر مطارات المملكة المتحدة يوم الاثنين، ومن المقرر أن تصل 3054 رحلة أخرى.
وحتى الساعة (14:30) بتوقيت غرينتش، أظهرت بياناتها أنه تم إلغاء 232 رحلة مغادرة، وهو ما قالت إنه يعادل ثمانية في المئة من جميع الرحلات المغادرة، و271، أو تسعة في المئة، من الرحلات القادمة.
نصح وزير النقل البريطاني “مارك هاربر” الركاب بالاتصال بشركات الطيران الخاصة بهم للحصول على معلومات محدثة عن رحلاتهم، وقال إنه سيشجع الركاب على قراءة إرشادات هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة ليكونوا على دراية بحقوقهم عند تأجيل الرحلات الجوية أو إلغائها.
تقول هيئة الطيران المدني إن شركة الطيران لديها واجب الرعاية لتوفير الطعام والشراب والإقامة إذا امتد التأخير لأكثر من ليلة، فيجب أن يُتاح للركاب خيار استرداد الأموال أو تغيير موعد السفر في الوقت الذي يختارون.
وأدى فشل مراقبة الحركة الجوية إلى إطلاق دعوات من الديمقراطيين الليبراليين لرئيس الوزراء لعقد لجنة للاستجابة للطوارئ، بينما قال حزب العمال إن الحادث “مثير للقلق للغاية”.
وقالت شركة “ناتس” إنها كانت مشكلة في “جدولة الرحلات” أثرت على قدرة النظام على معالجة خطط الطيران تلقائياً. وهذا يعني أنه يجب معالجة خطط الطيران يدوياً، وهو من الصعب تطبيقه، ومن هنا جاءت الحاجة إلى فرض قيود على تدفق حركة المرور”.
واعتذرت مديرة العمليات “جولييت كينيدي” عن العطل الحاصل وأعلنت فتح تحقيق في ما حدث.
وقال “جراهام ليك”، مستشار استراتيجية الطيران، لراديو بي بي سي: “إجراء التعديلات يدوياً كان الحل الوحيد لدينا لمعالجة تعطل النظام، ونظراً لصعوبة تطبيقه، لم يبقَ أمامنا سوى خيار إيقاف إقلاع الطائرات”. وأضاف: “لا يمكننا إيقاف الرحلات الموجودة في الجو، ولكن يمكننا إيقاف تلك التي لا تزال على الأرض”.
وقال إن الخلل الفني “نادر للغاية”، وكان آخرها في عام 2014.