كرة القدم النسائية: العنف الجنسي ضد اللاعبات واسع الانتشار
كانت كل الأنظار متجهة نحو بطلات العالم في كرة القدم وهنّ يحتفلن بفوزهنّ الأول بكأس العالم للسيدات في أستراليا، بعد تأهلهنّ للمسابقة للمرة الأولى في العام 2015.
حتى أن ملكة البلاد، ليتيسيا، تخلت عن بروتوكولاتها الملكية وتحركاتها القليلة والمدروسة، وقفزت وهي ترتدي بدلة رسمية حمراء بلون المنتخب، مرات عدة رافعةً يديها في الهواء احتفالاً بفوز نساء بلادها.
استمرّ ذلك الكرنافال الإسباني النسائي البهيج بألوانه ومشاعره الجياشة، قبل أن تحصل حادثة، تحوّل الحديث كلياً وتبعده عن الفوز واللاعبات، وتركزه على رجل، رجل واحد، هو لويس روبياليس.
قبّل لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، المهاجمة جيني هيرموسو على شفتيها فجأةً خلال احتفالات فوز إسبانيا 1-0 على إنجلترا في النهائي الأحد الماضي.
صُدم كثيرون من تصرف رئيس الاتحاد الغريب وعبرت هيرموسو عن انزعاجها من القبلة فوراً في غرف تبديل الملابس بعد انتهاء الاحتفال على الملعب، بينما كانت الإسبانيات يحتفلن بتتويجهنّ بطلات العالم.
اعتذر روبياليس، عن قبلته المباغتة يوم الإثنين، قبل إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يوم الخميس أنه يبحث فرض إجراءات تأديبية ضده وتتغير لهجته كلياً.
وقال أمام اجتماع الجمعية العمومية الذي دعا إليه الاتحاد الإسباني لكرة القدم الذي يترأسه شخصياً، يوم الجمعة: “هل الأمر بهذه الخطورة كي تطالبون باستقالتي بعد أن قمت بأفضل عمل في تاريخ كرة القدم الإسبانية” وتابع بلهجة عنيفة وصارمة: “سأقول لكم شيئاً: لن أستقيل، لن أستقيل”. وردد عدم نيته الإستقالة أربع مرات. مضيفاً أنه يتعرض لـ”اغتيال اجتماعي” وإنهم “يحاولون قتله (اجتماعياً)”.
وتابع: “أنا لا أستحق هذه المطاردة”. قائلاً: “جيني هي من حملتني ورفعتني في الهواء. قلت لها أن تنسى ركلة الجزاء (التي أضاعتها) وقلت لها: قبلة سريعة على الفم؟ وقالت: نعم” بحسب ادعاءاته.
وأضاف: “كانت قبلة متبادلة ومبهجة وتوافقية. هذا هو الأساس. هل قبلة سريعة بالتراضي كافية لإخراجي من هنا؟”.
واعتذر روبياليس خلال الخطاب نفسه عن الإمساك بأعضاءه التناسلية أثناء الاحتفال في منطقة كبار الشخصيات في استاد أستراليا، حيث كانت ملكة إسبانيا ليتيسيا وابنتها إنفاتا صوفيا، البالغة من العمر 16 عاماً يقفان في مكان قريب.
ومن جهتها، نشرت هيرموسو بياناً طويلاً على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد ساعات من تصريحات روبياليس وادعاءاته، قالت فيه: “أريد أن أوضح أن المحادثة التي أشار إليها السيد روبياليس في خطابه لم تحدث أبداً وبذلك، لم تحصل القبلة بالتراضي على الإطلاق”.
وأكدت أن ادعاءاته “كاذبة بشكل قاطع وهي جزء من ثقافة التلاعب (على العقل والمشاعر)”.
وتابعت: “أشعر بالحاجة إلى الإبلاغ عن هذه الحادثة لأنني أعتقد أنه لا ينبغي لأي شخص، في أي عمل أو رياضة أو بيئة اجتماعية، أن يكون ضحية لهذه الأنواع من السلوكيات غير التوافقية. لقد شعرت بالضعف وبأنني ضحية لسلوك مندفع وذكوري من دون أي موافقة من جانبي”.
لتؤكد: “بكل بساطة، لم يتم احترامي”.
وأشارت هيرموسو إلى أنها وعائلتها وزميلاتها في المنتخب كانوا “تحت ضغوطات كبيرة ومستمرة” كي تصدر بياناً “يبرر تصرف روبياليس”.
وأضافت أن طريقة الرد على هذه الحادثة التي استطاع الجميع مشاهدتها على التلفزيون، “كانت جزءاً من الحياة اليومية لفريقنا لسنوات”.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل قال الاتحاد الإسباني لكرة القدم السبت، إنه سيتخذ إجراءات قانونية ضد جيني هيرموسو بشأن تصريحاتها عن رئيسه لويس روبياليس.
واتهم الاتحاد اللاعبة بالكذب قائلاً في بيانه: “سيقوم الاتحاد الإسباني لكرة القدم والسيد الرئيس بإظهار كل الأكاذيب التي ينشرها شخص ما نيابة عن اللاعبة، أو، إذا كان ذلك ممكناً (قانونياً)، من قبل اللاعبة نفسها”.
وقال الاتحاد: “الاتحاد الإسباني ورئيسه، ونظراً لخطورة محتوى البيان الصحفي الصادر عن اتحاد فوتبرو، سيبدأون بالإجراءات القانونية المناسبة”.
وكان اتحاد “فوتبرو” نقل في بيان عن هيرموسو قولها “لم أسعى بأي شكل إلى حمل ورفع الرئيس” أثناء احتضانهما لبعضهما البعض احتفالاً بالفوز على منصة الاحتفال.
وأضاف الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن لاعبات المنتخب “ملتزمات” باللعب للمنتخب الوطني، بعد أن قالت 81 لاعبة إنهن لن يمثلن إسبانيا حتى يتم إقالة روبياليس من منصبه.
وكان وزير الرياضة الإسباني قال الجمعة إنه “يريد أن تكون هذه لحظة مماثلة لحملة أنا أيضاُ في كرة القدم الإسبانية” بعد أن بدأت الحكومة إجراءات قانونية تسعى إلى إيقافه عن العمل.
لوم الضحية
ساند منتخب انجلترا للسيدات الذي خسر أمام إسبانيا في النهائيات، بالاضافة الى نجوم كرة قدم إسبان من الرجال بينهم ديفيد دي خيا وإيكر كاسياس وهيكتور بييرين، هيرموسو في محنتها.
إلا أن كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي سألوا لماذا لم تتصرف بطلة العالم بطريقة أخرى مع روبياليس، ملمحين الى أنها لربما كانت راضية على تصرفه، وهي حجة دائماً ما تستخدم لتجريد النساء ضحايا العنف الجنسي من حقهم وإلقاء اللوم عليهن.
تقول المعالجة النفسية زينب عجمي في اتصال مع بي بي سي عربي، إن رد فعل من يتعرض لنوع من أنواع العنف الجنسي، تختلف من شخص لآخر بحسب عوامل عدة، منها نوع شخصيته ومستوى مرونته وغيرها من العوامل.
إلا أنها تؤكد أنه في غالبية الأحيان، تتعرض الضحية لما يسمى بـ”الصدمة الأولية”، ولا تستطيع “استيعاب ما حصل معها” وقد يصل الأمر في بعض الأحيان الى “إنكارها التام لذاتها” لما حدث.
وتضيف عجمي أن رد فعل ضحايا الاعتداء الجنسي تدخل في مراحل مختلفة، أبرزها مرحلة الاستجابة العاطفية التي عادةً ما تلي الصدمة الأولية والتي يمكن للضحية خلالها أن تشعر بالحزن والغضب والخوف والذنب والعار. وتؤكد أن بعض الأشخاص يقومون بقمع مشاعرهم بشكل تام، بينما يعبر آخرون عنها علناً.
من هو لويس روبياليس؟
ولد روبياليس عام 1977 في جزر الكناري، ونشأ في البر الرئيسي الإسباني، وحقق نجاحًا متواضعاً في مسيرته الكروية كمدافع.
وأصبح روبياليس، الذي حصل على شهادة في القانون بعد اعتزاله، رئيساً لاتحاد لاعبي كرة القدم الإسبان في مارس/آذار 2010.
وبعد أيام على قضية هيرموسو، قالت تمارا راموس، مديرة التسويق والتجارة في الاتحاد الإسباني لكرة القدم في عهد روبياليس، إنها تركت الاتحاد ورفعت دعوى قضائية ضد روبياليس بعد تعرضها للإذلال في عدة مناسبات.
وأصدر الاتحاد الإسباني لكرة القدم بياناً ينتقد راموس ويتهمها بـ “الاستفادة من المناخ الإعلامي الحالي”.
وتولى روبياليس هذا المنصب في اتحاد اللاعبين حتى استقالته في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عندما قرر تولي المنصب الأعلى في اتحاد كرة القدم، حيث كان عضواً في مجلس الإدارة لمدة ست سنوات.
تولى روبياليس منصب رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم فة في مايو/أيار 2018، وتصدر ذلك عناوين الأخبار بعد أسابيع قليلة.
أقال روبياليس مدرب إسبانيا جولين لوبيتيغي قبل يومين فقط من المباراة الافتتاحية لكأس العالم للرجال 2018 بعد اكتشاف موافقته على تولي منصب مدرب ريال مدريد بعد انتهاء البطولة.
وقال في ذلك الوقت: “أعلم أنه سيكون هناك انتقادات مهما فعلت”.
وفي فبراير/شباط 2019، انضم روبياليس إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وفي مايو/أيار أصبح نائباً للرئيس.
في عام 2021، تمت تبرئته من قضية قانونية اتهمته فيها المهندسة المعمارية ياسمينة عيد-ماشيت بالاعتداء عليها وعدم دفع مستحقاتها.
وقال العام الماضي، إن هناك “حملة لتشويه سمعتي” وألقى باللوم في ذلك على “المافيا”، مضيفاً: “لا أستطيع أن أضمن أنهم لن يضعوا يوماً ما كيساً من الكوكايين في صندوق سيارتي”.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، دعم المدرب خورخي فيلدا في مواجهة لاعبات المنتخب في نزاع كبير لم يحل أبداً.
وأصدر الاتحاد الإسباني بياناً قال فيه إن 15 لاعبة أرسلن رسائل بريد إلكتروني تفيد بأنهن لن يلعبن مع فيلدا ما لم تتم معالجة المخاوف “الكبيرة” بشأن “حالتهن النفسية” و”صحتهن”.
لكن اللاعبات نفين أنهن طالبن بإقالته. ومع ذلك، وقف روبياليس إلى جانب المدرب، ولم يتم استدعاء سوى ثلاثة من اللاعبات الـ15 في تشكيلة كأس العالم.
من هي جينيفير هيرموسو؟
ولدت جينيفر هيرموسو عام 1990 في مدريد بإسبانيا، حيث عاشت مع والديها وشقيقتها.
هي حفيدة حارس مرمى أتلتيكو مدريد أنطونيو هيرنانديز، وانضمت إلى فريق الناشئين في النادي في عمر 12 عاماً. وظهرت لأول مرة في الفريق الرئيسي في العام 2012.
تعتبر هيرموسو واحدة من أفضل لاعبات كرة القدم في إسبانيا على الإطلاق. وتعتبر على نطاق واسع أحد أفضل المهاجمين في كرة القدم النسائية، وتعتبر أسطورة لكل من إسبانيا وبرشلونة. وهي هدافة الفريقين، وقد سجلت 181 هدفاً لبرشلونة و51 للمنتخب الإسباني.
تنقلت في مسيرتها المهنية بين عدة فرق في إسبانيا وفي جميع أنحاء أوروبا والعالم. أمضت معظم مسيرتها المهنية في نادي برشلونة حيث لعبت من 2013 إلى 2017 ومن 2019 حتى العام الماضي. كما لعبت بصفوف باريس سان-جيرمان بين عامي 2017 و2018.
تلعب هيرموسو الآن مع فريق باتشوكا المكسيكي.
وفازت هيرموسو بستة ألقاب في الدوري الإسباني وبدوري أبطال أوروبا وبكأس العالم، من بين جوائز أخرى. كما فازت بجائزة البيتشيتشي، الجائزة الممنوحة للاعب الذي يسجل أكبر عدد من الأهداف في الدوري الإسباني، لخمس مرات وهو رقم قياسي.
تم استدعاء هيرموسو إلى المنتخب الإسباني في العام 2011 وظهرت للمرة الأولى مع المنتخب في يونيو/حزيران 2012.
كل هذا الغليان الذي حصل على مدى أيام، جعل من لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) التأديبية يصدر قراراً يوم السبت، باستخدام الصلاحيات الممنوحة له بموجب المادة 51 من قانون الفيفا التأديبي، وإيقاف لويس روبياليس مؤقتاً عن جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم على المستويين الوطني والدولي.
هذا الإيقاف، الذي سيكون سارياً اعتباراً من السبت، هو لفترة أولية مدتها 90 يوماً، في انتظار الإجراءات التأديبية المفتوحة ضد روبياليس والتي فتحت يوم الخميس 24 أغسطس/آب.
أما الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، (يويفا)، الذي يشغل فيه روبياليس، منصب النائب الأول للرئيس، فما زال صامتاً ولم يصدر أي بيان أو تعليق.
كرة القدم للسيدات: تاريخ من الاعتداءات
توصل تحقيق مستقل نشر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلى أن الإساءة الجنسية وسوء السلوك أمر “ممنهج” في الدوري الوطني لكرة القدم للسيدات في الولايات المتحدة (NWSL).
وقام اتحاد كرة القدم الأمريكي في العام 2021، بتعيين سالي ييتس وشركة “كينغ آند سبالدينغ” لإجراء تحقيق مستقل، والذي تحدث إلى أكثر من 200 لاعبة في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية.
وجاء فيه: “كشف تحقيقنا عن دوري أصبحت فيه الإساءة وسوء السلوك – الإساءة اللفظية والعاطفية وسوء السلوك الجنسي – منهجية، وتمتد إلى عدة فرق ومدربين وضحايا”.
وأضاف التقرير: “إن الإساءة في الدوري الوطني لكرة القدم متجذرة في ثقافة أعمق في كرة القدم النسائية التي تعمل على تطبيع التدريب المسيء لفظياً الى اللاعبات وتطمس الحدود بين المدربين واللاعبات”.
وكان هذا التحقيق قد بدأ عام 2021، بعد مزاعم ضد باول رايلي، المدير الفني لفريق نورث كارولينا كوريدج، الذي أقيل من منصبه.
وتضمنت الادعاءات ضد رايلي الإكراه الجنسي والتعليقات غير اللائقة حول وزن اللاعبات وتوجهاتهن الجنسية. وامتدت هذه الاتهامات على مدى أكثر من عقد.
ونفى رايلي، الذي يدرب الفرق النسائية منذ العام 2006، هذه الاتهامات.
وبعد ظهور المخالفات المزعومة ضد رايلي، تم تعليق جولة من مباريات الدوري الوطني ألأمريكي لكرة القدم قبل أن توقف اللاعبات المباريات دعماً لبعضهنّ، بينما استقالت مفوضة الدوري ليزا بيرد.
بعد بدء التحقيق في سوء سلوك رايلي في الولايات المتحدة عام 2021، أعلنت لاعبات كرة قدم فنزويليات وأستراليات، تعرضهن أيضاً للتحرش والاعتداء الجنسي.
وأدانت 24 من كبار لاعبات كرة القدم الفنزويليات، كانت بينهن مهاجمة أتلتيكو مدريد السابقة دينا كاستيلانوس (وهي تلعب الآن بصفوف مانشستر سيتي)، ما قلن إنها سنوات من “الإساءة والمضايقات الجسدية والنفسية والجنسية” من قبل المدرب السابق كينيث زسيريميتا.
وفي بيان نشرته كاستيلانوس على وسائل التواصل الاجتماعي، زعمت اللاعبة أن الانتهاكات حدثت في الفترة من 2013 إلى 2017 تقريباً، عندما جرت إقالة زسيريميتا من تدريب المنتخب الوطني للسيدات تحت 20 عاماً، حين أشارت سلطات كرة القدم الفنزويلية إلى الأداء الضعيف للفريق. وفي ذلك الوقت، ورد أن زسيريميتا ادعى أن اللاعبات يعانين من سوء التغذية في الدولة التي مزقتها أزمة اقتصادية.
وقال البيان إن لاعبة فنزويلية أخبرت زميلاتها في عام 2020 أنها تتعرض لاعتداء جنسي منذ أن كانت في سن 14 عاماً من قبل المدرب.
ومن جهتهن، أشارت لاعبات كرة قدم أستراليات سابقات الى وجود ثقافة التحرش الجنسي داخل هذه الرياضة في بلادهن.
وقالت مهاجمة المنتخب الأسترالي السابقة، ليزا دي فانا، لإحدى الصحف إنها تلقت عروضاً جنسية وضحية تنمر من قبل زميلاتها في المنتخب عندما كانت مراهقة.
وقالت ليزا دي فانا، التي لعبت 150 مباراة مع منتخب بلادها، لصحيفة ديلي تلغراف الأسترالية، إنها تعرضت للإيذاء والتنمر عندما انضمت إلى المنتخب الوطني للسيدات في سن 17 عاماً. كما قدمت تفاصيل عن فعل جنسي تعرضت له في عام 2001.
وفي أفريقيا، قال الاتحاد الزامبي لكرة القدم إنه فتح في سبتمبر/أيلول 2022، تحقيقاً في مزاعم الاعتداء الجنسي، في كرة القدم للسيدات بعد ادعاءات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولكنه قال إنه لم يتلق أي شكوى رسمية حتى ذلك الوقت، وأنه فتح تحقيقاً في محاولة لمعالجة أي مشكلة محتملة.
وبعد عام واحد من فتح هذا التحقيق، أكدت الفيفا في أوائل شهر أغسطس/آب الجاري، أنها تحقق في مزاعم مداعبة بروس موابي، مدرب منتخب زامبيا للسيدات، صدر إحدى لاعباته قبل يومين من الفوز التاريخي لبلاده على كوستاريكا في كأس العالم للسيدات 2023.
وفي هايتي، اتُهم رئيس اتحاد كرة القدم الهايتي السابق، إيف جان بارت، بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على لاعبات قاصرات منذ عام 2014 حتى اتهامه عام 2020، والإشراف على مركز تدريب وطني يُزعم أنه أصبح وكراً للانتهاكات المنهجية من قبل مسؤولين آخرين.
نفى جان بارت هذه المزاعم ووصفها بأنها مؤامرة دبرها خصومه.
لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أصدر في العام 2020، قراراً بإيقاف بارت عن العمل مدى الحياة.
وفي العام 2018، كشفت لاعبات المنتخب الوطني الأفغاني للسيدات عن الإساءات المروعة اللواتي تعرضن لها على يد رئيس الاتحاد، كرام الدين كرام، أدت إلى إيقافه عن العمل من قبل الفيفا مدى الحياة.
وتضمنت الاتهامات ضد كرام، التحرش والاعتداء الجنسي على اللاعبات في غرفة نوم بمكتبه، كان لا يمكن فتحها إلا من الداخل عن طريق مسح بصمات أصابعه، حيث كان يحبس اللاعبات.
العنف الجنسي ضد النساء في “لعبة الفقراء” التي كان يلعبها الرجال تاريخياً، ليس جديداً، إلا أنّ قضية هيرموسو الأخيرة قد تشكل نقطة فاصلة في مجريات كيفية التعامل مع هذه الإساءات الممارسة على أساس الجنس في اللعبة التي لا تزال الأكثر شعبية حول العالم.