“درس العروي” .. كمال عبد اللطيف يقدّم مشروع المدافع عن الحداثة والتاريخ
وقفة لاستخلاص “درس العروي” يقدم ثمراتها إلى قراء اللغة العربية الأكاديمي المغربي كمال عبد اللطيف، في كتاب صدر حديثا عن منشورات المتوسط، حول المفكر البارز عبد الله العروي.
ويبشر كمال عبد اللطيف، وفق المنشورات، بالعروي “المدافع عن الحداثة والتاريخ”، الذي “لا يتوقّف عن مواجهة سؤال العناد التاريخي، سؤال استمرار الإخفاق السياسي، وسؤال عودة النزعات السلفية إلى فضاء الفكر العربي المعاصر”.
ويرى الأكاديمي ذاته أن العروي في مؤلفاته وترجماته الأخيرة “يواصل دفاعه عن خياراته السياسية، باعتبارها الخيارات الأكثر تاريخية والأكثر نجاعة في زماننا”، ويضيف أن هذه الأعمال يتبيّن فيها المهتم بهذا المشروع “ملامح إصراره على مواصلة الدفاع عن مواقفه، سواء بمزيد من توضيحها أو بالبحث لها عن عناصر إسناد جديدة، تُعزّز قوَّتها ورجحانها التاريخي والسياسي” .
أما ترجمتا “دين الفطرة” لروسو، و”تأملات في تاريخ الرومان أسباب النهوض والانحطاط” لمونتسكيو، فيجد عبد اللطيف في مقدمتيهما أوجه “دفاع متواصل” للعروي عن “الحداثة والتحديث”.
ويحاول هذا المؤلَّف إعادة تنظيم محتوى نصوص للعروي بصورة غير مسترسلة، مع توخي “إبراز أطروحته الكبرى، ومسار استدلاله البرهاني في نقد النزعات التراثية، والدفاع عن العقلانية”.
ومما يهتم به كتاب “درس العروي” الكتاب البارز في سلسلة “المفاهيم”: “مفهوم العقل”، الذي يراه كمال عبد اللطيف معبرا “بصورة جلية” عن “القيمة الفكرية العالية لجهود العروي في دائرة الفكر العربي المعاصر”.
ويقدم المؤلف أسئلة لم يتوقف عندها العروي في بعض مؤلفاته، من أجل “مقاربة إشكالية المؤلِّف من زوايا أخرى، ومن أجل مزيد من التفكير في كل ما يدعم هذا المشروع، ويجعله منفتحا على فضاءات نقدية تمنحه المزيد من الكفاءة الإقناعية”.
وكمال عبد اللطيف أستاذ للفلسفة السياسية والفكر العربي المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط، ومحاضر في جامعات ومؤسسات داخل المغرب وخارجه، وسبق أن اهتم في مؤلفاته ودراساته بكتابات عبد الله العروي ومشروعه الفكري.