عقبة جبر: ماذا يحدث في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في مدينة أريحا؟
- إيمان عريقات
- بي بي سي- رام الله
سارع أهالي مخيم عقبة جبر للاجئين في مدينة أريحا لتشييع جثماني الفلسطينيين قصي الولجة ومحمد النجوم، اللذين قتلا بالرصاص الإسرائيلي، مع الساعات الأولى لصباح يوم الثلاثاء، وقبل أن تشتد حرارة صيف ملتهب في مدينة ومخيم باتا، مركزي عمليات عسكرية إسرائيلية تتجدد ليل نهار منذ مطلع العام الجاري.
“لا أشعر بالأمان”
هتف الفلسطينيون الغاضبون خلال تشييع الجثمانيين نحو مقبرة المخيم والمدينة، وطالبوا بالثأر للدماء، فالاقتحام العسكري الأخير للمخيم تخللته مداهمة إسرائيلية لمنازلهم، وأدى إلى اندلاع مواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين وصفت بالعنيفة.
وصلتُ إلى منزل العزاء للفلسطيني محمد النجوم، ورغم تجاوز درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية، توافد المئات للتعبير عن غضبهم و مؤازرتهم لعائلة النجوم.
وخلال حديثي إلى ربحي النجوم ( والد محمد ) قال لي: “في تمام الرابعة فجرا تلقيتُ اتصالا هاتفيا من أهالي المخيم لإبلاغي بإصابة محمد برصاصة إسرائيلية في الصدر، ثم أعلن عن استشهاده، لم يسبق لي أن رأيت سلاحا مع ابني ولم أشاهده يطلق رصاصة واحدة. إسرائيل تدعي ذلك. المخيم منذ بداية العام يشهد ليل نهار اقتحامات إسرائيلية ومداهمات واعتقالات وقتلا لأبنائنا، كلما غادر أبنائي المنزل لا أشعر بالأمان”.
كتيبة مسلحة
غادرت منزل العزاء وتجولت في أزقة المخيم. آثار الدماء والرصاص تشهد على عمليات عسكرية إسرائيلية تتكرر بشكل يومي، وتعدها المستويات الفلسطينية كافة “عقابا جماعيا لأهالي المدينة والمخيم”، الذي شهد مطلع العام الجاري نشأة كتيبة مسلحة، حملت اسم ” كتيبة عقبة جبر” وتضم كوادر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
تقول كتيبة عقبة جبر في بياناتها المتكررة: “من حقنا التصدي ومقاومة الاحتلال وسياساته الظالمة لأبنائنا وأرضنا، كلما اشتد بطش الاحتلال، ستشتد مقاومتنا له بكل الوسائل الممكنة”.
وشهد مخيم عقبة جبر للاجئين ومدينة أريحا مقتل 11 فلسطينيا بالرصاص الإسرائيلي خلال ثمانية أشهر.
إشادة إسرائيلية
أشار الجيش الإسرائيلي في بيان مشترك مع جهاز المخابرات “الشاباك”، إلى تنفيذ قواته نشاطا عسكريا واسعا فجر الثلاثاء في مخيم عقبة جبر، تخلله تبادل لإطلاق النار مع مسلحين. ولم تسجل إصابات بين صفوف الجيش، وجرى اعتقال فلسطيني من المخيم قبل انسحاب الجيش منه فجرا.
ويشيد الجيش الإسرائيلي بشكل مستمر بنتائج عملياته العسكرية، ويقول إنها تهدف إلى ضرب البنية التحتية للعمل المسلح الفلسطيني، تطبيقا لسياسة الردع الإسرائيلية، في ظل مقتل أكثر من ثلاثين إسرائيليا منذ بداية العام في عمليات فلسطينية.
وتركز الاقتحامات الإسرائيلية منذ أشهر على عدد من المخيمات الفلسطينية في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، التي باتت تشكل مراكز للعمل المسلح، وتجد حاضنة شعبية فلسطينية واسعة للمسلحين.
“المخيم شعلة الثورة”
تعلن وزارة الصحة الفلسطينية يوميا عن أرقام جديدة لفلسطينيين يُقتَلون بالرصاص الإسرائيلي، خلال عمليات عسكرية أسفرت حتى اللحظة عن مقتل أكثر من 220 فلسطينيا في مختلف مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة.
وتعتبر الفصائل الفلسطينية تكثيف الاقتحامات الإسرائيلية في المخيمات الفلسطينية، سياسة إسرائيلية قديمة جديدة، فشلت في تحقيق سياسة الردع، وتزيد من حدة الغضب والمواجهة الدموية، بحسب التعبير الفلسطيني.
تحدثت إلى عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مخيم عقبة جبر، صلاح سمهوري، وقال لبي بي سي: “تاريخيا، كان المخيم ولا يزال شعلة الثورة والمقاومة للاحتلال، مخيم عقبة جبر كبقية مخيمات اللجوء مستهدف بشكل مباشر بالاقتحامات والمداهمات وقتل أبنائنا واعتقالهم والعقاب الجماعي الإسرائيلي لأبناء المخيم، كل ذلك أدى إلى دفاع أبناء المخيم عن حقوقهم ووقوفهم لنصرة المقاومة الشرعية في وجه الاحتلال”.
وأضاف السمهوري بالقول :” لا يمكن السكوت أمام استمرار النشاطات الاستيطانية وعمليات هدم المنازل والتخريب والقتل بحقنا، كل ذلك لن يثنينا عن الدفاع عن أنفسنا والمطالبة بحقنا في التحرر”.
ونشرت حواجز اسرائيلية على مداخل مدينة أريحا منذ أشهر طويلة، تشهد على تشديد الإجراءات العسكرية على الحركة من وإلى مدينة يصفها الفلسطينيون ببوابتهم الشرقية للعالم بأسره .