جماعة تاسريرت تدين “ترقيعات التجهيز”
حج العشرات من رجال ونساء ساكنة جماعتي تاسريرت وأفلا إغير الواقعتين بجبال تزنيت، الثلاثاء، صوب الساحة المحاذية لمقر عمالة تزنيت، للمطالبة ببناء وتعبيد الطريق الإقليمية 1929 والإسراع في إخراجها إلى حيز الوجود.
ورفعت في الشكل الاحتجاجي الذي كان مؤازرا بمجموعة من الهيئات الجمعوية والحقوقية جملة من الشعارات، عبر من خلالها المتضررون عن تنديدهم بـ”مسلسل الإقصاء والتهميش” الذي طالهم منذ سنوات طويلة، “رغم النداءات المتكررة التي طالما أطلقوها قصد رفع العزلة التي ظلت تلازمهم لعقود”.
في هذا الصدد استنكر البيان الختامي الصادر عن تنسيقية بناء وتعبيد الطريق الإقليمية 1929 ما أسماها “‘الحكرة’ والتهميش الاجتماعي والحصار الطرقي المفروض على جماعتي تاسريرت وأفلا إغير، ما أدى إلى تفاقم مظاهر العزلة وتردي الأوضاع الاجتماعية للساكنة ومعاناتها مع متطلبات العيش الكريم”.
وتابع البيان: “إن وقفة اليوم لم تأت إلا بعد استنفاد كل الجهود، وفشل جميع المحاولات والمراسلات والمرافعات المتكررة قصد تنزيل مشروع الطريق التي جعلت من الساكنة تتجرع مرارة المماطلة في أجرأة مضامين الاتفاقية بين المجلس الإقليمي ومديرية التجهيز والماء، بعدما كان مبرمجا تنزيلها في الفترة الممتدة بين 2016 و2019؛ إلا أنها تم إقبارها رغم فتح الأظرف وتسليم الصفقة، وبالتالي تعميق عزلة المواطنين وعرقلة حركة تنقلهم لقضاء أغراضهم”.
وطالبت تنسيقية بناء وتعبيد الطريق الإقليمية 1929 في ختام بيانها بضرورة التعجيل ببناء المقطع الطرقي سالف الذكر، ورفع الضرر عن الساكنة المحلية، معلنة استعدادها لخوض أشكال احتجاجية أخرى إلى غاية الاستجابة لمطلبها الذي يدخل في إطار العدالة المجالية.
من جهته قال الحسن خالدي، رئيس جماعة تاسريرت، إن “الطريق 1929 من بين الطرق الأكثر تضررا وصعوبة بإقليم تزنيت، وللأسف لم يتم إصلاحها منذ بنائها سنة 1966، بعدما تم إقبار المشروع الوحيد المبرمج لإعادة تهيئتها لأسباب يمكن ربطها بحسابات سياسية”.
وأورد الخالدي في تصريح لجريدة هسبريس أن “جماعة تاسريرت تتفهم مطالب ساكنتها وكافة المواطنين المتضررين من هذه الطريق، التي تستوجب التفاتة من جميع القطاعات لتنزيلها، خصوصا الجهات الوصية على قطاع التجهيز التي لم تقدم للأسف أي شيء لدائرة تافراوت منذ سنوات طويلة، ما عدا تدخلات الترقيع التي تقوم بها مصالحها بعد كل موسم أمطار؛ ولعل حالة الطريق رقم 107 هي الأخرى لخير دليل على ذلك”، وفق تعبيره.
كما أكد رئيس جماعة تاسريرت أن “الطريق رقم 1929 قبل أن تكون مطلبا اجتماعيا فهي مطلب إنساني، وبناؤها من شأنه أن يحقق ولو القليل من الإنصاف المجالي لمنطقة تاسريرت، باعتبارها الحلقة الأهم في إيصال الماء الصالح للشرب لدائرة تافراوت ضمن المشروع المزمع إنجازه”، مؤكدا أن “المصالح الجماعية مستعدة للانخراط في ورش بناء وتعبيد الطريق سالف الذكر، لما سيكون لها من أثر إيجابي على الساكنة المحلية”.
وحاولت جريدة هسبريس التواصل مع المدير الإقليمي للتجهيز والماء، الذي قال في جواب عن مكالمة هاتفية: “أنا في عطلة”، قبل أن يعاود بنا الاتصال من جديد، ووعدنا بموافاتنا بإيضاحات مكتوبة حول ملف الطريق الإقليمية 1929، دون أن يتحقق ذلك حتى الآن.