أخبار العالم

كيف ينعكس رفع الصين حظر السفر الجماعي على السياحة العالمية؟



ويرى الخبراء أن الصين تمثل كنزاً لجميع دول العالم في قطاع السياحة، باعتبارها واحدة من أكبر أسواق السياحة الخارجية، بفضل الطبقة الوسطى الصاعدة، وزيادة الدخل المتاح، واهتمام الصينيين المتزايد بالسفر الدولي، مشيرين إلى أن العالم سيشهد طفرة سياحية بامتياز بفضل السياح الصينيين.

ورفعت الصين أخيراً حظراً سارياً منذ جائحة كورونا، على سفر المجموعات إلى أكثر من 70 دولة بينها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والهند وبريطانيا وتركيا وبلجيكا، بينما سبق لها أن رفعت الحظر عن السفر إلى فرنسا منذ مارس الماضي، وسويسرا منذ يناير الماضي في إطار رفع قيود سابقة على رحلات سفر منظمة ضمن مجموعات.

ومنذ إعادة فتح الصين حدودها في ديسمبر الماضي، استأنفت البلاد سفر المجموعات السياحية إلى عشرات البلدان في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا الجنوبية، لكن استمر الحظر إلى العديد من الدول بسبب التوترات الجيوسياسية.

وبدأ تطبيق استئناف الرحلات الجماعية الخميس الماضي، بحسب بيان صادر عن وزارة الثقافة والسياحة الصينية، التي قالت إن هذا التيسير سيسري على جميع وكالات السفر والمنصات عبر الإنترنت في جميع أنحاء البلاد.

وكانت الصين ملتزمة باستراتيجية صفر كوفيد الصارمة، حيث أغلقت حدودها في 2020 لحماية نفسها من انتشار الفيروس وفرضت حجراً صحياً مطولاً ومكلفاً عند الوصول إلى أراضيها، ومُنع الصينيون من السفر إلى الخارج لمدة ثلاث سنوات إلا لأسباب ضرورية.

وتُصنف الصين قبل الجائحة كأول دولة في العالم من حيث عدد السياح الذين يتوجهون الى الخارج مع حوالي 155 مليون مغادرة أحصيت في 2019، بحسب شركة الاستشارات ماكينزي، في حين توقعت الحكومة الصينية أن يشهد هذا الموسم ملياري رحلة، تعادل تقريباً ضعف حركة العام الماضي، و70 بالمئة من مستويات 2019.

الصين كنز سياحي لجميع الدول

في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، يقول الخبير السياحي وليد العوا: “إن حركة السياحة حول العالم حالياً كبيرة جداً نتيجة عدة عوامل يأتي في مقدمتها تعافي جميع دول العالم من تأثير جائحة كورونا، وإدراج الكثير من الناس السفر ضمن خططهم هذا العام وخصوصاً الذين لم يسافروا خلال الأعوام الثلاثة الماضية بسبب قيود كورونا، لكن فتح الصين أبوابها ودخولها سوق السفر هذا العام يسهم في انتعاش حركة السفر وبشكل كبير جداً وخصوصاً المتجهة إلى الدول الآسيوية”.

ويوضح العوا أن الصين تعد من أكبر الدول المصدرة للسياح في العالم وأن أعداد السياح والمسافرين من الصين لا نهائية، حتى أن الصين تمثل كنزاً لجميع دول العالم في قطاع السياحة، مشيراً إلى أن جميع دول العالم رفعت قيود السفر بعد انتهاء الجائحة، لكن قرار الصين رفع السفر للمجموعات السياحية، حتى لو جاء متأخراً غير أنه ينبئ بضغط شديد على السياحة في كل مكان بالعالم ومنها دول الإمارات.

ويضيف الخبير السياحي إنه “مع الازدحام الشديد الذي تشهده الوجهات السياحية في العالم خلال الصيف الحالي فإن نتائج القرار الصيني ستظهر بشكل أوضح خلال فترة السياحة الشتوية وتحديداً في الربع الأول من العام المقبل.

وبحسب الخبير السياحي العوا، فإن الكثير من السياح الصينيين حالياً لا يسافرون فقط ضمن مجموعات سياحية، بل يسافرون بصفة شخصية وعائلية، لكن في العموم في السياح الصينيين يسافرون ضمن مجموعات بهدف تقليل التكلفة.

وحول الوجهات الأكثر استقطاباً للسياح حول العالم يقول العوا: “تشكل دول جنوب شرق آسيا المطلة على البحر، الوجهات الأكثر استقطاباً للسياح حالياً وخصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في أوروبا، وفقاً للعوا.

ورجح العوا تسجيل شركان الطيران خلال عام 2023 أرباحاً كبيرة بعد الخسائر التي تكبدتها جراء تداعيات الجائحة، وخصوصاً خلال فترة الصيف التي ستكون الأرباح فيها خيالية بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير متوقع الأمر الذي دفع الناس للسفر إلى المدن الشاطئية.

إذ بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، فإن التعافي في حركة النقل الجوي سيدر أرباحاً صافية على شركات الطيران من المتوقع أن تصل إلى 9.8 مليارات دولار، حيث يشكل هذا الرقم أكثر من ضعف التوقعات السابقة لـ (إياتا) في ديسمبر 2022 والبالغة 4.7 مليار دولار.

بدوره، قال سعيد العابدي رئيس مجموعة “العابدي القابضة للسياحة والسفر”: “لا شك أن الصين تمثل لاعباً رئيسياً في حركة السياحة الدولية، وأن إلغاء قيود جائحة كورونا في ثاني أكبر اقتصاد في العالم منذ بداية العام الجاري وفتح حدود البلاد، أسهم بزيادة السفر وخصوصاً من الصين باتجاه العديد من الوجهات حول العالم، الأمر الذي انعكس إيجاباً على تعافي حركة النقل الجوي العالمية”.

ويشير العابدي في تصريح لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى قرار الصين رفع الحظر على سفر المجموعات سوف يؤدي إلى ازدياد الحركة السياحية وسنشهد سوقاً سياحياً واعداً على مستوى العالم الأمر الذي سينعكس على حركة الطيران التي ستعود إلى سابق عهدها قبل الجائحة.

كما سينعكس القرار على دولة الإمارات التي تمثل وجهة سياحية وتسويقية وترفيهية للسياح الصينيين، ما سيزيد من حركة الفنادق والمطارات والكثير من القطاعات الحيوية، طبقاً لما قاله العابدي.

العالم مقبل على طفرة سياحية

إن التأثير الإيجابي لقرار الصين، لن يكون على قطاع السياحة العالمي فحسب، بل على الاقتصاد العالمي ككل نظراً لأهمية السائح الصيني الذي لم يتمكن من السفر لأكثر من 3 سنوات بسبب جائحة كورونا، وفقاً للمستشار السياحي وائل الباهي، الذي أكد أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة سياحية عالمية بامتياز.

أما عن الوجهات التي سيقصدها السائح الصيني يقول الباهي في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: “بالطبع ستكون أولوية السائح الصيني زيارة البلدان التي تعاطفت مع بلاده في فترة الجائحة بالإضافة إلى البلدان الصديقة للصين على المستويين السياسي والاقتصادي، ففي المنطقة العربية ستكون الوجهات هي، دولة الإمارات ومصر وقطر والسعودية وتونس والمغرب، كما ستشكل بلدان شرق آسيا كتايلند وسنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان، مقصداً للسائح الصيني إلى جانب دول أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا”.

من جانبه أرجع الخبير الاقتصادي حسين القمزي أهمية تأثير الصين على سوق السفر واعتبارها واحدة من أكبر أسواق السياحة الخارجية في العالم، إلى الطبقة الوسطى الصاعدة، وزيادة الدخل المتاح، والاهتمام المتزايد بالسفر الدولي وهو ما أدى إلى زيادة عدد السياح الصينيين الذين يستكشفون الوجهات في جميع أنحاء العالم، لافتاً إلى أن هذا الأمر ترك تأثيراً عميقاً على اقتصادات وقطاعات السياحة في مختلف البلدان إلى جذب الاستثمار وتعزيز التنمية السياحية.

وأكد القمزي في تصريحه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن إعادة فتح الصين لحدودها لعب دوراً مهماً في تعافي السفر العالمي، نتيجة زيادة حركة السياحة الدولية وسفر الأعمال ما يساهم في التنشيط الشامل لصناعة السفر عموماً.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى